TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: رياضتنا (كوفيد 20) بامتياز!

كلمة صدق: رياضتنا (كوفيد 20) بامتياز!

نشر في: 29 مارس, 2021: 10:05 م

 محمد حمدي

مقابلة جمعتني مع إحدى الإعلاميات العربيات المهتمّة بالشأن العراقي عموماً والرياضي على وجه التحديد، ومن جملة ما دار من حديث بيننا سؤال مكرّر لها، متى ستحصلون على ميدالية أولمبية وتريحون العالم وأنتم أولهم؟ وتستطرد قائلة، هل حقاً ستنتهي ملفات الفساد والمشاكل التي تشغلون بها محكمة كاس واللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات العالمية والقارية بمجرد حصولكم عليها؟ وتجيب قائلة :لو كان الأمر ينفع لنصحت رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بإهداء ميدالية الى العراق!

انتهى الحديث المُحرج، وهو حديث مشروع جداً فقد صدّعت فضائياتنا رؤوس العالم من فرط ما أفصحت عنه بالمكشوف عن حجم التقاطعات والاتهامات داخل الأسرة الرياضية العراقية مجتمعة من طرحها لملفات الفساد وصولاً الى التُهم الشنعاء بالخيانة والشرف والحنث باليمين واستخدام الوسائل المخجلة التي لا يمكن أن تمس سلوكيات الأسوياء في العقل وليس الرياضة والرياضيين وشعارهم الجميل بالتقريب والحب والتنافس الشريف، هذا هو المشهد وليُحاجج من يستطيع وأنا وأنتم على ثقة من عدم وجود هذا النفر فالإجماع حاصل على أن وسطنا الرياضي فاقت عدواه وتلوثه وفايروساته انتشار كوفيد 19!

وممّا زاد الطين بلّة هو الانتشار المروّع لعرّابي الفساد وإعلاميي الفضائح، فبين من يلوّح بنشر تفاصيل ملفّات الفساد الى من يدعو الجماهير لترقّب أحدث مسلسلات الخزي في الوسط والتراشق بالألفاظ النابية، ومن جُملة من يطالهم الحديث رأس الهرم اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في مسلسل انتخاباتها الطويل بحكايات الاقصاء والتهميش والاتهامات، ولا نعلم هل حانت نهايته أم بدايته بعد حلقة التجديد الثالث للمُخضرم حمودي رئيساً للجنة أولمبية وما يُثار حولها الكثير إدارياً، ومدى تأثير ذلك فنياً على فرق اتحاداتها التي تعاني الأمرّين وتسير بعكّازين لتصبح بعدها على كف عفريت بعد هذا الفاصل المتوقّع لسيناريو انتخابات المكتب التنفيذي وما هي الخطوة المقبلة لفصيل المعترضين العنيد.

إن معاناة الوسط الرياضي عموماً قد وصلت الى حدود لا تطاق ووصلت الجماهير الرياضية الى أعلى درجات الملل من تكرار هذه الوجوه والسيناريوهات، ولم يعد أكثر المتفائلين يملك عذراً واحداً أو صورة مقبولة لتمريرها، والحديث عن مستقبل مشرق لإنجاز رياضي بأية لعبة، كما لم يعد هناك تفكير جدّي من الرياضيين أنفسهم بتحسين واقعهم في أوساط رياضية مريضة جداً وميؤس من حالتها، وصرنا نترقّب معجزة تغيير الوضع وإن كنّا بعيدين عن هذا الزمن الذي نتحدّث عنه!

بحسب معلوماتنا، أن هناك فواصل جديدة ستثار خلال الأيام القليلة المقبلة قضائياً وإدارياً وربّما أكثر من ذلك بكثير، الجميع يعلم بها وأوّلهم من يمثل الجهة الراعية للرياضة في القطّاع الحكومي التي يبدو أنها فقدت الحيلة أيضاً في اتخاذ التصرّف المناسب، مع كل ذلك يجب أن تخطو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح أو البدء بمحاولة على الأرض لحلحلة الخلافات أيّاً كان شكلها، فالموازنة للعام الحالي على وشك أن تُقرّ أو أنها ستُقرّ فعلاً، وفرقنا الرياضية يجب أن تكون على المحكّ بانتظار الاستحقاقات الخارجية وإن صفة الإيثار يجب أن تكون حاضرة الآن وليس غداً لتجاوز هذه الصورة السوداوية التي أكلت كثيراً من الوقت على حساب الرياضة والرياضيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

نتائج اجتماعية سلبية محتملة لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

العمودالثامن: لماذا تصمت نقابة المحامين؟

العمودالثامن: المندلاوي وشعار "مشيلي وامشيلك"

العمودالثامن: حين تغضب النقيبة !!

تشريع زواج القاصرات في العراق خيانة لهنَّ

العمودالثامن: عصر المرتشــين

 علي حسين كانت كلمة (مرتشي) حين تقترن بشخص ما فهي كافية لتضعه أسفل سلم التوصيف الأخلاقي في المجتمع، ويذكر البعض منا أن الاختلاس أو سرقة المال العام كان يلقى ردعاً يصل لحد الفصل...
علي حسين

كلاكيت: الكوميديا التي لا تنشغل فقط بالضحك..

 علاء المفرجي على الرغم من أن الفنان الكبير قاسم الملاك، لم يبدأ مسيرته الفنية أواخر الستينيات ممثلاً كوميدياً، بل تنوعت أدواره منذ ذلك الحين بين الكوميديا والأدوار التراجيدية، وغيرها من الأدوار. فكان أن...
علاء المفرجي

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوبفي مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 6)التجربة اليابانيةاليابان، المعروفة بتنظيمها الاجتماعي وثقافتها الغنية، تعد واحدة من اكبر الاقتصادات في العالم. بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت اليابان نهضة اقتصادية هائلة، حيث تحولت من بلد مدمر الى قوة اقتصادية...
د. محمد الربيعي

مقالة إخوان الصَّفا: القائل والعاقل

رشيد الخيون تضاعفت الأقوال المسموعة على مدار الساعة، والقلة ممَن يخضعها لعقله، كي يميز الغث مِن السَّمين، وبقدر ما نفعت التكنولوجيا، الفكر النير، خدمت الجهل، لأنها تُدار بيد الإنسان، إذا كانت يد عاقل أو...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram