توفي قبل ساعات الممثل الأميركي ماثيو بيري، أحد أبطال المسلسل الكوميدي الشهير "الاصدقاء"، عن عمر ناهز 54 عاما، وقد أعرب زملاء مهنته وجمهوره عن عمق حزنهم وتأثرهم برحيله.
ووفقا لوسائل الإعلام ونقلا عن الشرطة، فقد عُثر على بيري غارقا في حوض الاستحمام في منزله بلوس أنجلوس، وأشارت التحقيقات الأولية إلى عدم العثور على أية مواد مخدرة في مكان الحادث، مما يُوحي بأن الوفاة -على الأغلب- نتيجة الإصابة بسكتة قلبية.
وكان مساعد بيري الشخصي اتصل بالشرطة حين وجده غارقا ولم يستجب لمحاولات الإفاقة، وحسب رواية المساعد فإن بيري عاد إلى المنزل بعد ممارسة لعبة الريشة الطائرة طوال ساعتين صباح أمس الاول، ومن ثمّ أرسله في مهمة ما خارج المنزل قبل أن يعود المساعد ويكتشف الوفاة. وكانت آخر الصور التي نشرها بيري قبل 5 أيام في حمام السباحة، وعلق عليها بقوله "هل الماء الدافئ الذي يدور حولك يشعرك بالارتياح؟".
ماثيو بيري، أو كما يعرفه الغالبية من الجمهور باسم تشاندلر بينغ، ممثل كوميدي من طراز خاص، ومِثل غالبية نجوم الكوميديا غزل بيري نسيج ضحكاته من رحم المعاناة والحزن الأصيل الدفين داخله. جسد بيرس شخصية تشاندلر بينغ الشاب الساخر الذي يتخذ من الكوميديا اللاذعة حيلة دفاعية وقناعا يخفي خلفه الكثير من الهشاشة وقلة الثقة بالنفس، والأهم جرحا غائرا جراء طفولته البائسة إثر الحياة بين والدين منفصلين نسيا أمره بطلاقهما، مما اضطره للتخبط وحده والعثور على سبيل للنجاة. عاش الوحدة التي نخرت عظامه ودفعته للإدمان، الذي دفع ثمنه باهظا من صحته وماله ووقته ونجاحه. وحسب ما ذكر بيري في مذكراته التي نشرها نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وحملت عنوان "أصدقاء وعشاق والشيء الكبير الرهيب" فإن كل ما حظي به من شهرة ومحبة لم يمنعه من السقوط في فخ الإدمان خلف الكواليس، وهو ما علله بأن الشهرة لا تمنح صاحبها ما تُعشّمه به.
حاول بيري التعافي أكثر من مرة، خاصة أن الإدمان كاد أن يُكلفه حياته واضطره للابتعاد عن الوسط الفني والأصدقاء المقربين، وهي الرحلة التي استغرقت سنوات طويلة وتكلفة مادية باهظة بلغت 9 ملايين دولار.










