يا زارع الصوف

علاء حسن 2013/01/26 08:00:00 م

يا زارع الصوف

رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون خالد العطية  رفض شمول الإرهابيين والقتلة  بقانون العفو العام وله كل الحق في ذلك، وقال إننا  لا نستطيع إطلاق سراح جميع المعتقلين ونعيد ظاهرة "الحواسم"  في إشارة الى أعمال السلب والنهب التي شهدتها البلاد في 9-4 2003، ونواب آخرون من ذات الكتلة أكدوا أنهم غير مستعدين  للتخلي عن ضحايا الإرهاب، وسيواصلون رسالتهم التاريخية في الدفاع عن حقوقهم ، بمنحهم شققا سكنية ورواتب تقاعدية ، وتوفير فرص علاجهم في مستشفيات الدول الأوربية، وهذا التوجه يتحقق بالتأكيد بعد حسم كل ملفات الفساد الإداري والمالي،  وبدء عمل الحكومة الالكترونية ، ومنع الطريق امام عودة "الحواسم " لان هناك وعلى حد تعبير الشيخ العطية يريد من "التحوسم" ان يدمر الدول ومؤسساتها بنهب  الأموال والممتلكات.

مصطلح الحواسم انتقل  من العراق الى دول  شهدت الربيع العربي، ولكن على نطاق محدود جدا فالنسخة العراقية ظلت متفردة وتحتفظ بخصائص لا تخطر حتى على بال المهتمين بالخيال العلمي، لان  بعض المسؤولين العراقيين في الحكومات المتعاقبة،  حملوا راية "الحواسم"  وبظلها سرقوا المال العام وحولوه إلى حساباتهم في  بنوك أجنبية،     ومئات قرارات هيئة النزاهة المستقلة الصادرة خلال السنوات الماضية  ذكرت بالأسماء والارقام  فرسان "الحواسم " الذين يعرفهم الشيخ العطية .

اصحاب التصريحات الصادرة من الطرف الحكومي  تجاه حل الأزمة او المشكلة الحالية،  يعتقدون ان المتظاهرين سيتخلون عن اعتصامهم  خلال الايام القليلة المقبلة،  بعد ان حققت اللجان الحكومية نجاحات كبيرة في تنفيذ المطالب المشروعة ، وهذا الكلام يشبة من يريد ان يقنع الآخرين، بان زراعة الصوف أمر ممكن وليس من المستحيل القيام بهذه العملية، ثم  استخدامه في تطوير الصناعة المحلية، المؤمنون بنظرية زراعة الصوف، وكعادتهم يقللون من أهمية التظاهرات الاحتجاجية وتداعياتها ، وبعضهم اتهمها بأنها تعبر عن مؤامرة سعودية قطرية تركية ، وفي تصريح لصحيفة الوطن السعودية  قال وزير الخارجية هوشيار زيباري الرياض، انه طالب المسؤولين في المملكة تعيين سفير دائم للسعودية في بغداد،  فيما لجنة العلاقات الخارجية في مجلس  النواب لم  تعلن بعد وقوف دول اقليمية وراء تنظيم ودعم التظاهرات .

  الحديث عن التحذير من الحواسم ، والدعوة لزراعة الصوف  لتطوير الصناعة الوطنية  حفاظا على الطليان ،  واتهام دول اقليمية بالوقوف  وراء  تنفيذ مؤامرة تستهدف النظام السياسي ، ليس كافيا لتضييق الازمة  ، والمؤشرات تقول ان الامور تسير نحو الاسوأ ، نتيجة  رفع سقف المطالب ، واللجان الحكومية ترواح في مكانها ، وهناك من   استخدم التظاهرات ليحقق اهدافه ومكاسبه في اسرع وقت ممن.

لا حل  حكوميا للازمة ،  في وقت   تبرز فيه  مخاوف من حصول   معركة "الحواسم " ونهب وسرقة  الدوائر الرسمية ، بوجود 99999 سيطرة في بغداد  وانتشارالالاف   من عناصر الشرطة الاتحادية  والمحلية والمرور والدفاع المدني ، والجيش ومكافحة الشغب ، والانضباطية ، يرفعون صورة  مسؤول  بطل  النسخة  الثانية من الفلم العراقي الشهير "فوت بيها وعالزلم خليها".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top