اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > معركة أردوغان الأخيرة.. وعكة صحية وشعبية!

معركة أردوغان الأخيرة.. وعكة صحية وشعبية!

نشر في: 1 مايو, 2023: 08:44 م

 متابعة / المدى

ليست الانتخابات التركية هذه المرة نزهة سهلة كما كانت في الماضي. العامل الجديد والمهم في هذه الانتخابات، هو بروز ائتلاف معارض مشكّل من ستة أحزاب رشحت رئيس حزب “الشعب الجمهوري” العلماني كمال كيليجدار أوغلو بغية إسقاط أردوغان.

بدا الرئيس التركي متعباً وكهلاً في إطلالته الشعبية الأولى بعد الوعكة الصحية التي ألمت به. 4 أيام من المرض أجبرت رجب طيب أردوغان على إلغاء مقابلات تلفزيونية ومهرجانات شعبية هو بأمس الحاجة للمشاركة فيها، وذلك قبل أسبوع ونيف من موعد الانتخابات النيابية والرئاسية.

ببساطة، يمكن وصف الانتخابات التي ستجرى في 14 أيار/ مايو بالمصيرية. يتوقف مصير الرجل الذي حكم تركيا منذ عام 2002، على نتائج صناديق الاقتراع التي ستحدد مصيره ومصير حزبه، فإما تجدد له لولاية رئاسية جديدة وأخيرة أو تخرجه من السلطة.

ليست الانتخابات التركية هذه المرة نزهة سهلة كما كانت في الماضي. العامل الجديد والمهم في هذه الانتخابات، هو بروز ائتلاف معارض مشكّل من ستة أحزاب رشحت رئيس حزب “الشعب الجمهوري” العلماني كمال كيليجدار أوغلو بغية إسقاط أردوغان.

لا يجمع بين هذه الأحزاب الستة الكثير في الأيديولوجيا أو المواقف السياسية، فبعض هذه الأحزاب قومية، وغيرها علماني وأخرى إسلامية. ما يجمعها هو هدف يتيم تريد تحقيقه لا أكثر، وهو معاقبة أردوغان على تفرده بالحكم والسير بتركيا إلى مكان لا تريده.

يدفع أردوغان اليوم ثمن تعنته الدائم وأعماله السلبية التي مارسها خلال سنوات حكمه الطويلة. الاقتصاد التركي المتراجع من الأدوات التي تستعملها المعارضة لمحاربة أردوغان، إذ تشهد البلاد تراجعاً في قيمة عملتها الوطنية، وتضخماً مخيفاً وبطالة زائدة وصلت إلى حدود الـ12 في المئة، بحسب معهد الإحصاء التركي “توركستات”. فيما حقوق الإنسان في تركيا في حالة يرثى لها، إذ يزدهر القمع وسجن أصحاب الرأي والصحافيين وحتى المغرّدين.

لا يعني ذلك أن شعبية أردوغان و”حزب العدالة والتنمية” قد اندثرت بالفعل، إذ لا يزالان يحظيان بدعم شعبي مهم بين الطبقات الفقيرة والمتدينة، وبين رجال الأعمال وتجمعاتهم، وأيضاً بين المتحلقين حول الطرق الصوفية المؤثرة جداً في الانتخابات التركية.

في المقابل، تراهن المعارضة على وحدتها من جهة، كما على الاستفادة من أخطاء الحكم وإبراز نفسها صاحبة طرح تجديدي يريد نقل تركيا من حالتها الراهنة إلى حالة أفضل، من جهة أخرى. أما أردوغان، فلا يقدم أي جديد خلال خطاباته السياسية أو برنامج حزبه الانتخابي، إنما يؤكد الاستمرار في نهجه السياسي، والاقتصادي والتربوي والاجتماعي.

ونكسة أردوغان الصحية جاءت لتضيف نقطة سلبية إلى معركته الانتخابية، فالرجل بدا ضعيفاً جداً وغير قادر على مواكبة الأحداث أو حتى حكم البلاد، بخاصة أن وعكته الصحية لم يلفها الغموض كثيراً ولم تبقَ سرية، إنما ظهرت آثارها مباشرة عليه خلال مقابلة تلفزيونية محلية مساء 25 نيسان/ أبريل، إذ كان واضحاً أن الرئيس ليس بخير، حتى إنه اعتذر عن إكمال المقابلة مباشرة على الهواء.

أما عن كيف ستنعكس الوعكة الصحية على الانتخابات ونتائجها، فيرى المتخصص في الشؤون التركية يشار نيازباييف “أن الحادثة الصحية ستجعل من الجمهور يرى تفانياً من الرئيس التركي في خدمة الناس… أما إذا استمرت الوعكة الصحية لمزيد من الوقت فإنها ستساهم في هزيمته”.

لا تراهن المعارضة التركية على أوضاع أردوغان الصحية، إنما تعرف أن فرصتها بالفوز عليه، هذه المرة، جدية وحقيقية. إن معظم استطلاعات الرأي الأخيرة، لا تظهر إلا فجوة صغيرة جداً بين الرئيس الحالي ومرشح المعارضة، فيما بعضها يعطي هذا الأخير أفضلية بسيطة على رئيس البلاد. وذلك على عكس الانتخابات الماضية جميعها، والتي كان يفوز فيها أردوغان وحزبه بفارق بضعة ملايين من الأصوات.

ولا يتوقع أي استطلاع للرأي أن يفوز أردوغان أو كيليجدار أوغلو في الدورة الأولى لتعذر حصول أي منهما على أكثر من 50 في المئة من مجموع الأصوات، وذلك بسبب ترشح رئيس حزب “الوطن” محرم إينجه (المنشق عن حزب الشعب الجمهوري) كما المرشح المتشدد قومياً سنان أوغان للانتخابات الرئاسية. وهذا ما سيفرض إعادة الانتخابات نهاية شهر أيار/ مايو 2023 بين الحائزين أعلى نسبة من أصوات في الدورة الأولى.

أردوغان البالغ 69 سنة، واجه، خلال مسيرته السياسية، الكثير من الأخصام. ترأس بلدية إسطنبول، ثم سجن بضعة أشهر. حارب “الأتاتوركية” وانتصر على دولتها العميقة حين تربع على عرش رئاسة الحكومة لسنوات طويلة، كما قوّض دور المؤسسة العسكرية وحرمها أي دور خارج ثكناتها. حابى الإسلام السياسي وغيّر المجتمع وهوية الدولة. شارك بحروب في ليبيا وسوريا والعراق وفي الصراع الأرمني- الآذري، وواجه بنجاح تمردات وثورات ومحاولات انقلاب داخلية. ربح الرجل معاركه السابقة، السياسية والعسكرية والانتخابية منها، فيما يواجه اليوم المعركة الأخيرة التي يريد الفوز بها مهما كلف الأمر، فيكون متربعاً على رأس الجمهورية التركية في ذكرى تأسيسها المئوي الأول أواخر العام الحالي.

لا تسعفه صحته كثيراً على تحقيق مراده، كما لا يسعفه جمهوره المؤيد، إنما المتراجع رويداً رويداً. معركة أردوغان الأخيرة ستكون قاصمة في حال هزيمته، فيعود إلى أدراج المعارضة ناقماً، بعدما حكم تركيا وحيداً لأكثر من عقدين من الزمن ومن دون منازع حقيقي.

عن موقع "درج"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عالمياً.. الدولار يتكبد خسائر بفعل تخفيض وشيك لأسعار الفائدة بأمريكا

بوتين يصل كوريا الشمالية في زيارة لتعزيز العلاقات الدفاعية

العراق ينضم رسمياً الى العائلة الدولية للعبة الهوكي

هيئة الحج العراقية تحصل على المركز الأول بجائزة "لبيّتم"

الاستخبارات تطيح بتاجر أعضاء بشرية في الديوانية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

اسم وقضية: محمد بن نايف . . هل كان إدمان العقاقير المخدِّرة وراء تنحيته

السودان.. إنقلاب على الديمقراطية الوليدة ودعوات لعصيان مدني

اخبار الدنيا

نجلاء بودن.. أول امرأة عربية تتولى رئاسة الحكومة في تونس

ترمب: أميركا نقلت إرهابيين جواً من أفغانستان

مقالات ذات صلة

بوتين يصل كوريا الشمالية في زيارة لتعزيز العلاقات الدفاعية

بوتين يصل كوريا الشمالية في زيارة لتعزيز العلاقات الدفاعية

متابعة/ المدى وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، الأربعاء، حسبما أعلن الكرملين، في مستهل زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية بين الدولتين المسلّحَتين نوويا. وقبيل وصول بوتين في ساعة متأخرة ليل الثلاثاء،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram