المدى/ واسط ـ جبار بچاي
لأن البرامج الانتخابية للمرشحين ضعيفة ومتشابهة وقسم منها بائس جداً وغير مهم، لجأ مرشح في محافظة واسط الى أسلوب يجده فعالاً في مواجهة كل ذلك البؤس أنه السخرية .
ويكشف المرشح عن تحالف خيمة واسط، مكي العكيلي، عن برنامجه الانتخابي الذي تضمن عزمه على إحياء الحمّامّات الشعبية في المحافظة والتي تعرف محلياً بـ "حمّام السوك" ويتوعد بـ "تنكيع" أعضاء مجلس المحافظة فيها مدة اسبوع كامل لكل عضو.
حمام "سوك"
يقول العكيلي وهو إعلامي في محافظة واسط، في حديث لـ ( المدى)، إن "برنامجي الانتخابي سيعمل على إحياء حمّام السوك، وهذه ليست مزحة إنما أنا جاد بذلك".
ويضيف باللهجة العامية،: (شكو عضو مجلس محافظة أنكعه اسبوع بالحمّام" من دون أن يبين السبب وراء "ملحمة التنكيع" التي يعد بها.
وأمام الصخب الإعلامي الهائل والإنفاق الطائل للأموال يعتمد مكي العكيلي على حسابه الشخصي في الفيسبوك في الترويج لحملته الانتخابية بعيداً عن تعليق الصور والبوسترات التي امتلأت بها الشوارع والساحات العامة وتعرض قسم كبير منها الى التلف جراء الظروف الجوية أو من قبل أشخاصاً مجهولين.
وسيلة جديدة
ويوضح العكيلي،: "وجدت في توظيف السخرية وسيلة جديدة شديدة الفعالية في مواجهة المرشحين الآخرين وهم ينفقون أمولاً طائلة تصل الى حد شراء الأصوات بالمال ومنح العطايا المادية أو العينية وهذا أسلوب ارفضه تماماً ولن أتعامل به وسأكتفي بطريقتي الخاصة التي أثق بها وأجدها تجلب لي الكثير من الأصوات."
ويبيّن، أن "أسلوب السخرية يوجه الأنظار اليه ومن شأنه أن يخفف عن الناس الذين ملوا تكرار زيارات المرشحين لهم من مختلف الكتل وبالتالي هم في موقف حرج جراء تكرار الزيارات وكثرة الوعود".
"شلغم" وأموال
وتتسع دائرة السخرية عند العكيلي الذي وجه دعوة للمرشحين كافة بتناول الشغلم إذ يقول: " إخوتي المرشحين عليكم بتناول الشغلم .. يقولون الشغلم يعطي طاقة كبيرة للمرشح ."
ويوضح سبب دعوته: "المرشحون الآن في وضع لا يحسدون عليه بسبب التفكير بالفوز وإنفاق الأموال وبينهم من يرتجف تارة لفقد الأموال وأخرى لعدم قدرته في التأثير بين الناس وهذه الفئة بحاجة الى طاقة تبث فيهم الأمل وأفضل طاقة ايجابية في الأيام الباردة هو الشغلم."
والشغلم ( اللفت ) ثمر خضري يكثر في فصل الشتاء ويحتوي على مواد بروتينية وسعرات حرارية ويطبخ بطريقة السلق في الغالب بالدبس ليعطيه نكهة ولوناً يجعل تناوله مرغوباً.
أسلوب دعائي
ولأن العراقيين يعشقون السخرية ويتفاعلون معها كطرفة تزيح الكثير من الهم الجاثم على صدورهم فأن دائرة المؤيدين للمرشح مكي العكيلي أخذت تتسع وبات الكثير يتفاعل مع طروحاته وفقرات برنامجه وأسلوب دعايته الانتخابية مما جعله يوجه خطاباً قصيراً للمرشحين الآخرين كتبه باللهجة الدارجة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه : " والله أعبركم مشي .. آني ماعندي لا فلوس ولا بيجات الكترونية ولا اجذب على العالم."
نعمة "التسقيط"
وأمام هذه الثقة التي يبدو أنها مطلقة عند المرشح العكيلي، فأنه لم يسلم من التسقيط إذ تعرض الى موجة من التسقيط واتهامه بتناول الخمر إذ نشرت عدة حسابات وهمية صوراً مفبركة له عبارة عن كيس فيه علبة مشروب مع السلطة واللبن وصورته على أساس أنه يقوم بتوزيعها للناخبين .
وعن ذلك يقول: "من حسنات التسقيط إن حسابي على التيك توك صعد من ألف الى 56 الف متابع.. (هذه هم نعمة)".
وكان المرشح لانتخابات مجلس محافظة واسط مكي العكيلي، قد أعلن مع بداية الدعاية الانتخابية عن تبرعه بالأموال المخصصة للدعاية الانتخابية الى عوائل فقيرة ومتعففة في محافظة واسط.
وأشار الى أن الأموال التي ينفقها المرشحين بالانتخابات على حملاتهم الدعائية والإعلامية تكفي لبناء البلد من جنوبه لشماله وتعادل موازنة بلدان بأكملها"، مشيراً الى أن "إنفاق الأموال سنة سيئة يجب التخلي عنها".










