كانثيال الندى على حاضنة ورد ذات فجر ربيعي، تتداعى الذكريات ، وتحتدم ….
ذكريات يغدو مذاقها اعذب من الشهد ، رغم ما شاب تفاصيلها — آنذاك — من القسوة حد الظلم٬ والمحبة حد العشق .
الزملاء في المدى يحتفون بصدور العدد ( 3000) قبل أيام .عبر جيل مخضرم ، كلل الثلج شعر رأسه . وأبقى وجار النار المقدسة طي ضلوعه . وجيل شاب ، يتقلب بين صعب وسهل .ونوال وخيبة.
كلما تسنت لي فرصة لزيارة المدى، اجدني مشدودة بوثاق خفي لصورة مكبرة احتلت جدارا بكامله ..احدق وأطيل التحديق في الصورة -الجمعية -التي غدت علامة فارقة وسمة مميزة من سمات مكتب المديرة (غادة العاملي ).
يا إلهي ، هذي الوجوه اعرف بعضها ٬ كما خطوط كفي . فذاك عاصرته ، وذا عملت بمعيته ، وتلك رفيقة درب طويل ومواقف ظلت لصق الذاكرة، وذاك، وتلك ، واولئك…
وحين يسلمني التعب لدوار الشيخوخة . المحهم يمرقون امامي كما الومضة ، وتعاقبني الذاكرة إن انا نسيت او تناسيت .
من اين البدء يا إلهي والمسيرة في أروقة بلاط صاحبة الجلالة تجاوزت النصف قرن !!
من يونس الطائي وجريدته القاسمية ( الثورة) ؟ من شيخ الصحافة النبيل المغدور عبد العزيز بركات ؟والتي كانت صحيفته منارا بحق ؟ من عبد الله الخياط - المغدور - الذي كان قطب الرحى في المنار ؟ من فيصل حسون وصادق الازدي وفيض التجارب في الجمهورية- الجريدة ؟ من اين ؟ من عبد الله الملاح ،ومعاذ عبد الرحيم وسجاد الغازي في جريدة المواطن ؟ من اين ؟ من إشراف منذر عريم ، ورياسة عبد الجبار الشطب، ورعاية شاذل طاقة، ووصايا غربي الحاج احمد ؟ وتشدد سعد قاسم حمودي ؟ وتفهم ضياء حسن، واحتضان حميد سعيد لمحرري الجريدة ٬والذود عنهم كأب ؟ وتطلع حسن العلوي للافضل ، من اين ؟ من محمد كامل عارف ومحمود البياتي ٬ من ابتسام عبد الله وآمال الزهاوي وسالمه صالح والعزاوي فاضل ؟
اتعب، واستعذب تعبا يسلمني لتعب جديد !!
تساءلت - بدءا — من اين؟ الا يحق لي التساؤل إلى اين ؟
— إلى المدى الأرحب، إلى صفو النفوس وصحو الضمائر .ونزاهة القصد ، وجلالة المقصد .
كل الف عدد ، كل ثلاثة آلاف عدد ، والمدى : رئاسة، وإدارة ، ومحررين ومراسلين وفنيين ، وقراء. سيماهم التجدد والتألق والصمود ، وصدقوني ،..صدقوني، لا يلج باب بلاط صاحبة الجلالة ( الصحافة ) إلا الذين صبروا وصابروا، وتسابقوا لمناهل المعرفة. ولا يتسامى لسماواتها… إلا ذوو الحظ العظيم .
في بلاط صاحبة الجلالة
[post-views]
نشر في: 9 فبراير, 2014: 09:01 م