إعداد/ ايناس طارق عادة العراقيون منذ القدم اطلاق العيارات النارية وبالأخص في الأرياف للإعلان عن وفاة شخصية معروفة او للاحتفال بزواج او ختان وكانت تقام بنطاق ضيق , وداخل القرية وتسربت هذه العادة الى المدينة بعد هجرة اهل الارياف الى المدن , وازدادت هذه

إعداد/ ايناس طارق

عادة العراقيون منذ القدم اطلاق العيارات النارية وبالأخص في الأرياف للإعلان عن وفاة شخصية معروفة او للاحتفال بزواج او ختان وكانت تقام بنطاق ضيق , وداخل القرية وتسربت هذه العادة الى المدينة بعد هجرة اهل الارياف الى المدن , وازدادت هذه الحالة في زمن النظام البائد , واما بعد عام 2003 حيث عمت الفوضى البلد اصبحنا نرى اطلاق العيارات النارية لسبب وبدونه وكأننا نعيش في غابة لا يحكمها قانون الى أن خرجت عن نطاق السيطرة مثلما نرى حاليا فنحن لا نعلم في الكثير من الاحيان ما هو سبب اطلاق النار , هل هو خرق قانوني , أم تشييع لاحد الموتى , او لحفلة عرس , اما ما يحدث مع كل بطولة لاحد منتخبات كرة القدم فحدث عنه ولا حرج , حتى أصبحت ظاهرة مرفوضة ومستهجنة لأنها تحصد أرواح الكثيرين بدون ذنب , إن هذا السلوك مرفوض ، ولا تبرره الأفراح أو الأحزان، لسبب بسيط هو خطورته على أرواح الناس، وهو إن دل على شيء، فإنه يدل على رسوخ العنف في نفسية الرجل العراقي وسلوكه؟ والمصيبة أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش هم من يبتدأ بإطلاق العيارات النارية وبكثافة !وبإحصائية بسيطة وحسب ما نشر عبر وكالات الأنباء ، أن 100 منتسب في الجيش والشرطة تمّ اعتقالهم على خلفية إطلاقهم العيارات النارية بعد مباريات المنتخب العراقي على السعودية , وأضاف المصدر أن «أولئك المعتقلين قد أحيلوا الى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم ومن ثمّ إحالتهم الى القضاء تعود العراقيون وبالأخص في القرى والأرياف على اطلاق العيارات النارية في الأفراح والأحزان , وبسبب الحروب فقد أصبحت هذه العادة سمة من سمات العراقيين مع الأسف لذا أرى انه من الصعب اقتلاع هذه الحالة بقرار حكومي ، فهذا الأمر صار محل تفاخر وتباهي بعدد الإطلاقات التي تطلق ، واصبح تقليدا اجتماعيا , ، واطلاق العيارات النارية هو اقصى حالات التنفيس الانفعالي ، واعتقد ان الذين يطلقون العيارات يستمتعون في ذلك ويجدون فيه تعبيرا عن الفرح او الحزن ,وتابعت العلي التوعية مهمة بهذا الموضوع وان يتم التركيز على التوعية بحملات مستمرة وليست في وقت الحدث وينسى الموضوع , وأن يتم التركيز على ضحايا هذه الإطلاقات وإظهارهم للناس من خلال الإعلام ليعلم مطلق النيران أنه مجرم لقتله او لجرحه المواطنين الأبرياء عسى أن يستجيب لتأنيب الضمير وهو يشاهد ما سببه تصرفه اللامعقول .اما الدكتور جواد جابر هادي فيقول شاعت هذه الظاهرة بعد سقوط النظام البائد وان عبرت عن شيء فإنها تعبر عن الكبت الذي كان يعيشه أبناء شعبنا العراقي في عهد النظام البائد وكلنا يعلن انه في تلك الأيام لا يجوز لاحد حمل السلاح الا اذا كان منتسبا الى احدى دوائر الدولة الأمنية ويعاقب غير هؤلاء ممن يحمل السلاح بعقوبة السجن ودفع غرامة ماليا كبيرة ومصادرة سلاحه وبعد سقوط النظام راح شبابنا يجمع السلاح الذي بات هواية من الهوايات التي يمارسونها والذي يباع في الأسواق في متناول الأيدي اذ ان حمل السلاح بنظر بعض الشباب الراغب بتعويض سنوات الحرمان والكبت شجاعة وفتوة تدل على الرجولة الكاملة في حين ما زالت بعض العادات والتقاليد موجودة عند بعض العشائر العراقية التي ترى في اطلاق العيارات النارية في المناسبات عادة موروثة تعبر عن صدق مشاعرهم وعواطفهم ولكن على الجميع معرفة امر مهم، هو ان هذه الظاهرة من الظواهر السلبية المرفوضة حضاريا وقانونيا ودينيا لما تسببه من اذى ودمار يمس حياة المواطنين الأبرياء.من الجميل ان يعبر كل واحد منا عما بداخله من مشاعر الفرح أو الحزن بشكل جميل وسليم وحضاري لان من القبيح ان يعمل على إيصال تلك المشارع بنيران مشتعلة وأصوات مرتفعة ومرعبة تهز الأسماع وترعب القلوب ما يخلف الحزن والألم بدل الفرح أو قد تزيد ذلك الحزن حزنا وألما، فالحرية هي حرية الرأي والعيش برفاهية لا ان نفعل ما يحلو لنا وما يسيء لحياة الآخرين.