TOP

جريدة المدى > عام > فيليب روث يودع كولومبوس

فيليب روث يودع كولومبوس

نشر في: 27 مارس, 2021: 09:47 م

ترجمة / أحمد فاضل

الإصدار المرتقب لسيرة بليك بيلي التي طال انتظارها " فيليب روث : سيرة " ، عن عملاق الأدب الراحل ،

جعلنا نفكر كثيراً في مجموعة الأعمال الضخمة لروائي نيوجيرسي ( والتي تألفت من سبعة وعشرين عملاً كاملاً من أعمال الروائي ، على مدى خمسين عاماً من العمل ) .

ولو رجعنا قليلاً لأحد أهم أعماله تلك ، فسوف نتوقف حتماً أمام روايته القصيرة واللاذعة " وداعاً كولومبوس " ، التي تم نشرها في عام 1959 ، عن رجال يهود أميركيين مندمجين في المجتمع الأميركي من الجيلين الثاني والثالث ، فاز مؤلفها الشاب وقتها ( حيث كان لا يزال في منتصف العشرينيات من عمره ) ، بجائزة الكتاب الوطني للرواية عام 1960 .

فيما يلي واحدة من أولى المراجعات للرواية نُشرت في صحيفة

نيويورك تايمز بوك ريفيو ، قبل ستين عاماً والتي وصفت روث بالراوي القصصي الجيد والمثمن البارع للشخصية ، ومسجل متحمس لجيل متردد ، فإلى أي مدى يجب أن تذهب إلى الخلف لاكتشاف بداية المشكلة ؟

منذ بضع سنوات ، في أيام النهضة الأدبية الأميركية الجنوبية ، علقت الناقدة إيلين غلاسكو ، أن ما يحتاجه الجنوب هو" دم جديد لهذه النهضة " ، ويمكن قول الشيء نفسه عن بعض الكُتّاب الجدد الذين اهتموا بتصوير دور اليهودي في المجتمع الأميركي ، وهو موضوع مجموعة القصص القصيرة والرواية القصيرة التي كتبها فيليب روث " وداعاً كولومبوس " ، مدرس اللغة الإنكليزية في جامعة شيكاغو ، البالغ من العمر آنذاك 26 عاماً ، تم نشرها في هاربرز و باريس ريفيو ونيويوركر فاز عنها بجائزة الزمالة الأدبية ، قال عنها الناقد هوتون ميفلين :

" هي رواية مثيرة للإعجاب ، فيها دماء وقوة وحب وكره ومفارقة ورحمة " .

رواية روث عبارة عن اختلاط متناقض إلى حد ما بين المواد التقليدية التي يلتقي فيها فتى بفتاة ، وصورة للمثقف عندما كان شاباً ، يتم سردها بشغف عرضي بالتفاصيل السريرية التي تذكرنا بفيلم إدموند ويلسون " الأميرة ذات الشعر الذهبي " ، حيث يلتقي يونغ نيل كلوجمان ببريندا باتيمكين الجميلة الغنية طالبة رادكليف ، فيطاردها بتصميم كلب مدرب على اصطياد الطيور ، وسرعان ما يمسك بها بعد علاقة غرامية في صيف قائض ، لكن سلطة اب بريندا الثري تقف حائلاً بينهما ، و مع ذلك ، فإن مثل هذا الملخص لا ينصف المؤلف ولا الطريقة التي تناول من خلالها أزمة اليهود في أمريكا .

كتب السيد روث قطعة خيالية مدركة ، وغالباً ما تكون بارعة ، ومتحركة بشكل متكرر ، إنه راوي قصص جيد ، ومثمن ماهر للشخصية ومسجل متحمس لجيل غير حاسم .

معظم أبطال السيد روث ، مثل نيل كلوغمان ، يغرقون في طي النسيان بين الماضي والحاضر ، يبدو أن المؤلف يعرف شعبه من الداخل والخارج ، سواء أكان يكتـب عن صبي يجادل حول الولادة العذراء مع حاخام غاضب ، " تحول اليهود " ، أو في " إيلي ، المتعصب " ، عن شاب يهودي ، محامي يحاول شرح الأعراف في الضواحي لزعيم دار أيتام حاخامي ، أو في " إبستين " ، العواقب السخيفة والمثيرة للشفقة لرجل مسن يبحث عن الحب ، هذه القصص على الرغم من اهتمامها بالتجارب النموذجية العالمية ، يتم تحويلها إلى حد ما إلى ما هو غريب ومألوف في آن واحد ، تقول إحدى الشخصيات :

" أنا يهودي ، أنا مختلف ، أفضل ، ربما لا ، ولكن مختلف " .

يتفق عديد النقاد الأميركان على أن روث أراد ومن خلال روايته " وداعاً كولومبوس " ، أن يستخدم السخـرية من الطبقة الوسطى من اليهود الأميركيين ، وحالة الاندماج في الثقافة الأميركية ذات الغالبية المسيحية ، والطريقة التي يسخر بها روث من شخصياته اليهودية على وجه التحديد ، ، فإن موقف روث اللاذع تجاه العديد من شخصياته الروائية متجذر في المبادئ الأخلاقية الأساسية للدين اليهودي . على الرغم من أن نقاد روث لن يصنفوه مطلقاً على أنه عالم أخلاقي ، فإن مجموعته الأولى المنشورة من القصص تظهر أن الكاتب ينتقد شخصياته اليهودية من خلال نموذج أخلاقي .

عن / الموقع الأدبي

" أدب هب هو الأميركي "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ماذا دار خلال لقاء السوداني بخامنئي في طهران؟

تعرف على قرعة دور الـ16 من بطولة كأس ملك إسبانيا

تمديد ولاية مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات إلى 2027

الارتفاع عاد للأسواق والمخاوف تتبدد.. هل تكسر "الورقة" حاجز الـ200 ألف دينار؟

خامنئي: أمريكا فشلت في إيران وتحاول تعويض إخفاقها

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: هاينريش بيبر والمسبحة الوردية

نادي المدى الثقافي يبحث في أشكال القراءة وأدوارها

حركة الشعر الحر وتحديث الأدب السعودي

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مدخل لدراسة الوعي

مقالات ذات صلة

مدخل لدراسة الوعي
عام

مدخل لدراسة الوعي

لطفية الدليمي تحتل موضوعة أصل الأشياء مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية. الموضوعات التأصيلية الأكثر إشغالاً للتفكير البشري منذ العصر الإغريقي ثلاثة: أصل الكون، أصل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram