علاء المفرجي
«تزوجت شيوعيا» بترجمة أسامة منزلجي والصادرة عن المدى.. هي جزء من ثلاثية روث الأمريكية بدأت برواية « حكاية امريكية « وانتهت برواية « الوصمة البشرية «.
كتبها في التسعينيات وتصور تاريخ ما بعد الحرب في نيوارك ونيوجيرسي وسكانها.، ستكشف فترة صعبة من التاريخ الأمريكي، ويركز على بعض الشخصيات المتطرفة وقراءة لدواخل الشخصيات.
يعمل إيرا وشقيقه موراي كمؤثرين هائلين على زوكرمان في سن المدرسة، وزوكرمان هو الشخصية التي تتكرر في روايات روث، يتم سرد القصة على أنها ذكريات معاصرة بين موراي وناثان في حياة إيرا. وعلى الرغم من كونه شيوعيًا، فقد أصبح إيرا نجمًا في المسرح الإذاعي.حيث تتضافر في الرواية الصراع مع السياسيين المكارثيين، وسعي وزوجته المدللة تدمير إيرا والعديد من من حوله.
تبدأ القصة في عام 1998، عندما التقى الراوي، ناثان زوكرمان، بمدرس اللغة الإنجليزية المحبوب في المدرسة الثانوية، موراي رينجولد، شقيق إيرا رينجولد، معبود طفولة ناثان، المعروف أيضًا باسم أيرون ريم. كان ناثان طالبًا لموراي قبل 47 عامًا، وعندما التقى به ناثان، كان موراي يبلغ من العمر 90 عامًا وسجل كطالب في كلية صغيرة في نيو إنجلاند في دورة بعنوان «شكسبير في الألفية». يقضي ناثان وموراي الأيام الستة التالية في سرد قصة إيرا رينجولد.
التقى ناثان بإيرا لأول مرة أمام منزل موراي في أكتوبر من عام 1948. لمدة عام ونصف أو نحو ذلك، أمضى إيرا وناثان وقتًا طويلاً معًا واستمتعا بصحبة بعضهما البعض، ولكن كانت هناك أشياء عن إيرا لم يفعلها ناثان أعرف. بعد ذهاب ناثان إلى الكلية في عام 1950، كان الاتصال بينهما ضئيلًا للغاية. كان إيرا نجمًا إذاعيًا، وكان يؤدي دوره تحت اسم ايرون ريم. وكان شيوعًا التقى إيرا بجوني أوداي، وهو شيوعي أمريكي قوي أثر على فلسفة إيرا السياسية. أثناء وصف قصة إيرا لناثان، يتأمل موراي أن «الأمر متقلب للغاية، أليس كذلك، مع من تنتهي، كيف ينتهي بك الأمر؟» على عكس إيرا، عاش أوداي كل جانب من جوانب حياته بما يتفق مع أيديولوجيته السياسية.
عندما التقى ناثان بإيرا، تزوج إيرا من الممثلة الشهيرة والرائعة ايف فريم. كانت ايف قد تزوجت ثلاث مرات من قبل، ولديها ابنة صعبة، هي سيلفيد، والتي، على الرغم من كونها بالغة، تعيش في المنزل مع ايف وإيرا وتسببت في مشاكل مختلفة لزواج مضطرب ومتقلب بالفعل. عاش إيرا في رفاهية وتسامح مع وأصدقائها في المجتمع الراقي، بما في ذلك برايدن جرانت، سليل يوليسيس جرانت، وزوجته كاترينا فان تاسيل. كان جرانت كاتب العمود الصحفي، يطمح في أن يصبح عضوًا في الكونجرس (وهو ما أنجزه في النهاية).
قبل لقاء ايف، كان إيرا، الذي ترك المدرسة الثانوية، يعمل في مصنع أسطوانات وفي منجم للزنك في زينكتاون. احتفظ إيرا بكوخًا في زينكتاون حيث انسحب عندما كانت حياة الرفاهية أكثر من اللازم بالنسبة له.
بعد اكتشاف إحدى خيانات إيرا، وفي حالة من الغضب، سلمت إيف رسائل إيرا إلى أوداي إلى جرانت وفان تاسيل. لقد أقنعوها بكتابة مذكرات بعنوان تزرجت شيوعيا، مما أدى إلى إدراج ايرا في القائمة السوداء وفقدان وظيفته الإذاعية. وبسبب علاقته الأسرية بإيرا، فقد موراي أيضًا وظيفته كمدرس. وفي عام 1998، اكتشف ناثان أنه نتيجة لعلاقته بإيرا، فقد حرم من الحصول على منحة فولبرايت قبل 25 عامًا. «بالطبع لا ينبغي أن يكون مفاجئًا للغاية أن تكتشف أن قصة حياتك قد تضمنت حدثًا، شيئًا مهمًا، لم تكن تعرف شيئًا عنه...»
العلاقة بين إيرا وايف، وتأثير المذكرات، وتعقيدات التأثير المدمر للأيديولوجيا وطموح السياسيين، تم تصورها ببراعة في هذه الرواية المدهشة. هناك أيضًا بعض المقاطع الرائعة التي تتناول العلاقة بين الأدب والسياسة، وتأثير العلاقات والاتصالات الشخصية الساحقة («أحيانًا، بالنظر إلى الوراء، أفكر في الحياة كخطاب طويل كنت أستمع إليه... كل شخص يرى التجربة على أنها شيء لا يجب امتلاكه ولكن يجب التحدث عنه. لماذا هذا؟ «).
تتناول الرواية العديد من الجوانب المثيرة للاهتمام في الحياة السياسية واليومية بحيث تجعل القارئ يدرك أن اضطرابات اليوم هي قصة الأمس. جزء من التعليقات السياسية وقصة الحب والانتقام وجزء من الغموض، لقد تزوجت شيوعيًا يستكشف فترة صعبة من التاريخ الأمريكي.
وفيليب روث (1933 - 2018) روائي أمريكي وكاتب قصص قصيرة، التي ألفها في مسقط رأسه في مدينة نيوآرك بولاية نيوجيرسي الأمريكية، بكثافة شخصيات السيرة الذاتية، لطمس الفروق الفلسفية والرسمية بين الواقع والخيال، وذلك من خلال استخدامه «أسلوب حسي عبقري» واستكشافاته الاستفزازية للهوية الأمريكية.
نال روث الاهتمام لأول مرة، بعد نشر روايته القصيرة وداعًا كولومبوس في عام 1959؛ والتي حصلت المجموعة التي حملت هذا العنوان على جائزة الكتاب الوطنية الأمريكية للقصص الخيالية. وأصبح واحدًا من أكثر الكتاب الأمريكيين حصولًا على جوائز بين أبناء جيله. فقد حصلت كتب فيليب روث على جائزة الكتاب الوطنية مرتين، إضافة لحصولها على جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية مرة واحدة، وجائزة مؤسسة بين فولكنر ثلاث مرات. حصل روث أيضًا على جائزة بوليتزر عن روايته الرعوي الأمريكي لعام 1997، والتي ظهرت فيها واحدة من أشهر شخصياته، ناثان زوكرمان، التي عادت لتظهر في العديد من رواياته. حصلت رواية ذا هيومن ستين (وصمة عار الإنسان) لعام 2000، التي تضمنت شخصية ناثان زوكرمان، على جائزة دبليو إتش سميث الأدبية في المملكة المتحدة كأفضل كتاب في العام. حصل روث في عام 2001، في براغ، على جائز فرانتس كافكا الافتتاحية.
