اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > في كردستان.. المدن تتوشح بالطقوس الرمضانية

في كردستان.. المدن تتوشح بالطقوس الرمضانية

نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 08:03 م

السليمانية/ اور نيوزكغيرها من مدن كردستان والعراق والمنطقة، تصطبغ مدينة السليمانية المزدانة في أقصى الشمال الشرقي من اقليم كردستان، بصبغة الشهر الفضيل الذي يسبقه في كل عام عبقه واجواؤه العطرة بعدة ايام، إلا ان السليمانية تمتاز عن سائر المدن الاخرى
بطريقة احتفائها بالشهر الكريم عبر تقاليدها وعاداتها الرمضانية الخاصة والمميزة التي ورثها السليمانيون عن اسلافهم ومارسوها وحافظوا عليها جيلاً إثر جيل بل وصانوها من مؤثرات وتطورات العصر.ففي كل عام وقبل اسبوع من حلول شهر رمضان المبارك تستعد الغالبية المسلمة من اهالي المدينة لاستقبال الشهر الكريم على طريقتهم الخاصة، اذ تشهد الاسواق حركة غير عادية جراء الاقبال الهائل لجموع الناس على شراء مختلف اصناف المواد الغذائية والعصائر والحلويات والمخللات والاطعمة المحلية والمستوردة والمستلزمات الاخرى المطلوبة لإعداد وجبات الافطار التي يحرص السليمانيون على جعلها دسمة ومتنوعة تترأسها اطباق اللحوم والمشويات بأنواعها.وفي رمضان الفضيل، تتوشح المدينة وساحاتها وميادينها بالعلامات والطقوس المعتادة كل عام حيث تغلق المطاعم قاطبة وكذلك الحانات والمقاهي بل ومطاعم الدوائر والمؤسسات الرسمية ايضا ابوابها حتى دون تبليغ من الجهات المعنية احتراما لمشاعر الصائمين ويخيم الهدوء التام على شوارع المدينة التي تقل فيها الحركة بشكل واضح وتقتصر غالبا على السيارات الخاصة والخدمية فيما يعم الركود في الاسواق معظم ساعات النهار، لاسيما عند حلول الشهر الكريم في موسم الصيف او الخريف، كما تتحجب النسوة قاطبة خصوصا في الدوائر والمؤسسات احتراما لمناسك الشهر الفضيل.وقبل حلول موعد الافطار بنحو ساعتين تدب الحركة والنشاط في شوارع المدينة واسواقها على نحو خاص لتبلغ ذروتها نظرا لإقبال الصائمين تحديدا على اقتناء السلع الغذائية والحلويات والعصائر والمخللات التي تشتهر بها السليمانية ايام رمضان في مقدمتها شربت الزبيب المصنوع من العنب الاسود المجفف الذي ينتج بغزارة في حقول وبساتين القصبات المجاورة وكذلك طرشي السليمانية المطعم بالحبة الخضراء ذات النكهة الرائعة والمذاق الفريد واللبن المستخرج من المشكاة والخالي من الدهون ونوع من الحلوى المحلية المسماة بلقمة القاضي، وهي عبارة عن كرات بحجم كرة المنضدة مصنوعة من العجين ذي الدقيق الممتاز والمغمورة في عسل السكر المركز وتمتاز بمذاق رائع ويحرص معظم الصائمين في السليمانية على ان تكون لقمة القاضي اول شيء يفطرون به بعد ساعات الصيام، كونها تفتح الشهية على الاكل، هذا الى جانب نوع خاص من الخبز المدمس في الزيت الساخن والذي يتبادله الجيران فيما بينهم قبل حلول موعد الافطار.ومع حلول الدقائق الاخيرة للصيام، تنظم الموائد الخيرية التي تسمى موائد الرحمن في العديد من مساجد السليمانية لاسيما في باحة المسجد الكبير الذي يتوسط قلب المدينة حيث ضريح الملك الكردي الاول الشيخ محمود الحفيد وجده الاكبر الشيخ كاكه احمد الشيخ، الحفيد الكردي للإمام موسى الكاظم، اذ ينظم الكثير من الناس الشريف موائد خيرية تضم مختلف انواع الماكولات للفقراء والمعوزين والغرباء طوال ايام الشهر الفضيل.وبعد الافطار بنحو ساعة ونصف الساعة اي مع اذان العشاء يتوجه المصلون رجالا ونساء الى المساجد الموجودة في كل احياء المدينة، خصوصا المساجد ذات الطابقين، والتي يخصص فيها الطابق العلوي للنساء والسفلي للرجال لأداء صلاة التراويح، ومن ثم تعود الحركة مجددا الى شوارع ومتنزهات المدينة واسواقها الكبيرة المبنية على الطراز الحديث، والتي تبقى مفتوحة في وجه الزبائن حتى ساعة متأخرة من الليل، فيما يفضل الكثيرون السهر امام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات الكردية التي تعرض غالبا للمرة الأولى في رمضان وتلقى متابعة واهتمام قطاع واسع من الناس.اما الشباب من هواة الالعاب الشعبية، فانهم ينظمون مسابقات بين الفرق من مختلف الاحياء لاسيما في اللعبة الشعبية الشهيرة المسماة الصينية والظروف، وهي عبارة عن اثني عشر قدحا معدنيا يتم وضعها على صينية مصنوعة من النحاس الخالص، يخفي كبير احد الفريقين المتنافسين زهر نرد تحت احد الاقداح من وراء ستار لتقدم بعد ذلك الصينية الى اعضاء الفريق الخصم الذي يبغي لهم الكشف عن موقع الزهر تحت احد الاقداح في ثلاثة اختيارات فقط كشرط لكسب الجولة التي تتداول بين اعضاء الفريقين تباعا، لحين تحقيق المطلوب وعندها تتعالى الصيحات والتصفيق من قبل اعضاء الفريق الرابح للجولة وجمهوره، وفي نهاية اللعبة التي يتم تحديد الفريق الرابح فيها وفقا لما يحققه من نقاط يضطر الفريق الخاسر الى شراء عدة كيلوغرامات من مختلف انواع الحلويات وتقديمها الى الفريق الرابح وجمهوره بدون ان يحرم الفريق الخاسر وجمهوره من تناول الحلويات ذاتها، وتستمر هذه اللعبة وغيرها من الالعاب الشعبية كلعبة الاقنعة المسماة بالكردية (الكلاو كلاوين) حتى حلول موعد السحور احيانا، حيث تتجول فرق عديدة تضم شابين او ثلاثة بطبولهم ومزاميرهم احياء المدينة وازقتها لإيقاظ النائمين والايذان للسحور، ليبدأ بعد ذلك يوم آخر من ايام الشهر الكريم اعاده الله علينا وعليكم كل عام بالخير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي ترتبط بالمناسبة.. ولا يذكر العيد، الا وتذكر شعائره التي يحييها المؤمنون من صلاة وتزاور ومعانٍ سامية واهداف نبيلة في مقدمتها التسامح والتصالح ونبذ الضغائن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram