متابعة / المدى
احتفل المقهى الثقافي في لندن، ضمن أماسي المقهى لشهر شباط الماضي، بالفنان والشاعر (فلاح هاشم)، الذي عرف بمواهبه المتعددة كشاعر منذ البدايات الأولى لوعيه الجمالي، ومحب للموسيقى ويمارس العزف على العود ويغني أحيانا، وكذلك مسرحي وممثل إذاعي وتلفزيوني وسينمائي.
تجمُّع ضيوف المقهى استمعوا له وما طرحه من وجهات نظره في الإبداع عموماً وفي الشعر على وجه التحديد مع رغبة في إقتناء ديوانه الذي صدر مؤخراً بعنوان: (الضيف القديم) عن الدار العربية للموسوعات.
تحدث (فلاح هاشم) في أمسيته عن بداياته والأساتذة الذين أرشدوه في الولوج الى عالم الشعر والأدب والإبداع ومنه نحو فن المسرح والتمثيل الذي تخرج فيه من معهد الفنون الجميلة.
وذكر الضيف بشكل مكثف رأيه حول قصيدة النثر ونفى وجودها، وقال: "أما شعر أو نثر ليس هناك مجال للخلط أو الجمع، فالشعر ليس مقصوراً بما يذكره الشعراء وإنما في كل الأجناس الإبداعية، وإلا ماذا نسمي هذه المشاعر التي تنتابنا لسماع الموسيقى؟ فالموسيقى شعر مسموع والرسم كذلك شعر منظور فكل ما يبدعه الإنسان هو شعر حتى في النحت الصلد".
ثم تحدث عن ذكريات جمعته بمبدعين عراقيين وعرب وحتى اجانب مثل رسول حمزاتوف وغيره، بعدها قرأ بعضاً من أشعاره الجميلة والمناسبات التي رافقت كتابتها.
كانت قصيدة (الضيف القديم) التي تصدر اسمها عنوان الديوان والتي ألقاها في تأبين صديقه الراحل مصطفى عبد الله، حينما طلب منه ان يرثيه بعد وفاته التي كان سببها انقلاب الحافلة التي يكره ركوبها دائما ويتحاشى الصعود إليها، مفضلاً القطار عليها عند مجيئه من القنيطرة الى الرباط لملاقاة اصحابه من العراقيين، لكن القدر قرر ان يغتاله بداخلها، بعد ان تأخر عن موعد قطاره الذاهب من الرباط الى القنيطرة:
" قلت هذا الصيف احلى من سواه
حيث لا صمت ولا موت جماعي لجيلي
وترجلت عن الحزن قليلاً
عل كرسياً بمقهى السفراء
يفتح الآن جناحيه ويعلو بك في هذا الفضاء
عابراً عمراً من البعد الى أحضان أمِّ
سجرت للخبز تنوراً
ولم تنس رغيف الغائبين..."
وقد صفق الحاضرون لإلقاء الشاعر ولمضامين قصائده، ثم تلت ذلك أسئلة الحضور ومن ثم توقيع ديوان الشعر، الذي كان خاتمة الأمسية الجميلة.










