فـي السـخـط

فـي السـخـط

ألف باتومان   ترجمة:أمير دوشي (( لاشك أننا نعيش أزمة غريبة ))  هكذا  يبدأ   كتاب   إليزابيث   رودنيسكو \"  الفلسفة  في  أزمة  مضطربة\"  . والكتاب قراءة لزمن متمرد غريب , يبدأ بمدخل من خمس صفحات جدال ضد روح عصرنا . مع أو ضد  جان بول سارتر ..؟ مع أو ضد رايمون أورن ..  ؟

 هل علينا أن نسلط الضوء على أيار 1968 وأفكاره (ثورة الطلبة )...التي ينظر أليها الآن كأمر يتعذر فهمه , نخبوي , خطر, وضد الديمقراطية ؟ هل أصبح أبطال تلك الثورة كلهم باحثي لذة, برجوازيين صغار رأسماليين من دون ايمان أو مبادئ. أو ليسوا كذلك! الأب قد توارى, لكن لماذا ليس الام؟ في النهايةأليست إلام في الوقع الحال أب والأب أم؟ لماذا لا يفكر الشباب بأي شيء؟ لماذا الأطفال لا يطاقون؟ أيعود ذلك للتلفزيون؟ أو الخلاعة, أو الكتب الفكاهة؟...والأمهات : هل هن قادرات على الإشراف على العمال الذكور بذات الأسس كالرجال؟ والتفكير مثل الرجال ليصبحن فيلسوفات؟ هل يملكن نفس الذهن, وذوات العصبون (وحدة عصبية تتألف من الخلية العصبية وملحقاتها), وذات العواطف, ونفس الغرائز الإجرامية ؟ هل كان المسيح عاشقاً مريم المجدلية , وأن كان كذلك , هل يعني ذلك أن الدين المسيحي منقسم جنسياً بين قطب أنثوي خفي وأخر ذكوري مهيمن ؟ هل دب الفساد والانحلال في فرنسا ؟ هل أنت مع سبينوزا , دارون , غاليلو , أو ضدهم ؟ هل أنت منحاز للولايات المتحدة ؟ أولم يكن هايدغر نازياً ؟ هل كان ميشيل فوكو ممهداً لابن لادن؟ , وديلوز مدمن مخدرات ....؟ فعلاً أو يختلف نابليون عن هتلر؟ هل تعتريك هذه الأسئلة  كـ  (نقطة القاع المطلقة للاستفهام المعاصر)؟ هل تفصح عن إدراك لامراض اللحظة الثقافية المعاصرة؟ هل تود أن تسمع أكثر منها؟ هل ترغب بأجراء لقاء طويل مع أحد ما يفكر بنفس الطريقة؟ ان كنت كذلك فأنك ستستمتع بالترجمة الانكليزية الحديثة لكتاب  رو دنيسكو, مؤلفة كتاب لاكان , ولماذا التحليل  النفسي. وأن كان الأمر بـ (كلا) فأنك مع ذلك قد تستمتع بأجزاء من الكتاب .تملك رودنيسكو ملكة روائي لتقطر الهذر المبعثر للوسط السوسيو- تاريخي إلى تقرير موجز بليغ. كيف بتقشف  تخوزق رواية شفرة دافنشي ! غالباً ما يذكر للمرء بكتاب فلوبير (( معجم الأفكار المجمع عليها )) ((Dictionary of Received  Ideas))                                                            (( الروايات : تحرف الجماهير , الطلاب كلهم يدخنون الغليون في الشوارع , ولا يدرسون شيئاً )) فرودنيسكو مثل فلوبير مستاءة من الخطاب الفكري الذي وبشكل متزايد مماثل لدفتر الأستاذ الواسع مليء بالمداخل للأشياء والبشر الذين قد أصبحوا أشياءاً .  <دفتر الأستاذ : دفتر الحسابات لدى مؤسسة تجارية ويكون طويلاً وقليل العرض>. فلوبير الهجاء دفن بوفاري  وبيكوشيه أحياءا تحت سيل من الأسماء والأشياء والمنهجيات : رودنيسكو الفيلسوفة تقدم لنا مجرفة مفاهيمه . ما يلاحظه المرء فوراً بشأن هذه المجرفة هو قربها إلى السيل : كتابها (( الفلسفة في أزمنة مضطربة )) كا نغيلام , سارتر , فوكو , ألتوسير , ديلوز , دريدا , يبدو مشابهاً جداً لدفتر الأستاذ المليء بالمداخل\" للناس الذين قد أصبحوا أشياءاً\" (هل سيشعر أو يفكر بوفاري أو بيكو شيه بشكل أفضل لو وجدوا مثل هذا الشيء في سقيفة الحديقة؟!). وللكتاب بأجمعه تأثير مشابه ((للحوار أو النقاش)) الذي بدا على  أنه أصلا موضوع  معارضة أدبية على سبيل الفكاهة. وكما في معجم فلوبير, الأفكار والأسماء تنهمر على صفحات الكتاب مثل سيل الأسئلة والتعليقات  المشوشة زمنياً: رودينسكو هي من صنف الكتاب الذين يشيرون بحبور إلى تراث المفاهيم الفلسفي الذي تنتمي له أسماء  مثل .... غاستون باشلار, سبينوزا, هيغل, مونتيسكيو , وفرويد, وكما في معجم فلوبير المرتب  ألف بائياً, فأن رودنيسكو تنتقل من محاجة إلى أخرى على أساس التورية والاستعارة. خذ مثلاً معالجتها لموضوع (التحريفية) الذي  تعرفه كواحد من العلل الرئيسية المعاصرة ولأننا مصممون على ((مناقضة فكرة التمرد)) فنعطي مكانة غير مسبوقة , للهجمات التحريفية على أصول كل مغامرة تحررية : على الحركة النسوية والاشتراكية والماركسية والفرويدية و((كل صنف من النقد للمعيار )) فتربط الكاتبة هذه  ((الهجمات التحريفية)) مع إنكار الهولوكوست  فتقودها فكرة إنكار الهولوكوست إ

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top