 جدة/ علاء المفرجي

انطلقت فعاليات حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة، مساء الخميس، بالمملكة العربية السعودية، والذي شهد حضور عدد كبير من نجوم العالم العربي والغربي. وسيطر اللون الأسود على إطلالات النجوم عند ظهورهم على السجادة الحمراء لحضور حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي وأبرزهم، النجوم جوني ديب، وويل سميث، وشارون ستون والفنانة أسيل عمران، بالإضافة إلى، ياسمين صبري، ياسمين رئيس، لبلبة، هالة صدقي، ليلى علوي، أمينة خليل، نادين نسيب نجيم.

وكان العرض الافتتاحي للفيلم السعودي (حوجن) للمخرج العراقي ياسر الياسري، المأخوذ عن رواية الخيال السّعوديّة الأكثر مبيعا لـ"إبراهيم عبّاس"، تدور أحداث فيلم "حوجن" في عالم عَبَرَ فيه الجنّ الحاجز التّقليديّ، ويعيشون بشكل غير مرئيّ بين البشر. تنقلب حياة "حوجن" رأسا على عقب عندما تنتقل عائلة بشريّة إلى منزل عائلته في جدّة، غير مدركة لحقيقة أنّه مسكون بالفعل من قبل كائنات سحريّة. ينجذب "حوجن" (براء عالم) ذو القلب الطّيّب بشكل متزايد إلى هؤلاء الكائنات الغريبة الدّخيلة، وخاصّة إلى "سوسن" الجميلة، طالبة في الطّبّ (نور الخضراء). هل يمكن أن تُفتح بوّابة بين أبعادهم المتباينة؟ وإذا حدث ذلك فعلًا، فهل يؤدّي ذلك إلى الانسجام أم الحرب بين العالمين؟ يأخذنا فيلم "حوجن" الرّومانسيّ الضّخم في رحلة إلى مملكة الخيال، حيث يبدو كلّ شيء ممكنا.

وعرض أمس الجمعة الفيلم العراقي (إخفاء صدام حسين) للمخرج الكردي والمقيم في النرويج هلكوات مصطفى. منذ ثمانية عشر عاما، كانت القوات الأمريكيّة الغازية تبحث في العراق عن رئيسه المخلوع "صدّام حسين"، الّذي اختفى دون أثرٍ كنثرةٍ في الهواء. تمّ إيجاده أخيرا في مدينة الدّور، حيث كان يعيش في مخبأ حفره سائقه وحارسه الشّخصيّ بين أشجار النّخيل في بستانه؛ إذ قام "علاء نامق"، البالغ من العمر الآن 50 عاما، بإخفاء صدّام لمدة 235 يوما قبل أن تتعقّبه القوّات الأمريكيّة في عام 2003، ويتمّ إعدامه بعد ثلاث سنوات. أقنع "حلقوت مصطفى" نامق بسرد قصّته للمرّة الأولى في هذا الفيلم الوثائقيّ المذهل، والّذي استغرق صنعه 10 سنوات، وكان من الضّروريّ إحاطته بقدر كبير من السّرّيّة، بحيث أنّه حتى الطاقم لم يكن يعرف بالموضوع الحقيقيّ للفيلم.

وهو العرض العربي الأول للفيلم، بعد عرضه في مهرجان أمستردام، يقيم المخرج هلكوت مصطفى في النرويج ويعمل منذ أكثر من 12 سنة على إنتاج هذا الوثائقي، كان قد صرح في وقت سابق لرووداو بأن "الهدف من إنتاج هذا الوثائقي هو رواية القصة الحقيقية للحفرة التي عثر فيها على صدام حسين، وهناك شخص وحيد يستطيع روايتها، وهو الشخص الذي أعد الحفرة لصدام".

وبمناسبة عرض الفيلم في مهرجان إيدفا، أصدرت وزارة الثقافة النرويجية بياناً هنأت من خلاله مخرج الفيلم وقالت إنها تتوقع أن يكون لـ"إخفاء صدام" أصداء دولية ويلفت أنظار نقاد السينما إليه.

عرف هلكوت مصطفى سنة 2016 من خلال فيلمه (كلاسيكة) الذي حظي بسمعة دولية ونشر في أكثر من 56 دولة وحصد العديد من الجوائز الدولية.

وعرض كذلك الفيلم المصري (شراميخ) حيث يعمل "رؤوف"، الابن غير الشّرعيّ لتاجر الأسلحة المصريّ القاسي القلب "سليم أهل"، في الظّلّ، ويقوم بأعمال والده القذرة على أمل أن يتمّ الاعتراف به في العائلة في يوم من الأيّام. كان عمله الأساسيّ اغتيال الأشخاص، ومع ذلك يفقد عزيمته عندما يُطلب منه القضاء على "أمينة" وهي ابنة أحد ضحاياه السّابقين، وذلك عندما تبدأ في ملاحقة قاتل والدها. إلاّ أنّه عِوض أن يقتلها يساعدها على الهروب من براثن "أهل"، ثمّ يهرب معها. ولكن، ماذا يأتي بعد ذلك، عندما تعرف "أمينة" هويّة "رؤوف"؟ هل تقتله؟ أم يقتلها أوّلاً؟ أوربّما يقتلهما معا ابن "أهل" الشّرعيّ، الذي كان يطاردهما بضراوة؟.