ذي قار/ حسين العامل
كشفت منظمة طبيعة العراق، عن تراجع المساحات المغمورة بالمياه في اهوار الناصرية الى 15% مقارنة بعام 2019، مؤكدة أن الشح تسبب بانتشار الأمراض بين قطعان الجاموس.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة جاسم الأسدي، في حديث إلى (المدى)، إن "واقع الاهوار سيئ والمياه اخذت تنحسر بصورة كبيرة عن مناطق شاسعة من الاهوار وحولتها الى اراض مجدبة".
وأرجع الأسدي السبب في ذلك إلى "تراجع الاطلاقات المائية في عمود نهر الفرات الى 53 متراً مكعباً في الثانية، عند الحدود بين السماوة والناصرية بعد ان كانت في العام المنصرم أكثر من 80 متراً مكعباً في الثانية".
وأشار، الى ان "الاطلاقات المائية لا تخص الاهوار لوحدها وانما تشمل جميع الاستخدامات الزراعية وتغذية محطات ومشاريع الماء ومحطات توليد الكهرباء والنظام البيئي فضلاً عن الاهوار".
واوضح الأسدي، أن "مناسيب مياه نهر الفرات في مناطق الاهوار انخفضت الى 81 سم بعد ان كانت 125 سم في العام السابق"، لافتا الى ان "وزير الموارد المائية مهدي رشيد سبق وان تعهد لنا خلال لقاء سابق ان لا تنخفض المناسيب عن 90 سم".
لكنه تحدث، عن "انخفاض متواصل، قد ينخفض أكثر خلال شهري تموز واب المقبلين"، مؤكداً أن "أشهر الصيف القادمة تمثل الفترة الحرجة من الجفاف كون المسطحات المائية في مناطق الاهوار تكون أكثر تبخراً؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وبيّن الأسدي، أن "الجفاف طال مناطق الاهوار الوسطى وهور ابو زرك الشمالي، فيما انخفضت مناسيب هور الحمار الغربي بصورة اقل؛ كونه يتغذى من مياه المصب العام المالحة".
ولفت، إلى "تعرض هور الحويزة في محافظة ميسان الى انحسار كبير وهذا الاخير لا يتغذى حاليا الا على 3 أمتار مكعبة في الثانية من أصل 30 متراً مكعباً في الثانية كانت تغذيه سابقاً". ويرى الأسدي، أن "الاراضي المغمورة بالمياه لا تشكل حالياً سوى 15% مقارنة بعام 2019"، فيما شدد، على أن "85% من مناطق الاهوار باتت شبه جافة او جافة تماماً بحيث يمكن لأي فرد ان يقطعها مشياً على الاقدام".
وأفاد الأسدي بأن "المناطق المغمورة لم يتبق منها سوى تلك القريبة من عمود الانهر الرئيسية"، متوقعا ان "تكون الايام القادمة أكثر سوءاً".
وتابع، أن "مربي الجاموس وصيادي الأسماك وجامعي الحشائش هم الشرائح الاكثر تضرراً من أزمة المياه وجفاف الأهوار".
ويواصل الأسدي، أن "تردي نوعية المياه الناجمة عن الشحة تسبب بانتشار الأمراض بين قطعان الجاموس وهلاك البعض منها"، مؤكداً أن "نسبة الأملاح ارتفعت الى 20 ألف جزء بالمليون في مناطق الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي".
ونوه، إلى أن "سكان الأهوار يطالبون بتقليل الضرر عبر زيادة الاطلاقات المائية لمناطق الاهوار وتطهير وكري الأنهر المغذية لها فضلاً عن التوزيع العادل للمياه وفق الخطة المعتمدة من قبل وزارة الموارد المائية".
وطالب الأسدي، بـ "دعم اصحاب قطعان الجاموس بالأعلاف المركّزة عبر وزارة الزراعة ونشر فرق بيطرية لمكافحة الامراض والاوبئة الناجمة عن تلوث المياه".
من جانبه، ذكر مدير الموارد المائية في ذي قار غزوان عبد الأمير، في تصريحات اعلامية تابعتها (المدى) أن "طبيعة التجاوزات المسجّلة تتمثل في فتح وكسر المنافذ والبوابات بعد وقت الدوام الرسمي وخلال فترة الليل".
ودعا عبد الأمير، "الوحدات الإدارية والجهات المعنية إلى التعاون ومتابعة التجاوزات وتطبيق نظام المراشنة في عملية السقي".
وأكد، أن "التجاوزات على عمود نهر الغراف تتركز في مناطق أقضية الرفاعي وقلعة سكر والفجر والنصر".
ومضى عبد الأمير، إلى أن "ذلك تسبب في شحة المياه في مناطق الدواية وسيد دخيل والإصلاح وعدد من قرى عشائر آل أزيرج".