بغداد/ المدى
كشفت صحيفة واشنطن بوست في تحقيق مطوّل عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالتحقيقات التي قامت بها اللجنة المعروفة باسم لجنة الامر الديواني رقم 29 والمشكلة من قبل رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي لمكافحة الفساد، والمعروفة محليا بلجنة أبو رغيف.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته (المدى)، ان "لجنة أبو رغيف استخدمت "التعذيب والتحرش الجنسي للمعتقلين المتهمين من قبلها للحصول اعترافات معدة مسبقا بالاكراه"، مبينة أنه "على الرغم من كشف البرلمان العراقي عن الجرائم التي ارتكبت من قبل لجنة أبو رغيف وتناولها من قبل الاعلام بشكل مشتت، الا ان الجهات الدولية لم تفعل شيئا".
واضافت، ان "الكاظمي حليف الولايات المتحدة الامريكية والشخصية التي تعهدت بمكافحة الفساد، استخدمت لجنة أبو رغيف والنفوذ الواسع التي منحت إياه، لمطاردة الخصوم السياسيين وزجهم في السجون وتعذيبهم تحت تهم فساد".
وتابعت انه "خلال المدة التي عملت خلالها اللجنة، ثبت للواشنطن بوست خلال التحقيق الذي قامت به والمقابلات التي أجرتها مع السجناء السابقين من ضحايا اللجنة سيئة الصيت، ان جزء كبير من الاعتقالات وقعت على افراد لا يحظون بحماية الأحزاب الشيعية القوية، وبالنظر الى سرية عمل اللجنة وبعدها عن الإجراءات القضائية، فان من المستحيل معرفة اذا كانت تلك الاعتقالات قانونية من الأساس، ولا تقف ورائها اهداف سياسية".
واشارت الى ان "بعض الاعتقالات التي قامت بها اللجنة والتعذيب الذي استخدم ضد الضحايا، اثبتت ان لجنة أبو رغيف استخدمت من قبل الكاظمي لاستهداف الخصوم السياسيين لحليفه حينها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"، موضحة نقلا عن احد المقربين من الكاظمي "شاب عمل اللجنة عناصر الابتزاز السياسي واستهدفت رجال اعمال، شخصيات سياسية ومسؤولين، بالإضافة الى المنافسين المباشرين لحكومته وحليفه الصدر".
المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع ضحايا اللجنة وعوائلهم، اكدت ان "أبو رغيف استخدم التعذيب من خلال الجلد، الصعق الكهربائي، التعليق من السقف، التحرش الجنسي من خلال نزع ملابس الضحايا وتصويرهم بالإضافة الى ممارسة أفعال جنسية بحقهم بهدف ابتزازهم”، معلنة بان الامر لم يتوقف عند ذلك بل تعداه الى مقتل احد الضحايا خلال التحقيق معه والذي عرفته على انه قاسم محمود منصور، حيث كشفت تحقيقات الصحيفة عن تعرضه لضرب مبرح أدى الى وفاته"، على حد تعبيرها.
عمليات التعذيب بحسب تحقيق الصحيفة، جرت في داخل مطار بغداد الدولي حيث يقع مركز قوات مكافحة الإرهاب والذي استخدم كمعتقل ومقر للتعذيب، حاولت خلاله اللجنة “اجبار المعتقلين على التوقيع على اعترافات معدة مسبقا بهدف استخدامها ضدهم سياسيا".
ولفتت الى ان "أبو رغيف رفض الإجابة على أسئلة الصحيفة حول الجرائم المتهم بها”، بالإضافة الى ان المسؤولين الأمريكيين ومن خلال قيادة القوات الوسطى الامريكية، رفضت أيضا توفير أي معلومات عن علمها بوقوع الجرائم في المقر الذي تتواجد قواتها داخله، مبينة “الكولونيل جو بوكينو المتحدث باسم القيادة الوسطى الامريكية، رفض الحديث عن الموضوع".
واوضحت ان "عمليات اغتصاب جنسي طالت المعتقلين، من بينها اجبارهم الجلوس على جزء معين من محرك سيارة فيما يصفه القانون العراقي باغتصاب شرجي".