هناك فنانون لم يحتفَ بهم في حياتهم بالقدر الذي نالوه من مديح واهتمام بعد وفاتهم وابرز مثال على ذلك، فان كوخ وأيضا الرسام الإسباني إل غريغو.انه رسام بارع وأستاذ في فنه، قدم لوحات لا يمكن ان تنسى ما بين أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، و

هناك فنانون لم يحتفَ بهم في حياتهم بالقدر الذي نالوه من مديح واهتمام بعد وفاتهم وابرز مثال على ذلك، فان كوخ وأيضا الرسام الإسباني إل غريغو.
انه رسام بارع وأستاذ في فنه، قدم لوحات لا يمكن ان تنسى ما بين أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، ولم يترك من خلفه مدرسة او تلاميذ يسيرون على خطاه، ولكنه انبثق فجأة وبشكل غامض، منتصرا مع بداية القرن العشرين –يمتدحه سيزان، بيكاسو، والرسامين التعبيريين وآخرون واصفين إياه بـ"أساس الفن الحديث".
كان إل غريغو أستاذا للون الأبيض الساخن، يمتلك رؤيا خاصة به وأسلوب فريد، ومن الغريب ان يؤثر رسام متدين قبل 300 سنة على مجموعة من الفنانين الكبار في القرن العشرين، رسامين كان إيمانهم ضعيفاً بالدين، وقال أحد معاصريه وهو فرانسيسكو باشيكيكو: "انه غريب عن عصره، فهو يرفض ما هو طبيعي، ويرسم أجسام طويلة ونحيلة، وألوانه صارخة".
ان عام 2014، يشير الى الذكرى الـ400 لوفات إل غريغو، وعلى العالم الاحتفال به، فماذا نقول عنه في القرن الحادي والعشرين؟ هل نقول انه نجم احتفالات كثيرة ستقام من أجله وايضاً عدد من المعارض، في أرجاء موطنه إسبانيا، وخاصة في طليطلة، المدينة التاريخية، جنوب مدريد، حيث عاش إل غريغو معظم حياته
وعلى الرغم من ان إل غريغو رسام مثالي ذو رؤية خاصة، في مرحلة ما قبل الإصلاح في اوربا، فهو ايضاً رسام عصري بطريقة ما، بل انه تجاوز فيلازكويز، والسبب هو رغبته في التعامل مع الضوء والمساحة بشكل غير اعتيادي وايضاً في رسمه تشكيلات على اللوحة حسب منطق التفكير.
ففي لوحته، "القديس جون" ينفصل عن الواقع، اذ ان شخوصه لها أطراف أطول مما للإنسان الطبيعي، وأوضاعها تبدو مسرحية".
ومع ان إل غريغو عاش معظم حياته في إسبانيا، فهو من مواليد كريت، بل حتى ان اسمه يعود الى اللغة اليونانية "الإغريقية"، وقد تدرب فنياً على تقاليد الأسلوب الفني البيزنطي لرسم الأيقونات، ولكن تفكيره فيما بعد دفعه الى الرحيل الى إيطاليا وهو في منتصف العشرينات من عمره، متطلعاً الى إعادة اكتشاف مواهبه في إيطاليا، وعاش هناك اكثر من عشرة أعوام في فينيسيا ثم روما، وتغيرت أفكاره من التقليد الشرقي الى الغربي.
وسرعان ما ضجر هناك وانتقل الى إسبانيا التي كان يحكمها فيليب الثاني، ملك أراد تشجيع الفنانين لتزيين مملكته وقصره الجديد، وكان عصر النهضة قد تجاوز إسبانيا، ولكن الرخاء الاقتصادي والنهضة السياسية، انعشت البلاد ، نهضة اطلق عليها "العهد الذهبي الإسباني".
وظهر آنذاك كتاب كبار وفي مقدمتهم سيرفانتس وروايته الشهيرة، "دون كيشوت"-1605.
وغرابة رؤى إل غريغو، يعود الى نوع من الخلل في تفكيره وضعف في بصره.
ومع مرور الأعوام اتجه أسلوب إل غريغو الى التجريدية، ليصبح واحداً من أبرز الفنانين العالميين"
 عن: الغارديان