اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > أحزان السنين ولوعة الصغيرات الثلاثة

أحزان السنين ولوعة الصغيرات الثلاثة

نشر في: 9 فبراير, 2014: 09:01 م

وقف الزوج أمام قاضي محكمة الأحوال الشخصية وبدأ يتكلم عن مأساته مع زوجته قائلا: أمطرتني تلك المرأة أحزان السنين‏..‏ أمطرتني جحيما‏ .. فقد استهواها الكذب واحترفت الضلال والتضليل وعرفت الذهاب إلي مخابئ الخطيئة والدنس ومنعت عني نعيم الراحة وت

وقف الزوج أمام قاضي محكمة الأحوال الشخصية وبدأ يتكلم عن مأساته مع زوجته قائلا: أمطرتني تلك المرأة أحزان السنين‏..‏ أمطرتني جحيما‏ .. فقد استهواها الكذب واحترفت الضلال والتضليل وعرفت الذهاب إلي مخابئ الخطيئة والدنس ومنعت عني نعيم الراحة وتركتني لجحيم الشك وثورة الهواجس.. فقد باعت نفسها للشيطان وارتمت في أحضان الرذيلة.. 
وقفلت كل شيء سيدي حتي أنسي ولكن كيف؟ كيف يكون النسيان وتحاصرني الهواجس بأن تلك الصغيرات الثلاثة لسن من صلبي وعصبي.. وان الدماء التي تسري في عروقهن هي غير دمائي وانهن نشأن من نبت حرام.. عدت لا أطيق رؤيتهن سيدي وعلي الملأ بملء فمي انكر نسب هؤلاء الصغيرات اللاتي يحملن أسمي لأنهن اصبحن وصمه عار في جبيني. يا سيدي.. تلك المرأة كانت لي كل مفردات الجمال والسهر والليل والقمر وبرق الشوق والمطر.. كانت مضيئة مثل شمس النهار.. ارتجفت لها أوصالي سيدي وانا ابن الحسب والنسب فقد أوقعني حظي العاثر في مخالبها عندما كنت عائدا من مدينة أربيل واستقل سيارتي واختلت في يدي عجلة القيادة ورحت أترنح بالسيارة يمينا ويسارا وعبرت الجزيرة الوسطي حتي اصطدمت بعمود إنارة وبعدها لم اشعر بشيئا وفوجئت بانني ارقد في احد المستشفيات بمدينة كركوك وملاك الرحمة تسهر علي راحتي وتداوي جراحي وآلامي مر اليوم الاول والثاني والعاشر وانا أقيم في المستشفي ومن حولي كانت تجلس أسرتي وأصدقائي الا أنني عدت لم أر سواها ولم اسمع غير صوتها العذب وكنت أتلهف لرؤيتها أشعر بالوحدة دونها وانا ارقد بين أهلي وعشيرتي وصارت دمائها تسري في عروقي وأنفاسها نسائم أماني وباتت شريان حياتي وسبب بقائي في الدنيا وبات بريق عينيها يضئ لي طرقاتي في الليالي الحالكة السوداء.
لم يقف ثرائي وتاريخ عائلتي المرموق وشهادة بكالوريوس الهندسة حجر عثر في طريق زواجنا فقد أعلنت حربا شرسة علي عائلتي عندما اعترضوا علي زواجي من ملاك الرحمة فكيف ذلك وطابورا من البنات ينتظرن إشارة من اصبعي وانا الذي كنت وكنت وكنت وهل ينتهي بي المطاف وأتزوج ممرضة لا يملك والدها سوي ستر الدنيا ونابغه عائلتها وأكثرهن علما حاصل على شهادة الثانوية ويلقبونه بالأستاذ لأنه الوحيد الذي نال حظا وافرا من التعليم. وقامت الدنيا واشتعلت نيران الغضب والرفض من والدي ووالدتي. فكيف يضع هذا الطبيب المرموق يده في يد عامل النظافة ولم امتنعت سيدي لتلك الفوارق فقد نال حبها مني وكان اروع مفاجآت القدر.. وكانت لي وجها لامعا ونجما ساطعا وشاهدتها نجمة وقررت ان اقطفها من حدائق السماء.
لم يجد والدي أمامه سبيلا سوي الموافقة علي الزواج علي مضض وتحول حفل زفافي إلي موكب جنائزي وكأن أسرتي كانت تنقل نعشي الي مثواي الأخير وتزوجتها بعد ان أسكنت الحزن والحسرة في قلوب عائلتي.. أسكنتها في قلبي وتوجتها ملكة وأميرة قلبي وقاطعت عائلتي من أجلها بعد ان اشترطت علي أسرتي عدم اصطحابها أثناء زيارات لهم لان شيئا ما يسد كل أبواب الألفه والمودة بينهم وكأن عائلتي كانت تدرك ان تلك الملعونة سوف تهوي إلي طريق الرذيلة.
مر العام الأول والثاني والعاشر علي زواجنا وكانت ملاك الرحمة هي سيدة القصر تأمر وتحكم وتنهي وتطلب وانا أجيب كل طلباتها ووهبتنا الأقدار ثلاث بنات كن يحملن وجها ملائكيا وتلفعن بخصال عائلتي في الرقي والرقة وحسن الطباع وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة من عمر زواجنا الذي له عشرة سنوات فوجئت بزوجتي تقلد والدتي وتذهب الى الحفلات العائلية في النوادي والفنادق الكبرى وكانت تحلم ان تكون مثل النساء الأخريات ولم اعترض سيدي فكنت أتمني ان تكون مثل أمي ليتباهى بها بناتي ولكن تكرر غيابها عن المنزل لفترات طويلة والسهر ليلا وترك البنات مع الخادمات وذات ليله حالكة السواد فوجئت بقوة تطرق بابي بشده وإذا بضابط وأمينين شرطة يقفون ويطلبون مني الذهاب معهم الى مركز شرطة(.....) اكتشفت في قسم الشرطة ان تلك الملعونة تم ضبطها في إحدى الشقق المفروشة وهي تمارس الأعمال المنافية للآداب لا لشيء سيدي سوى للاستمتاع مع أشخاص غرباء لم اجد أمامي سبيلا سيدي سوي تطليقها داخل مركز الشرطة.
عدت سيدي القاضي الي بيتي وشاهدت تلك الملعونة في بناتي الثلاث.. ووسوس الي الشيطان ان تلك الصغيرات البريئات لسن بناتي.. فما أدراني سيدي القاضي فقد يكن جئن من بذور حرام وأصبحن نبت حرام.. عدت لا أطيق رؤيتهن وتحولن في نظري الى ثلاثة شيطانات.. ونيران الشك تحرقني ـ يا سيدي انكر نسب هؤلاء الصغيرات وارفض ان يحملن أسمي.. وبعد ان قررت محكمة الأحوال الشخصية في أربيل تأجيل نظر الدعوى حتى ينتهي الطب العدلي من إجراء تحاليل الحمض النووي للاب وبناته الثلاثة جاء تقرير الطبيب العدلي بعد شهرين الذي أعاد الأب للحياة والعودة من طريق الضياع حيث أكدت نتائج التحاليل ان الصغيرات الثلاثة من صلب الأب وتطابقت نتائج التحاليل وأحتضن المخدوع صغيراته وارتمى في أحضان عائلته .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram