هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. )المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

)المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 189 مسيرة لاعب فريق الزوراء والمنتخبات الوطنية السابق حسام فوزي ناجي الذي وُلِد عام 1974 وخاض أكثر من 60 مباراة دولية حيث سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياتـه
بدأ اللاعب حسام فوزي ممارسة لعبة كرة القدم منذ نعومة أظفاره وكان محظوظاً بعض الشيء كونه انضم الى منتخب أشبال العراق وهو ما زال في بدايات طريقه في اللعبة حيث تمكن أن يفصح عن مهاراته الفنية والتهديفية منذ وقت مبكر ما جعل الكثير من المدربين يشيدون بقدراته الكبيرة ويتوقعون له مستقبلاً باهراً مع الكرة العراقية.
بعد ذلك انضم إلى فرق الفئات العمرية في نادي الزوراء ووجد الاهتمام الكبير والرعاية الأبوية من قبل مدربي فرق الفئات العمرية في النادي حيث استطاع أن يتدرج بسرعة كبيرة جداً من فرق الأشبال إلى الناشئين ثم إلى الشباب. ونظراً لمستواه المتطور مع فريق شباب الزوراء قرر مدرب فريق الزوراء شيخ المدربين الراحل عمو بابا ضمه إلى صفوف الفريق الأول في المباريات الأخيرة من موسم1991ـ1992حيث خاض حسام فوزي أول مباراة له في دوري الكبار مع الزوراء ضد الرمادي وتمكن فيها من تسجيل احد أهداف المباراة لتكون بداية متميزة لهذا اللاعب الشاب.
وهنا مفارقة فرضتها الظروف ولم تأتِ عبر تخطيط مسبق حيث يعد اللاعب حسام فوزي من اللاعبين القلائل الذين تمكنوا من تسجيل أكثر من مائة هدف مع الزوراء أمثال ثامر يوسف وكريم صدام واحمد راضي وسبب المفارقة أن الهدف رقم 100 للاعب حسام سجله أيضاً في مرمى فريق الرمادي.
واصل اللاعب حسام فوزي تألقه الكبير مع الزوراء وبات من أهم مهاجميه برغم أن الفريق كان يغص بالمهاجمين الكبار أمثال احمد راضي وكريم صدام ومن ثم صاحب عباس ومحمد عبد الحسين والمرحوم عباس رحيم.
وقد لعب حسام فوزي دوراً كبيراً في فوز الزوراء بلقبي بطولتي الدوري والكأس تحت إشراف المدرب الدكتور كاظم الربيعي ثم هادي مطنش بأهدافه الجميلة وبتحركاته التي أزعجت المدافعين كثيراً.
نقطة التحول
في عام 1994 تم اختيار اللاعب حسام فوزي من قبل المدرب أكرم احمد سلمان إلى صفوف منتخب الشباب الذي حصل على المركز الثالث في بطولة شباب آسيا التي أقيمت في تايلاند.
وفي نهاية العام المذكور تم تشكيل المنتخب الأولمبي وأسندت مهمة تدريبه إلى الطاقم التدريبي المؤلف من أنور جسام مدرباً وجمال علي مساعداً وفتاح نصيف مدرباً لحراس المرمى حيث وقع اختيار جسام على اللاعب الشاب حسام فوزي لكي يكون أحد مهاجمي المنتخب الذين يعتمد عليهم في مهمتين مزدوجتين وهما صناعة الأهداف وتسجيلها. وبالفعل نجح حسام فوزي في تنفيذ هاتين المهمتين بشكل كبير جداً حيث شارك المنتخب الاولمبي في بطولة لال نهرو في الهند عام1995 وتمكن من الفوز بلقبها بعد أن حسم حسام فوزي المباراة النهائية بهدف جميل جداً لتؤكد هذه البطولة ولادة نجم وهدّاف جديد للكرة العراقية.
وبعد ذلك خاض اللاعب حسام فوزي التصفيات الأولمبية الأولية المؤهلة إلى الدور الثاني لأولمبياد أتلانتا حيث استطاع حسام فوزي أن يؤكد وجوده وجدارته بشكل رائع جداً في مباراتنا منتخبنا الأولمبي ضد شقيقه الأردني في عمّان التي انتهت عراقية بأربعة أهداف مقابل لا شيء إذ استطاع حسام فوزي التلاعب بالدفاعات الأردنية كيفما أراد وتمكن من تسجيل هدف في غاية الروعة والجمال واستطاع منتخبنا في النهاية تصدر مجموعته التي ضمت أيضاً المنتخب القطري.
وبعد ذلك شارك حسام فوزي في بطولة مرديكا الدولية مع المنتخب الأولمبي التي جرت في ماليزيا عام 1995 وتألق فيها وأسهم في حصول منتخبنا على لقب البطولة للمرة الثانية في تأريخه. وبعد ذلك شارك حسام فوزي مع المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد أتلانتا التي جرت في ماليزيا وظهر بصورة طيبة جداً وكان منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من كسب إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة للاولمبياد لولا خسارته بالهدف الذهبي أمام المنتخب السعودي.
التألق مع المنتخب الوطني
بعد انتهاء مهمته مع المنتخب الأولمبي بقي حسام فوزي يواصل تألقه مع فريقه الزوراء الذي قاده لإحراز لقبي الدوري والكأس مع المدرب عدنان حمد، ما جعل شيخ المدربين الراحل عمو بابا يستدعيه للمرة الأولى إلى صفوف منتخبنا الوطني الذي شارك في تصفيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الأردن عام 1996حيث خاض حسام فوزي أول مباراة دولية ضد المنتخب الباكستاني وفيها سجل أول أهدافه الدولية في شباك المنتخب المذكور لتكون بداية موفقة جداً أسهمت بحجز منتخبنا لبطاقة التأهل إلى نهائيات البطولة المذكورة التي جرت في الإمارات في ذات العام. وقد كان حسام فوزي الذي حرص المدرب يحيى علوان على ضمه الى صفوف المنتخب واحداً من أبرز لاعبينا في تلك البطولة واستطاع أن يعوض الفراغ الكبير الذي تركه النجم احمد راضي الذي تمت معاقبته من قبل الاتحاد بالطرد من المنتخب لتكون هذه البطولة بمثابة المفتاح الحقيقي للاعب حسام فوزي نحو التألق والنجومية حيث أصبح لاعباً أساسياً في كل البطولات التي تلتها ومنها بطولة لال نهرو في الهند عام1997 التي فاز بلقبها منتخبنا تحت إشراف المدرب يحيى علوان ثم شارك في ثلاث تصفيات لكأس العالم والدورة العربية التاسعة في الأردن عام1999، إذ كان احد أبطال المباراة النهائية والتاريخية ضد المنتخب الأردني بعد أن سجل هدفين من الأهداف الربعة في الشباك الأردنية، كما شارك في بطولة غرب آسيا ثم نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في لبنان عام2000 ، وشارك في تصفيات أمم آسيا عام 2004 وبطولة LG الدولية في طهران.
التألق مع الزوراء
خلال السنوات التي تواجد فيها اللاعب حسام فوزي مع المنتخب الوطني كان يصاحبها تألقه مع فريق الزوراء الذي قاده للفوز بلقب الدوري لأكثر من موسم فضلاً عن مساهمته في فوزه بلقب بطولتي الكأس والمثابرة لأكثر من مرة وكذلك مساهمته في حصول الزوراء على لقب الوصيف في بطولة كأس الأندية الآسيوية والمركز الرابع في بطولة أبطال الدوري.
الاحتراف الخارجي
خاض اللاعب حسام فوزي تجربة الاحتراف الخارجي لأكثر من موسم مع الفرق الإماراتية حيث حصل على لقب هدّاف دوري الدرجة الثانية هناك.
أعــز مبارياته
خاض اللاعب حسام فوزي الكثير من المباريات الجميلة مع فريقه الزوراء حيث كانت قدراته تبرز عند مواجهة الزوراء للفرق الجماهيرية القوة الجوية والطلبة والشرطة، لأنه يواجه مع هذه الفرق مدافعين كبارا، لكنه لا يخشى أي واحد منهم بسبب ثقته العالية بقدراته الكبيرة ويعتز بأكثر من مباراة للزوراء ضد الفرق المذكورة، أما دولياً فيعتز كثيراً بمباراة منتخبنا الوطني ضد المنتخب الإيراني في نهائيات بطولة أمم آسيا في الإمارات عام1996 والتي تمكن فيها من الظهور بصورة رائعة جداً أبهرت جميع المراقبين والمحللين والمدربين المتابعين لتلك البطولة حيث تمكن من تسجيل الهدف الأول بشكل رائع جداً.
أجمــل أهدافه
سجل اللاعب حسام فوزي الكثير من الأهداف الجميلة ومنها هدفه الرائع في مرمى الطلبة بضربة رأس في آخر دقيقة من المباراة التي جرت في ملعب الشعب منتصف التسعينات وكذلك هدفه في مرمى حارس القوة الجوية جليل زيدان وهدفه في مرمى حارس الشرطة عماد هاشم وكذلك هدفه في مرمى المنتخب الإيراني وهدفه الآخر في مرمى المنتخب اللبناني.
مميزاته
يمتلك اللاعب حسام فوزي مميزات كثيرة لعل من أبرزها قدراته الهائلة في المراوغة وتجاوز أمهر المدافعين وتسجيل الأهداف بمختلف الطرق، كما يمتاز بقدراته في التسديد من مناطق مختلفة من الملعب، لذلك تصعب مراقبته من قبل المدافعين لأنه يمتلك الكثير من الحلول لكسر طوقهم عليه، وحقيقة الأمر أن حسام فوزي لو جاء بمرحلة غير المرحلة التي برز فيها والتي كانت الكرة العراقية تعاني من الحصار الدولي لحقق أكثر من الذي حققه، لأنه لاعب كبير جداً ويصعب تعويضه.
ابـرز المدربين
رشيد راضي، عمو بابا، أنور جسام، عامر جميل، عدنان حمد، يحيى علوان، أكرم سلمان، أيوب أوديشو، كاظم الربيعي، هادي مطنش، ميلان، بيلين، ستانج، صباح عبد الجليل، إبراهيم علي، صالح راضي وأحمد راضي.