التحذير مُعاد 100 مرّة ولم يجتهد مرّة!..الدوحة تضبط غشّ اتحاد الكرة في امتحان الأسود!

التحذير مُعاد 100 مرّة ولم يجتهد مرّة!..الدوحة تضبط غشّ اتحاد الكرة في امتحان الأسود!

 متابعة / إياد الصالحي

اطلاق نار النقد المتبادل بين الإعلام الرياضي والقائمين على شؤون كرة القدم العراقية سوف يتوقف بعد أيّام من المُصادمات المُعتادة، منها المنطقيّة والمتهوّرة والمدفوعة و.. الساذجة، كرد فعل على الخسارة الموجعة لأسود الرافدين بثلاث كرات قطرية في جولة وداع كأس العرب التي لم يعرف العراق منتخباً هزيلاً مرّ في تاريخها مثلما شهدت نسختها العاشرة، لكن حملة إعادة الأسود إلى زمن الأمجاد ستطول مدّتها ببقاء الطارئين على مهام منظومتها الإدارية.. ولن تنجح أبداً.

الغريب أنّ المسؤول عن اتحاد كرة القدم الحالي أو الذي سبقه، لا ينصّتُ إلى معارضي عملهِ من المستقلّين والمُفكّرين بحُسن نيّاتهم والمتحمّسين الى تغيير وضع المنتخب نحو الأفضل، بل يعتبر كل هؤلاء هُم جنود قوّة تدميرية تستهدف موقعه وكيانه الشخصي، تحرّكهم أجندات خاسِرة في مؤتمرات مغانم التصويت! فيعمل العكس ويصّرُ على ذات الأخطاء التي تم تحذيره منها 100 مرّة إلا أنه يُنفّذ ما تشاورهُ به نرجسيّته، وما يمليه عليه الخوف من المضي في خطوة جديدة تطرد النحس وتتماهى مع فكرة أن المنتخب ملك للجميع، وليس حكراً بالاتحاد.

أزمة قديمة

أزمة المنتخب الوطني ليست وليدة مونديال العرب، بل هي قديمة جديدة، ويمكن أن نعود إلى السنين السابقة، عشنا فصول البطولات الحزينة أكثر من المُفرحة، وكم تداولنا في شؤون تغيير نظام مسابقة الدوري الممتاز وتخفيض عدد الأندية المشاركة فيه، لتقلّ مُدد المواجهات بين جولة وأخرى، وتتمكّن الفرق من إعداد لاعبيها وبينهم من يلعب للوطني والأولمبي والشباب بصورة منتظمة تخلو من الحِمل التدريبي، ولا أذن تسمع! سرعان ما يشرد ذهن رئيس الاتحاد إلى مؤامرة القوة التدميرية، فهذا المقترح يقلل أصوات مؤيّديه وربّما يزاحمه آخر ينتزع الموقع منه، فماذا كانت النتيجة؟ تسلّم زيليكو بتروفيتش المهمّة الفعليّة في ثلاث مباريات فقط بعد تسعة مدرّبين أجانب منذ عام 2003 وراح يشكو ضُعف الدوري وعدم قدرتهِ على تأهيل اللاعبين لأنهم وصلوا إلى الدوحة مُنهكين ولا تنفع معهم وحدات اللياقة!

مهمّة يونس

لم يصدُق الاتحاد مع الجمهور، وأوهمهُ في أصعب أمتحان عربي (لنعترف بلا مُكابرة) وراح يتحدّث مشرف المنتخب يونس محمود عن ثقته المُطلقة بامكانية احراز اللقب، ثم يدّعي أن تصريحه سبق البطولة، وفي نفس الوقت أكّد أنّ هدف الاتحاد هو بناء منتخب قوي خلال السنين المقبلة! فلا يوجد أي ربط بين التوقّع وخيبة الاقصاء ولا حتى تأهيل أسود أشدّاء الى كأس العالم 203، ونرى الصدقيّة في شخصيّة يونس محمود "النقيّة من الحقد" هو تعامله مع المنتخب بفكر اللاعب وليس المُشرف أو نائب رئيس الاتحاد، وليس عيباً في ذلك كونه اعتزل عام 2016 وبقي خمس سنوات يترقّب إزاحة الاتحاد السابق ليجلس على أحّد مقاعده من دون أن يشارك في أية دورة إدارية أو فنيّة في علم كرة القدم ولا يمكن لنجوميته أن تعوّض ذلك حتى لو أنيطت به إدارة العلاقات الخارجية!

تفرّد درجال

أما رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، بدلاً من تظاهره بالغفلة في سؤاله إلى مراسل إحدى القنوات الفضائية عشية لقاء قطر (لماذا يحاربون المنتخب بسببي؟ هذا أمر خطير) عليه أن يُجيب عن أسئلة كثيرة تورَّط في بعض مفاصل عمله بقرارات تناقض وصفه (نحن شركاء في مهمة المنتخب والواحد يكمّل الآخر) وهو من يتفرّد بتحمّل النتيجة المُخزية التي نكّستْ علم اللعبة وسط الأشقاء العرب بعدما أربك استعداد اللاعبين بتسميته مدرّباً استنفدَ قيمته الفنية قبل ثلاث سنوات .. واأسفاه! ثم كافأ مساعده بتدريب المنتخب نظير انقاذ الاتحاد من حرج انسحاب الأول، وكان ينبغي استقالة الملاك الفني كلّه حسب قول بتروفيتش في مؤتمر الهزيمة!

تقييم نزيه!

أما بقية الحلقات المتصلة بالمنتخب الوطني والمستحدثة بحكم تغييرات مزاجيّة لرئيس الاتحاد ومشرف المنتخب وحدهما من دون إبداء أي عضو اتحاد رأيه فيها، فيتوجّب تقييم عملها فرداً فرداً بما ينسجم مع مسؤولية استمرارها من عدمه، وذلك يتوقف على مضمون التقرير "النزيه" الذي سيوضع على طاولة الاتحاد لمناقشتهِ والتصويت على فقراته، ولا يُعرف من سيُكلّف بكتابته فلا يوجد من يدين نفسه بالتقصير!

قرارات عاجلة

عودوا إلى مقر الاتحاد، واتخذوا قرارات عاجلة بتوقيتها كي لا يسرق الكسل أيّاماً مهمّة من المدّة المتبقية لاستئناف تصفيات مونديال قطر، وترفّعوا عن العمل في تخصّصات لا تمتلكون خبراتها، وآثروا لمصلحة اللعبة بتسمية مدرّب محلّي جديد بعد أن ثبت بالأدلة فشل تجاربنا كلّها منذ عام 2003 مع المدرب الأجنبي سواء بسببه أم بتقصير منّا، واستفيدوا من جُرأة استدعاء العناصر الشبابية الأربعة (مناف يونس وحسن رائد وحسن عبد الكريم وأحمد فرحان) قبل أسبوع من بطولة كأس العرب لتعزّزوا وجودهم بعدد آخر من اللاعبين المميّزين في الدوري بدلاً من لاعبين ختمت الدوحة جواز مغادرتهم المنتخب رسمياً!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top