(داخلُ).. أمريكا!

آراء وأفكار 2021/09/15 11:22:18 م

(داخلُ).. أمريكا!

 كاظم الحجّاج

لم يكن ساخراً، ذلك اللبرالي الأمريكيّ الذي قال: “أمريكا يحكمها حزب واحد... بجناحين يمينيّين..”.

يقصد الجمهوري والديمقراطي..

وحكم الجناحين اليمينيّين (خارجٌ مرئيّ)؛ أمّا (داخل) أمريكا فهو الخفيّ جدّاً.. فمنذ سنين قليلة ظهر مصطلح (الدولة العميقة)، الأكثر دقّة، والأكثر ملاءمة، من المصطلح القديم: (المؤسسة الماسونيّة).. الذي صار محدود التداول.

فحتى الديانة الرسميّة لأمريكا يشوبها الغموض والإلتباس؛ ما بين (المسيحيّة التلمودية) و(المسيحيّة الإنجيليّه) كما في عموم أوروبا؛ حيث الختان (السرّيّ – العلنيّ) للبنين والبنات، في مجتمع أمريكيّ (علماني – ظاهراً).. على الرغم من أنّ (المؤسسة) – التي تطبع الدولار – تضع عبارة: (بالله ثقتنا)، وكأنها افتراق عن (الإلحاد الروسي)!..

وملامح الدولة الأمريكية العميقة هي مع كارتلات مصانع السلاح الفردي (المدني) – التي تصنع المسدّس والبندقيّة، فهي تتمتع بحماية قانونيّة صائنة؛ لأنها (دافع ضرائب).. ولهذا فلقد أجاز القانون الفدرالي حمل المسدّس (المجاز) أو البندقيّة المنزلية، وكما أظهرت (هولي وود) راعي البقر (الظريف) هو يحمل مسدّسين، على جنبيه، وبندقيّة على جنب حصانه، للدفاع عن نفسه ضدّ السكّان الأصليين – قبل أن ينقرضوا – الذين ما كانوا يملكون سوى سهم ورمح.. قبل أن تُهرَّب إليهم البنادق!..

ولمّا بولغ في إجازة السلاح الفرديّ، فلقد (اضطرّت) مؤسسة (الداخل) إلى وضع مراكز شرطة داخل المدارس الثانوية!..

ومنطق مصلحة الضرائب يقول صراحة:

«إننا لا يمكن أن نجعل دافعي الضرائب المجزية، من صانعي السلاح الشخصي يخسرون.. (من أجل فقدان بعض الأرواح، هنا وهناك!)..

أمّا مصانع السلاح الثقيل، والثقيل جدّاً، من غوّاصات وحاملات طائرات وطرّادات.. فهي دافع الضرائب الأثقل.. الذي يستحقّ أن نصنع له حروباً، هنا وهناك، حتى ولو ضدّ فلاّحين فيتناميين مرضى، ولم يتسلّحوا إلاّ ببنادق مستعجلة الصنع... كما لا بأس بتجريب قنابلنا الذرّية الأولى على يابانيين (منتفخي العيون)، بدلاً من تجريبها – المحفوف بالمخاطر في محيطاتنا أو صحارانا..!

وكانت الـ (سي. آي. أي) – المؤسسة الأعمق والأخفى – قد صنعت (المجاهدين الأفغان) ضدّ العدو السوفييتي! ثم مقاتلتهم بعد ذلك من قِبلنا، حتى لو دامت الحرب ضدّهم لأكثر من عشرين عاماً، حتى يستمرّ دفع الضرائب الهائلة و... قبضها!

و.. (بالله ثقتنا)!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top