شباب يواجهون التحديات ويتطلعون لمستقبل أفضل بعد عقدين من التغيير

شباب يواجهون التحديات ويتطلعون لمستقبل أفضل بعد عقدين من التغيير

 ترجمة: حامد أحمد

ذكر موقع اخباري أن عددا من الشباب في العراق يواجهون تحديات عديدة لكنهم يتطلعون لمستقبل أفضل لبلادهم بعد مرور عقدين على تغيير النظام السابق، مؤكداً ان هؤلاء شاركوا في انتفاضة تشرين عام 2019 ويستعدون اليوم للدخول في المعترك السياسي.

وذكر تقرير لموقع (ذي ناشنال الاخباري) ترجمته (المدى)، أن "حسين قمر 23 عاماً ناشط من بغداد، كان في السادسة من عمره تقريبا خلال العام 2006، عندما شهد منظراً مروعاً بينما كان يلعب مع اخوته في سطح منزلهم شرقي بغداد في ذلك النهار تمثل بهجوم مسلحين على رجل كان يروم دخول منزله في الحي واردوه قتيلا امام باب المنزل".

يقول قمر "لقد كانت لحظات مرعبة ميزت مرحلة عنف عصيبة وحرب طائفية مرت بها البلاد ما بين عام 2006 و2007".

وتابع التقرير، "في ذلك الوقت بقيت تلك الحادثة عالقة في ذهنه الصغير محاولا معرفة ملابسات ما حدث من عنف امام عينيه، ولكنها قد تعمل على صياغة شخصيته لسنوات قادمة.

واضاق قمر بالقول، "منذ تلك الحادثة بدأت انظر للوضع الذي نعيش فيه وكأننا في غابة."

وأوضح التقرير، "وسط حروب وعدم استقرار سياسي شهده العراق منذ الغزو الأميركي للبلد عام 2003، فان جيلاً كاملاً من شباب عراقيين عاشوا برفقة آلام ومصاعب وتطلع لمستقبل وأوضاع أفضل".

ويواصل التقرير، "وبينما تمر البلاد هذا الشهر بالذكرى السنوية العشرين للغزو الذي أطاح بالنظام السابق، فان شباب عراقيين يقولون ان تجارب الحرب والاحداث الأمنية التي مروا بها ليست ببعيدة عن ذاكرتهم او مخيلتهم، ولكنها حقيقة يومية تصوغ حياتهم ومستقبلهم".

وأكد، أن "كثيرا منهم شهد احداثا مروعة وشارك في احتجاجات وبقي ثابتاً في سعيه لإحداث تغيير، انهم أصوات جيل من الشباب يرفضون ان يبقوا صامتين".

ويقول الناشط قمر "لقد عشنا في بلد شهد معارك وصراعات طائفية وأحداث قتل وسلاحا منفلتا وفسادا."

وزاد التقرير، "وكونه من الذين شعروا بالإحباط واليأس وعدم توفر فرص ملائمة لهم في بلدهم، فقد التحق بآلاف آخرين من الشباب في احتجاجات تشرين عام 2019، وهي أكبر احتجاجات شهدتها البلاد منذ العام 2003".

وتابع، أن "مطالبهم لم تقتصر فقط على توفير فرص عمل وخدمات عامة أفضل ووضع نهاية للفساد المستشري في البلد، بل أيضا اقصاء النخب السياسية الفاسدة التي تسيطر على مقدرات البلد".

وقال قمر، "لقد شعرنا باننا غرباء في بلدنا وخرجنا للشارع عام 2019 للمناداة بإرجاع الوطن."

واستطرد التقرير، "وكونه ناشط قال قمر، ان الاحتجاجات غيرت من نظرته، وانه الان يخطط لدراسة العلوم السياسية في الكلية استعدادا لدخول المعترك السياسي في المستقبل".

ونبه، إلى انه "اليوم أكثر من نصف نفوس الشعب العراقي المكون من 42 مليون شخص هم من شباب دون الخامسة والعشرين من العمر نشأوا في اعقاب الغزو الأميركي للعراق".

وشدد التقرير، على أن "آلاف من الشباب العراقيين المحبطين والذين طالهم اليأس غادروا البلد للبحث عن حياة جديدة مستقرة في أوروبا والولايات المتحدة وبلدان اجنبية أخرى".

ويواصل، أن "شباب اخرين أمثال، عمر سنان 23 عام من الموصل، فضلوا البقاء في بلدهم للتطلع نحو مستقبل أفضل".

يقول سنان، وهو شاب يعمل في مجال الصحافة في الموصل، "اعتقد انه من احدى مسؤولياتي كشخص شاب عراقي هو العمل على تحسين الوضع."

ونوه التقرير، إلى أن "الموصل كانت قد تعرضت لانتهاكات امنية مروعة وعنف منذ الغزو الأميركي للعراق وسيطرة تنظيم القاعدة عليها في ذلك الوقت ثم تعرضها لغزو تنظيم داعش الإرهابي عام 2014". ويقول سنان ان "الجدران الكونكريتية كانت تحيط بالبنايات الحكومية"، متابعاً أن "الاشتباكات المسلحة والتفجيرات كانت جزءا من الحياة اليومية لسكان لمدينة قبل ان يأتي تنظيم داعش الإرهابي ويحولها الى دمار ومناطق خربة بعد ثلاث سنوات من سيطرته عليها ثم طرده منها عام 2017". ويضيف الشاب سنان بقوله "العشرين سنة الماضية كانت صعبة وغير مريحة، مع هاجس الخطر والرعب يحوم في كل زاوية، ولا تعرف بمن تثق."

وذكر التقرير، "بخروجه من سنوات الحرب وعدم الاستقرار فانه ينظر الى العشرين سنة القادمة بتفاؤل وأنها مليئة بالفرص رغم التحديات".

وقال سنان "لدينا كل ما نحتاجه لنجعل العشرين سنة القادمة أفضل، ونستطيع ان نجعلها أفضل من سابقتها، ولكن إذا ما استمر التناحر السياسي الداخلي فانه قد يعرقل أي تنمية وتقدم."

وأوضح التقرير، أن "منظمة هيومن رايتش ووتش وكانت قد ذكرت في بيان لها عن الذكرى السنوية العشرين للغزو الأميركي للعراق بان عراقيين أبرياء كانوا ضحية نظام دكتاتوري، مع ذلك فانهم دفعوا وما زالوا يدفعون ثمن تلك الحرب".

ومضى التقرير، إلى أن "المنظمة أشارت إلى أنه ما يقارب من نصف مليون شخص قد فقدوا حياتهم مع تشريد الملايين واعداد لا تحصى من المدنيين الذين عانوا ويلات الحرب، داعية الحكومة العراقية الى ان تحمي حقوق المدنيين بالتعبير بحرية عن حالات الاستياء والتعبير عن مطالبهم في سبيل مستقبل أفضل لبلادهم".

عن: موقع (ذي ناشنال الإخباري)

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top