احتفت مؤسسة " The Middle East Monitor" البريطانية بتكريم الباحث والمفكر العراقي الدكتور جعفر هادي حسن المعروف بدراساته الرائدة للجماعات والطوائف والفِرق اليهودية المختلفة وقد أصدر حتى الآن أربعة كتب أساسية في المضمار وهي "فرقة الدونمة بين اليهودية وا
احتفت مؤسسة " The Middle East Monitor" البريطانية بتكريم الباحث والمفكر العراقي الدكتور جعفر هادي حسن المعروف بدراساته الرائدة للجماعات والطوائف والفِرق اليهودية المختلفة وقد أصدر حتى الآن أربعة كتب أساسية في المضمار وهي "فرقة الدونمة بين اليهودية والإسلام"، "فرقة القرّائين اليهود"، "اليهود الحسيديم" و " "قضايا وشخصيات يهودية"، كما كتب عشرات الأبحاث والدراسات الموضوعية الرصينة عن الديانة اليهودية وطوائفها المتعددة، وأكثر من ذلك فهو عالِم لغوي متخصص باللغات السامية (عبرية، آرامية، سريانية، فينيقية) حيث حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير من جامعة بغداد والماجستير والدكتوراه من جامعة مانشسر.
وقد حضر حفل التكريم عدد من الأكاديميين العراقيين وكبار الشخصيات البريطانية المعنية بالدراسات اليهودية على وجه الخصوص.
خلال مسيرته الأكاديمية الحافلة درَّس الدكتور جعفر هادي حسن في عدد من الكليات والجامعات العالمية نذكر منها جامعة البصرة، والملك عبد العزيز بجدة، وجامعة مغيل وسالفورد ومانشستر والكلية الإسلامية للدراسات العليا بلندن. كما أشرف على أطروحات الماجستير والدكتوراه لطلبة الدراسات العليا وناقش بعضها في حقل تخصصه الدقيق. أشار الدكتور داود عبدالله، مدير تحرير الـ "ميدل إيست مونيتور" في كلمته الافتتاحية إلى أن هذا التكريم هو احتفاء وتقدير لمساهمات الدكتور جعفر هادي حسن في حقل الدراسات اليهودية ولمجمل إنجازاته البحثية في الفكر الديني اليهودي التي سوف تلهم الدارسين الآخرين لمتابعة أبحاثهم في الحقول الأكاديمية البِكر التي تستحق الفحص والدراسة والتحليل.
من جهته ذكرَ الأستاذ عباس شبلاق، مدير مركز اللاجئين الفلسطينيين والشتات برام الله في رسالة قرئت بالنيابة عنه: "بأن الدكتور جعفر هادي حسن هو واحد من قلّة من العلماء العرب الذين درسوا بعمق مختلف المدارس الدينية اليهودية وكيف تطورت، كما أن كتاباته تمتد لتغطي مساحة جديدة ومؤقتة مثل الحركة النسوية اليهودية والصهيونية". كما أثنى شبلاق في كلمته على دأب ومثابرة الدكتور حسن من دون الاعتماد على دعم من المؤسسات التي يحتاجها الأكاديميون في أغلب الأحيان. ينعكس هذا الإصرار، كما يرى شبلاق، على مقتربات د. حسن المنهجية والعلمية مع احتفاظه الدائم بالمهنية والانفتاح والتسامح.
وكان بين المتحدثين أيضاً الكاتب والأكاديمي الفلسطيني إبراهيم درويش الذي قال: (إن كتابات الدكتور حسن في غاية الأهمية نتيجة للآثار القويّة التي تتركها على العالم العربي والعلاقة مع "الطرف الآخر"). كما أضاف قائلاً: "وبسبب المحيط السياسي فإن أية كتابة عن إسرائيل والإسرائيليين تتلوّن غالباً بالسياسة والسياسات الإسرائيلية اتجاه الفلسطينيين في بلدان الشتات والأراضي المحتلة".
وكان من بين المعقبّين الأستاذ نديم العبدالله الذي تحدث عن تأثره بكتاب "الدونمة" وإفادته منه، كما أشاد بمنهجية كتبه الأخرى الثلاثة والأبحاث والمقالات التي ينشرها بين أوانٍ وآخر.
تحدث المُحتفى به الدكتور جعفر هادي حسن بإسهاب عن أوجه التشابه والاختلافات وخصوصيات اللغات السامية، كما توقف عند كتابه الموسوم "الدونمة بين اليهودية والإسلام" في تركيا، وأصولها وتأثيرها على المجتمع التركي والفلسطيني. وجدير ذكره أن هذا الكتاب قد طُبع خمس مرات وذلك لأهميته الدينية من جهة، ولسلاسته لغته الصافية التي تُشعرك بأنك تقرأ عملاً أدبياً باهراً وليس كتاباً يتعاطى مع فرقة دينية يهودية على الرغم من أهمية هذه الأخيرة واحترامنا الشديد لها، لكننا نتحدث عن حرارة اللغة وقدرتها على شدّ القارئ الذي يقرأ نصاً في الفكر الديني أو في معتقد من المعتقدات التابعة لهذه الديانة السماوية أو تلك.
لابد من الإشارة إلى الملاحظة المهمة التي أوردها الدكتور جعفر في حديثه بأنه كان محظوظاً حينما تتلمذ على أيدي خيرة الأساتذة العراقيين والبريطانيين الذين استقى منهم هذه التقنيات والمناهج العلمية الحديثة التي تعينه دائماً في كتابة أبحاثه الدسمة والمثيرة للجدل في آنٍ معا. ومن أبرز هؤلاء الأساتذة الدكتور إبراهيم السامرائي، مصطفى جواد، صفاء خلوصي، عبد الرزاق محيي الدين، فيليب الكساندر وجيمس بار. بقي أن نقول إن الدكتور جعفر هادي حسن يعتمد في أبحاثة ودراساته للطوائف والفرق الدينية اليهودية على مصادر عبرية وإنكليزية تعزز آراءه ومقولاته الفكرية في هذا الصدد. كما يكتب بعض مقالاته وأبحاثه باللغة الإنكليزية في صحف ومجلات ومنابر عالمية حققت له شهرة طيبة في إنكلترا وبين أوساط المثقفين الناطقين باللغة الإنكليزية.