بغداد/ المدى
أعلن زعيما عشيرتي آل عمر، والرميض، في محافظة ذي قار، اليوم الثلاثاء، الاستجابة لمبادرة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بالركون إلى الحل السلمي للنزاع المسلح الجاري بينهما منذ أشهر.
وقال شيخ عشائر آل عمر، جميل العمري، في جواب على رسالة المرجع السيستاني، اطلعت عليه (المدى) "نحن تحت أمركم وطاعتكم بحل الأزمة الراهنة في قضاء الإصلاح مع عشيرة الرميض وذلك حقناً للدماء ودفعا للفتنة".
بدورها أكد الرئيس العام لقبيلة البو صالح، الشيخ صباح بدر الرميض، في جواب على رسالة السيستاني، اطلعت عليه (المدى) "نؤكد استجابتنا التامة لكل ما جاء في بين المرجعية الدينية العليا في النجف المتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني من توجيه وإرشاد، وسنسعى جاهدين بكافة الطرق المقبولة والمتعارف عليها لإنهاء هذه الأزمة. ونشدد على إخواننا وأبنائنا في عشيرة البو صالح على التزام أمر المرجعية".
ويوم أمس الاثنين، أرسل المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق والعالم علي السيستاني، مبعوثاً خاصاً للتدخل في حل نزاع عشائري جنوب البلاد.
ونقل الوفد عن السيستاني قوله في رسالة لعشيرتي آل عمر والرميض على خلفية الأحداث الاخيرة "بعثت إليكم رسولي الخاص العلامة السيد محمد حسين العميدي لبذل المساعي الجليلة في صدد احتواء الازمة بين الطرفين".
وأضاف المرجع الأعلى "المأمول من الطرفين الاستجابة لرسولنا الخاص، ووضع حد نهائي للأزمة المفتوحة".
ويشهد قضاء الإصلاح في محافظة ذي قار، توتراً أمنياً منذ عدة أشهر على إثر اندلاع نزاع مسلح بين عشيرتي الرميض وال عمر.
وكان مصدر أمني في ذي قار، قال في حديث تابعته (المدى)، في 13 نيسان/ أبريل 2023، باندلاع نزاع عشائري بين عشيرتيّ آل عمر والرميض أسفر عن خمسة قتلى وستة جرحى فيما تم اعتقال ثمانية أشخاص كانوا يرومون الدخول لقضاء الإصلاح وبحوزتهم كميات من الاسلحة المتوسطة والخفيفة.
ومنذ ذلك الحين لم تهدأ الأوضاع في القضاء على الرغم من تدخل أطرافاً عشائرية وسياسية لحسم الأمر، واستمر النزاعات المسلحة بالتجديد بين العشيرتين بين وقت وآخر.
واندلع آخر نزاع بين العشيرتين في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، كما قال مصدر أمني في حديث اطلعت عليه (المدى)، مبيناً أن "العطوة العشائرية (الهدنة) بين عشيرتي (آل عمر والرميض) الذين يسكنان قضاء الإصلاح شرقي ذي قار، انتفت من قبل عشيرة الرميض مما أدى إلى تجدد الاشتباك بين الطرفين على خلفية خلاف سابق حصل بين الطرفين في رمضان الماضي، فيما احتشد العشرات من المسلحين من الطرفين بمواضع عسكرية خارج مركز المدينة".
وتابع المصدر، أن "قوات أمنية كبيرة من الجيش والشرطة وصلت للإصلاح لفرض السيطرة على تجدد النزاع، واعتقال مثيريه".
وأشار المصدر، إلى أن "هناك أيادٍ سياسية كبيرة تضغط باتجاه افتعال الأزمة بين الطرفين، تمثلت بامتناع المحافظ عن إصدار أمر للقائمقام الجديد بتولي إدارة القضاء خلفاً للقائمقام السابق، احمد الرميض".