TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الدولار أم العطل؟!

العمود الثامن: الدولار أم العطل؟!

نشر في: 26 يوليو, 2023: 11:00 م

 علي حسين

وجدت الحكومة أن أزمة الدولار وصعوده موضوع لا يهم المواطن، بقدر ما يعنيه إقرار قانون للعطل، الذي سياخذ بنظر الاعتبار حسب تصريحات بعض النواب أن يكون للعطل الدينية مكان فيه.. ولأن المواطن العراقي لا ناقة له ولا جمل في قرارات الحكومة ومشاريعها "التنموية" فأنه يتعامل مع مثل هذه الأخبار باعتبارها نوعاً من أنواع البطر،

فماذا يعني أن يتم تخصيص نصف السنة بالتمام والكمال عطل رسمية يتمتع بها المواطن في جزر هاواي، أو يقضي بعضاً منها على سواحل الأطلسي، باعتبارها نكتة، لكن الحكومة ومعها البرلمان مصرون على تحويل النكتة إلى أمر واقع، حين طالبوا المواطنين جميعاً بأن ينشغلوا بعمل مفيد وهو الدعاء للبرلمان بالتوفيق في رسم خارطة للعطل تكون بين يوم وآخر، فما حاجتنا إلى العمل والنفط موجود والحمد لله، وما حاجتنا إلى المصانع ونحن نستورد حتى البصل؟.

حتى يوم أمس لم أكن أعلم أن بعض النواب كارهون لمبدأ المواطنة، مصرون على إشاعة مبدأ الطائفية باعتبارها نموذجاً يحصدون من ورائه المكاسب والمغانم والمناصب، وهو النموذج الذي لم يحصد من ورائه العراقيون سوى القتل والتشريد، ففي تقرير مثير نشر أمس أخبرنا أحد النواب مشكوراً أن لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان ستناقش موضوعة العطل وستعطي لكل طائفة حقها في العطل، طبعا اتمنى ان يمنح العشائر عطلا رسمية تختارها بنفسها .كما أن قانون العطل نفسه يمنح رئيس الوزراء أن يعلن عطلة متى يشاء. ولهذا ما الضرر ان يضع النواب لكل طائفة جدولاً بعطلها ،

للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون يعلنون عن وجودهم عبر إشاعة مفهوم الطائفة الضيق، بديلاً عن مفهوم المواطنة الذي يجمع كل العراقيين، سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الاوراق، التي تدفع الناس للتساؤل: هل هناك قوانين تراعي مصالح آلاف اليتامى والأرامل؟ وهل فرغنا من ازمة الكهرباء ؟ وهل حقاً نعيش عصر التغيير؟، وتحققت أهداف العراقيين بالديمقراطية والعيش في ظل نظام يؤمن عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟ وهل تشكلت مؤسسات دولة محترمة تضمن حقوق جميع العراقيين؟ أو تجاوزنا كل المصاعب ليخصص البرلمان جزءاً من وقته يفتح فيه البعض كتب التاريخ القديمة ليثير من خلالها الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد. إن إقرار قوانين تنظم العطلات الرسمية حق مشروع، لكن أن يجري ضمن الصيغ الطائفية ، فهذا مؤشر خطر لأن الناس دفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها بسبب الصراعات الطائفية. عندما يصبح كل شيء سيئاً وفاسداً فإن الناس سوف تكفر بالديمقراطية التي تترك هموم الناس وتنشغل بالعطل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram