اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستعيد تاريخ الحركة الديمقراطية من بوابة المحتفى به محمد حديد

بيت المدى يستعيد تاريخ الحركة الديمقراطية من بوابة المحتفى به محمد حديد

نشر في: 21 يناير, 2024: 10:59 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار واحتفاء بالشخصية الوطنية والديمقراطية محمد حديد، سلطت الضوء من خلال المداخلات على مراحل حياته واشتغالاته في مجالات الاقتصاد والفكر والسياسة، ورحلته مع الدراسة التي ارسلته بعيدا حيث الافكار الاشتراكية في بدايات القرن العشرين.

مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق، استهلها بالقول: ان "الحديث عن محمد حديد هو حديث عن تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق، هذه الحركة التي بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي لكنها انتهت منذ اوائل الستينيات للقرن الماضي لاسباب معروفة"، مشيرا الى ان "حديد كان في موقع مرموق بمختلف الاوساط السياسية في العراق، حتى ان الشخصية الوطنية كامل الجادرجي الذي كان شحيحا في اطلاق اوصاف المدح بحق الناس، قال في مذكراته انه "لم يجد شخصا اجتمعت فيه الاخلاق والوطنية مثلما اجتمعت في محمد حديد".

واضاف، ان "حديد من اسرة موصلية معروفة وولد في الموصل العام 1907 وكان والده من كبار تجار المدينة وهو الحاج حسين حديد وهو معروف في التاريخ الاجتماعي لمدينة الموصل، وكان منفتحا على الحياة، والدليل ان ولده محمد حديد قد ارسل الى الجامعة الامريكية في بيروت ومن ثم الى لندن".

واشار عبد الرزاق، الى ان "حديد درس الابتدائية والثانوية في الموصل ثم انتمى للجامعة الامريكية في بيروت وقد اهلته للدراسة في جامعة لندن بكلية الاقتصاد والسياسة وتخرج فيها عام 1931 وعاد الى العراق وعين موظفا في وزارة المالية وفي السنة نفسها انتمى الى جماعة الاهالي وهي جماعة تآلفت فكريا واصدرت جريدة الاهالي".

الشخصية الوطنية والديمقراطية د.علي الرفيعي ذكر ان "محمد حديد درس في انكلترا بمدرسة الاقتصاد ومازالت الى اليوم قائمة وتحتفظ بتاريخها العلمي والسياسي، وتأثر آنذاك بالافكار السائدة منها الاشتراكية وكان من اساتذته الاستاذ المشهور والمتميز هارولد لاسكي".

وتابع، ان "حديد كان شابا آنذاك واستفاد من تجربته الدراسية، وتابع الافكار السائدة والجمعيات التي تنتهج هذا النهج، اما موقفه من الاشتراكية في حزبه فكان شأنا مختلفا، كانت بداياته مع جماعة الاهالي وهي مجموعة من الشبان الذين درسوا في الخارج وتأثروا بالافكار الاشتراكية بعد الحرب العالمية الاولى وعند عودته الى العراق اراد ان يترجم افكاره الى نشاط سياسي"، مبينا انهم "كونوا مجموعة الاهالي التي اعتمدت منهجا اطلقوا عليه اسم الشعبية واصدروا كتيبا يتضمن افكار هذه المجموعة، وهذه المجموعة نشطت ولم تتخذ شكلا حزبيا واصدرت جريدة الاهالي عام 1932".

واضاف، ان "المنتمين لهذه المجموعة يتفقون بالمسائل الوطنية لكنهم يختلفون في مسائل اعمق من حيث تبني الاشتراكية من عدمه، وكان الوضع بعد الحرب العالمية الاولى في البلد غير مستقر والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية غير واضحة، وهذه المجموعة اتجهت الى ان تطرح ما تؤمن به من افكار ومحاولة كسب الجمهور، وهي مجموعة تميزت بتوجهها الديمقراطي وفي نفس الفترة تكونت مجموعات من الشباب القوميين آنذاك واسسوا اندية ثقافية متنوعة".

وأكمل الرفيعي، ان "نشاط جماعة الاهالي تحول الى نشاط سياسي يأخذ شكل الحزب، وكان في العام 1946 وخلال وزارة توفيق السويدي واجيزت الاحزاب لاول مرة بشكل رسمي وفي مقدمتها الحزب الوطني الديمقراطي والاستقلال والشعب والاتحاد الوطني والاحرار، وانصب نشاط الحزب الوطني الديمقراطي في الاساس على الاصلاحات الوطنية وانهاء الاحتلال وتعديل المعاهدات الموقع مع بريطانيا وطرح في برنامجه انشاء بنك مركزي مسؤول عن العملة النقدية وتوزيع الاراضي على الطبقات الضعيفة ودعم الفلاحين وتشجيع الصناعة الوطنية، ولعب محمد حديد دورا في تثبيت هذه التوجهات".

وبين ان "عام 1953 اخذ محمد حديد الموقع الثاني في قيادة الحزب الوطني الديمقراطي وكان الراحل حسين جميل سكرتير هذا الحزب، واستمر الحزب واتخذ مسار الاشتراكية الديمقراطية، واتفق حديد والجادرجي واصبحت تغييرات داخل الحزب"، لافتا الى ان "محمد حديد رجل هدفه وطني ودوره منذ الدخول في جماعة الاهالي ولاحقا في الحزب الوطني الديمقراطي وكان دوره متميز بافكاره الوطنية التي تبناها، وشارك ايضا بعد استقالة توفيق السويدي في وزارة التموين عام 1946 ولفترة قصيرة لاهمية هذه الوزارة والواقع الاقتصادي الذي عاشه العراق آنذاك، بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية ومسؤولية هذه الوزارة عن معيشة الناس، على الرغم من عدم موافقة الحزب لذلك لم يستمر حديد وقدم استقالته من الوزارة".

من جانبه قال د.عامر حسن فياض، ان "الحديث عن شخصية محمد حديد هو الحديث عن شخص ضمن اطار واحة وسط صحراء، والواحة هي واحة فكر مستنير في صحراء فكر تقليدي، وحديد هو والاخرين نذكرهم ضمن اطار هذه الواحة سواء في حركة سياسية عراقية او فكر سياسي عراقي".

واوضح، ان "محمد حديد اذا اردت مفردة من المفردات ان اقرنها به، هو انه كان حركيا ولم يكن او ادعى انه مفكر، وحتى ما قبل جماعة الاهالي كانت لمحمد حديد ممارسة وحركة سياسية وبدأها من بيروت، وجماعة الاهالي تشكلت من ثلاثة تجمعات، الاول هو تجمع بيروت وكان على رأسه عبد الفتاح محمد ومحمد حديد وغيرهم، والتجمع الثاني في بغداد وكان على رأسه حسين جميل وعبد القادر اسماعيل وغيرهما، والتجمع اللاحق هو تجمع الجادرجي وحكمت سليمان وجعفر ابو التمن".

ولفت الى ان "محمد حديد تعرف على الاشتراكية كما يقول: انه تفتح ذهني بالقراءة للملحق الاسبوعي في جريدة السياسة المصرية وتابعت كتابات محمد حسنين هيكل وسلامة موسى، وهذه القراءات ساعدتني على ان تكون لدي مواقف وطنية عامة ولكنها تفتقر الى المضامين الاجتماعية، وفي لندن يؤكد محمد حديد، انه بدأ اهتمامي بالفكر الاشتراكي بشكل ملموس، ويقول في اجابة خلال مقابلة اجريتها معه عام 1976، ويقول: كانت بريطانيا تعاني من ازمة اقتصادية مستفحلة رافقتها بطالة وبؤس اجتماعي وهذا الحال تناولته الصحف الانكليزية التقدمية وهذه القراءات كان لها الاثر البالغ في اعتناقي المبادئ الاشتراكية الديمقراطية والمبشر بها من قبل الجمعية الفابية البريطانية".

واضاف، ان "الاشتراكية التي آمن بها، كما يقول: كنت معتنقا الفكر الاشتراكي الديمقراطي القائم على تقليص الفوارق الاقتصادية وقيام الدولة بالنشاطات الاقتصادية التي تخص الصناعات الثقيلة والخدمات العامة وتبني التخطيط الاقتصادي وقيامها بالاستثمارات المهمة لاجل تطور البلد من وضعه المتخلف الى الوضع المتقدم، وهذا يتطلب بشكل عام خضوع الملكية الفردية الى مقتضيات المصلحة العامة وتحديدها عند اللزوم، لكني كنت ارى ان تقييد الحرية الفردية وقيام نظام سياسي بالشكل الذي لا يخل بالنظام الديمقراطي اعتقد انه افضل نظام لفسح المجال امام البلد للتطور الاقتصادي".

واستدرك فياض، ان "محمد حديد يقول ايضا، انه: في لندن قرأت بعض كتب كارل ماركس وانجلز وكنت اتابع اغلبها، وتأثير ثورة اكتوبر بالنسبة لي، هو تأثير مزدوج، فكنت من ناحية معقبا ومعجبا بالتخطيط الاقتصادي الاشتراكي الذي بدأ ينفذه الاتحاد السوفيتي عام 1927، وخلال اقامتي في لندن اخذت الصحف تكتب عن المشاريع الاقتصادية الكبرى في الاتحاد السوفيتي".

بدوره اشار المؤرخ محسن العارضي، الى ان "محمد حديد يعد من ابرز الشخصيات الوطنية التقديمة التي حازت على احترام العراقيين بمختلف توجهاتهم، وعلى الرغم من انتمائه الى اسرة ثرية لكن هذا الانتماء لم يكن عائقا دون اعتناقه الافكار الاشتراكية التقدمية التي وجدها ضرورية لرفع مستوى شعبه".

ونوه الى انه "يوصف بكونه مثالي الافكار لكنه في عين الوقت واقعي الرؤية لما عرف عنه وما بذله من جهود للتوفيق بين الاماني الوطنية والامكانات المتوفرة لتحقيقها، وله دور فعال في مفاوضات النفط التي قامت مع شركات النفط الاجنبية ويعد هو المهندس لقانون رقم 80 لسنة 1961 والذي كان يتمتع بالدعم من لدن عبد الكريم قاسم".

واستطرد في حديثه، انه "في منتصف العهد الجمهوري حدثت خلافات بين محمد حديد وصديقه القديم كامل الجادرجي انتهت باستقالته من الحزب الوطني والحكومة عام 1960 الذي كان يشغل فيها منصب وزير المالية، واسس حزبا جديدا بعنوان الحزب الوطني التقدمي".

الدكتور عبد الله حميد العتابي، هو الاخر، ذكر ان "محمد حديد من الشخصيات الفريدة في تاريخ العراق المعاصر، وسر هذه الفرادة هو ثاني اثنين دخلوا السياسة من باب التجارة بعد جعفر ابو التمن، وجذوره الاجتماعية خلقت نوعا من الابتعاد عن التزلف للسلطة وعدم الاصطفاف معها، في حين طبيعة عائلته والشهادات التي حاز عليها تتواءم مع طبيعة النظام الملكي، لكنه لم يهادن السلطة في ذلك الوقت".

واضاف، انه "العضو المؤسس الوحيد الذي بقي في حركة الاهالي من بدايتها الى النهاية، وقد كرس حياته للاقتصاد والمال والصناعة واسس شركة الزيوت النباتية وهي مستمرة الى الان، وحتى تسمية منتج "زاهي" اطلقه تيمنا بابنته".

وختم بان "حديد، اجمع منافسوه واصدقاؤه على مدحه ولم ار يوما ان احدا ذمه او اساء له، ومن يعملون بالمجال السياسي يتعرضون لانتقادات لاذعة في العمل بهذا المجال".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دراسة جديدة: النباتات تتمتع بالذكاء والقدرة على حل المشكلات

طائرة ركاب تهبط بسلام بعد احتراق محركها

"الناتو" يدرس رفع الجاهزية النووية في ظل التهديدات العالمية

ريال مدريد يخطط لتحصين نجم جديد

العراق يبحث عن "لاعبات محترفات" لبناء منتخبه النسوي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: النباتات تتمتع بالذكاء والقدرة على حل المشكلات

دراسة جديدة: النباتات تتمتع بالذكاء والقدرة على حل المشكلات

متابعة / المدىتشير دراسة جديدة إلى أن النباتات تمتلك شكلاً من أشكال الذكاء، ووجد الباحثون أنهم قادرون على حل المشكلات من خلال استشعار متى تلتهم الحشرات نباتًا مجاورًا والتكيف لتجنب التدمير، ويعرف العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram