تقرير فرنسي عن ذكرى هزيمة داعش: إعادة إعمار الموصل «بطيئة»

تقرير فرنسي عن ذكرى هزيمة داعش: إعادة إعمار الموصل «بطيئة»

 بغداد/ المدى

تحدث تقرير فرنسي في ذكرى هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، عن عملية إعادة إعمار الموصل ووصفها بأنها ما زالت بطيئة، فيما أكد مسؤول محلي وجود مشكلات كبيرة تعاني منها المدينة خصوصاً على المستويين التعليمي والصحي.

وذكر تقرير لوكالة فرانس برس تابعته (المدى)، أن «غزوان تركي بعد سنوات تنقّل فيها بين مخيمات النازحين، وجد بعض الاستقرار بعدما استأجر منزلاً في الموصل».

وأضاف التقرير، أن «تردّي الخدمات العامة وتراكم الصعوبات الاقتصادية تجعل من يوميات هذا الرجل الأربعيني وأولاده الاثني عشر، قاسية».

وأشار، إلى أن «الموصل وبعد خمس سنوات على تحريرها ما تزال تشهد عملية إعادة إعمار بطيئة»، مؤكداً أن «سكانها البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة يعيشون ظروفا صعبة».

ولفت التقرير، إلى «عمال يقومون بتركيب قضبان حديدية لتدعيم أساسات جسر جديد»، منوهاً إلى أن «مطاعم ومقاه فتحت أبوابها».

وأورد، أن «مستشفيات عامة لا تزال مدمرة، وبعض المباني تحمل حتى الآن ندوب الحرب، إذ لا تزال مدمّرة أو آثار الرصاص باقية على جدرانها، شاهدة على معارك دامية في المدينة وضربات جوية أتاحت للقوات العراقية استعادة الموصل في العام 2017 بدعم من تحالف دولي».

وأفاد التقرير، بأن «تركي يقر بوجود تحسّن عمراني في الموصل، لكنه يطالب مع ذلك بفرص عمل وسبل عيش للعائلات التي لا تملك دخلاً».

وأشارت، المتحدّثة باسم منظمة المجلس النرويجي للاجئين غير الحكومية نور طاهر، إلى «ارتفاع بنسبة البطالة في المنطقة، وتسرّب مدرسي كبير، وفرص اقتصادية محدودة».

وأضافت طاهر، التي قدّمت منظمتها الدعم لمئة ألف شخص هذا العام في الموصل، أن «هناك صعوبات نسمع عنها باستمرار بشأن وصول إلى خدمات ذات نوعية جيدة وبشكل ثابت».

ولفتت، طاهر، إلى «3 مشكلات تبقى حديث الناس وهي المدارس التي تعاني من نقص في الموارد، والمدرّسون الغارقون بالعمل، ونقص الوظائف».

ويؤكد التقرير، أن «العراق أعلن في التاسع من شهر كانون الأول من عام 2019 الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، فيما هزم التنظيم في سوريا عام 2019»، مستدركاً أن «البلدين ما زالا يواجهان تحديات هائلة في مجال إعادة الإعمار».

وتابع، أن «السلطات في الموصل، تعمل على عدد من المشاريع الستراتيجية من أجل تقديم الخدمة الأفضل للمواطن، لكن العملية بحاجة إلى المزيد من التمويل».

ويقول قائممقام الموصل أمين فنش المعماري، إن «محافظة نينوى، ومنذ نهاية 2020، كانت الأولى بإنجاز المدارس في العراق، فقد أنجزنا أكثر من 350 مدرسة».

وأضاف المعماري، أن «المدينة بحاجة إلى ألف مدرسة إضافية من أجل فك الاختناق في القطاع التعليمي».

وتحدث المعماري، عن «نقص كبير في الجانب الصحي، ما يتطلب خططا مستقبلية لإنشاء مستشفيات متعددة».

وشدد المعماري، على الحاجة إلى تطوير «البنية التحتية الصحية ذات الاختصاص الدقيق مثلا جراحة القلب المفتوح وأمراض السرطان، بعد أن كانت موجودة كلها في الموصل سابقاً».

ويعود التقرير، ليوضح، أن «بندر إسماعيل البالغ من العمر 26 عاما شارك في تأسيس مقهى (بيتنا) الثقافي في تشرين الثاني من العام 2018، وذلك في المدينة القديمة في الموصل التي دمّرتها المعارك، وعلى بعد أمتار من مسجد النوري الأثري الذي يجري العمل على ترميمه».

وبحسب التقرير، فأن إسماعيل يقول: «حاولنا أن نخلق روحاً في المنطقة عبر افتتاح هذا المقهى، لجذب السكان حتى يعودوا إلى منطقتهم».

وأضاف إسماعيل، أن «العديد من الناس كانوا في البداية يستهزئون بالمشروع ويقولون من سوف يأتي إلى هنا؟».

وأكد إسماعيل، أن «لمنطقة كانت مدمّرة، لم يكن هناك سكان، ربما فقط عائلتين تسكنان المكان فضلاً عن ظروف اقتصادية صعبة بعد افتتاح المقهى».

ويواصل التقرير، أن «البدايات رغم صعوبتها، لكن إسماعيل يجلس حوله اليوم زبائن يحتسون الشاي أو القهوة، وآخرون يدخنون النرجيلة».

وأردف، أن «مؤسسته التي تنظم كذلك حفلات موسيقية وفعاليات فنية، زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العام 2021».

واستطرد التقرير، أن «مخابز ومطاعم في الحي نفسه فتحت أبوابها من جديد»، فيما يقول اسماعيل إن «الوضع أكثر استقراراً وأمناً».

إلا أن لجنة الإنقاذ الدولية حذرت في تقرير لها من أن «الظروف الاقتصادية في الموصل ما تزال مزرية للعديد من العائلات»، وتحدثت عن «ارتفاع مقلق بنسبة عمالة الأطفال».

وأكد التقرير أن «اللجنة لاحظت في دراسة استقصائية شملت 411 عائلة و265 طفلاً، أن 90% من مقدمي الرعاية أفادوا بوجود طفل أو أكثر منخرطين في مجال العمل».

ومضى التقرير، إلى أن «75% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بقيامهم بأعمال غير رسمية وخطيرة مثل جمع القمامة، وأعمال البناء اليومية، والخردة والنفايات».

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top