لم أضع بحسباني ان السهرة، التي ضمتني ليلة البارحة مع عراقيين جاءوا من لبنان الى القاهرة،سيقلبها الجدل السياسي الى نكد. كان الذي دعاني لها اول من خصني بسؤال حول ما اكتبه فعرفت ان دعوته ما كانت منها لله، كما يقولون. قدم لحواره معي بانه يأمل ان اتحلى بروح رياضية وان افتح صدري للنقد. لك ذلك يا صاح فتوكل. كان منحنيا فاتكأ: هل ترى انه من اللائق بكاتب واكاديمي مثلك ان يستعمل مفردات مثل السنة والشيعة في ما يكتب؟ سأل وتبعها بشروح طويلة أراد منها القول باننا كنا لا نعرف هذين المفردتين في سابق الزمان ويجب ان نتجنبهما تماما. سانده الذي بجانبه مختصرا ما قاله صاحبه "إحنا ما يصير نكول سنة وشيعة". لعد شنكول؟ رد عليّ باننا اخوة وأبناء وطن واحد وهذه الطائفية لم يأت بها غير صدام وأمريكا. ماذا تقصد بإحنا؟ اقصد المثقفين. أأفهم من كلامك ان الحكومة والسياسيين والناس لهم الحق بقول ذلك اما نحن فكلا؟ اي، لأن عيب. اوكي أخي منا وهيج راح اكول: نتلته الكهرباء ومات. احتج الأول معتبرا ان ما قاله امر جدي وينتظر مني جوابا جديا.
سألته هل لي ان اعرف مؤهلات النجيفي التي جعلته رئيسا لمجلس النواب؟ وعلي الأديب الذي صار وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي؟ وعلي الشلاه التي غفرت كل ذنوبه السابقة والقائمة والآتية؟ وماذا في جعبة صالح المطلك ليصبح نائبا لرئيس الوزراء لشؤون "الخدمات"؟ لا بل اعطني سببا غير الطائفية تبوأ به وزير واحد او أي من ذوي الدرجات الخاصة منصبه.
قال لي أعرف قصدك بس أكرر: "احنا ميصير نكول سنة وشيعة"! لعد شنكول؟ أي شيء. مثلا؟ الوطن وطننا نحن وليس وطنهم. ومن نحن؟ الشعب. يا شعب؟ رد صاحبه المتحمس جدا: انه الشعب الذي ينادي من صميم قلبه "هذا الوطن منبيعه اخوان سنة وشيعة"!
قلت له: بس احنا ميصير نكول سنة وشيعة، مو؟
إحنا ميصير نكول!
[post-views]
نشر في: 8 فبراير, 2014: 09:01 م