وسائل إعلام محلية نشرت مؤخرا جدولا ، يتضمن أسماء نحو 300 مرشح استبعدتهم هيئة المساءلة والعدالة، الجهة المعنية بتطبيق إجراءات اجتثاث حزب البعث المحظور بحسب الدستور العراقي، والأمر يبدو طبيعيا جدا، ولكن ما يثير الانتباه والتساؤل ان المرشحين من ائتلافات تيار الإصلاح بزعامة إبراهيم الجعفري، وكتلة الأحرار وحزب الدعوة الإسلامية وشقيقه الآخر تنظيم العراق، وغيرها من القوى السياسية المعروفة بمواقفها المطالبة بالتمسك بالدستور بخصوص التعاطي مع الحزب المحظور.
الجدول نشرته وسائل إعلام محلية يوم الاربعاء الماضي" وهو يشمل المرشحين عن بعض محافظات وسط وجنوبي العراق .
الهيئة أبعدت المرشحين طبقا لضوابط معتمدة لديها ، ولا فرق بين "عربي واعجمي" بإجراءات الاجتثاث فجميع المرشحين يعرفون مسبقا ان احدهم لم يمر من دون ان يخضع لشروط المساءلة والعدالة في الترشح ، بغض النظر عن ائتلافه وكيانه ، والدفعة الأولى كانت حصيلتها العدد المعلن وليس من المستبعد ان تضاف اليها أسماء جديدة ، عندما تدقق الهيئة بقوائم ائتلافات محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والأنبار .
ائتلافات الجعفري وحزب الدعوة وكتلة الأحرار ومنظمة بدر تضم "مرشحين بعثيين "بحسب الجدول المنشور ، ولا ضير في ذلك اذا كانت تلك الائتلافات ترغب في تطبيق مشروع المصالحة الوطنية على الارض ، او تحاول الحصول على اكبر عدد من الأصوات باعتمادها على شخصيات معروفة في أوساط عشائرية ومناطقية ، وليس مهما ارتباطها السابق او الحالي بالحزب المحظور ، وانما ايمانها بالبرنامج الانتخابي للقائمة ومن ابرز فقراته رفع الحيف عن العراقيين من ممارسات النظام السابق ، وتطهير الأرض العراقية من "الصداميين والتكفيريين" ومن تحالف معهم من عناصر الجماعات المسلحة الإرهابية ، لتوفير الأرضية المناسبة للشروع بعمليات البناء والاعمار .
اعلان الدفعة الاولى من المستبعدين بموجب قرارات المساءلة والعدالة ، من مرشحي ائتلافات تمثل "قوى شيعية" ربما تعد رسالة او مقدمة للآخرين، بان الهيئة تعمل بمهنية وحيادية ، وغير خاضعة لنفوذ اية جهة سياسية ، ودليلها في ذلك إبعاد اكثر من 300 مرشح ، وعلى الائتلافات الاخرى ان تستعد وتسلك الطرق القانونية بالطعن والتمييز في حال شمل الإبعاد مئات المرشحين .
بعثي في ائتلاف الجعفري، هو تحول جديد في الحياة السياسية العراقية ، واذا كان المرشح "سنيا" فتلك خطوة جديرة بالاعتزاز والتقدير ، لانها تعبير عن تجاوز الاصطفاف الطائفي والتوجه نحو المشروع الوطني ، والتخلص من الولاءات المذهبية ، والمرشح البعثي في ائتلاف حزب الدعوة او كتلة الأحرار ومنظمة بدر ، هو الآخر يصب في ذات الأهداف ، والعراقيون ينظرون الى نخبهم السياسية من زاوية تطبيق برامج اقتصادية واجتماعية ، ولا يعنيهم انتماء المرشح ، والتجربة اكبر برهان ، فعسى ان تتفهم القوى مصالح الشعب ، وتنبذ "العداوة " وتتفرغ لتطبيق شعاراتها ، وتقرأ سورة الفاتحة على روح الراحل "علي اللامي" المسؤول السابق لهيئة المساءلة والعدالة او "المساءلة والعداوة " كما يسميها بعض المرشحين
مساءلة وعداوة
نشر في: 9 فبراير, 2014: 09:01 م











جميع التعليقات 1
ابراهيم
هناك أيضاً ما يقارب ٧٠ مرشح استعبدوا لأنهم مدانون بجرائم اللواط والدعارة والمخدرات أكرر اللواط والدعارة والمخدرات هل هناك مرشحون يشبهونهم ولم يفلح القضاء حتى الان بمحاسبتهم وما طعم برلمان ات يضم أمثال هؤلاء !