TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > ذكريات عن ميدان التحرير.. ثورة مثالية أكثر مما ينبغي لها البقاء

ذكريات عن ميدان التحرير.. ثورة مثالية أكثر مما ينبغي لها البقاء

نشر في: 11 فبراير, 2014: 09:01 م

قبل 15/1/2011، لم يكن المصريون يمضون أوقاتهم في ميدان التحرير، ولكن الملايين كانوا يجتازونها، في طريقهم الى العمل او لشراء شيء ما من الشوارع القريبة منها.ولكن ذلك اليوم، اصبح مختلفاً اذ شهد ميدان التحرير اول تظاهرة ضد حسني مبارك، الذي طالت فترة حكم

قبل 15/1/2011، لم يكن المصريون يمضون أوقاتهم في ميدان التحرير، ولكن الملايين كانوا يجتازونها، في طريقهم الى العمل او لشراء شيء ما من الشوارع القريبة منها.
ولكن ذلك اليوم، اصبح مختلفاً اذ شهد ميدان التحرير اول تظاهرة ضد حسني مبارك، الذي طالت فترة حكمه، ثم تعاقبت الأحداث بعد ذلك، وفي ذلك اليوم أيضا كتب عمرو حسن أول موضوعاته عن ذلك الحدث لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز".

وفي الـ 25 من كانون الثاني، مزقت الشرطة بسهولة التظاهرة التي ضمت بضع مئات من المحتجين، كانوا يدورون في الميدان الذي كان شبه خالياً في الظهيرة، باحثين عن مكان يشترون منه ما يأكلونه، ولكن الميدان بدأ يمتلأ تدريجياً بعدة ألوف من الناس، مع تقدم المساء.

وفي الذكرى الثالثة، لإقصاء حسني مبارك من السلطة، مصر ما تزال منقسمة.
وعودة الى ذلك اليوم الاول، حيث كانت أعين المحتجين تقول بوضوح: "ماذا نفعل الان؟ وتطلع رجال الشرطة الى بعضهم في دهشة، وكأنهم يفكرون ويسألون انفسهم: من أين جاء هؤلاء الناس جميعاً، وماذا سنفعل معهم؟
وكانت تلك الساعات الأولى لانتفاضة الشعب المصري، تلقائية، ولكنها أوضحت شيئاً واحداً على الأقل: ان الامور قد تغيرت الى الأبد، كما تغيّر أسلوب تفكير المصريين انفسهم والعالم من حولهم.
وقال أحد المحتجين: هنا في هذا المكان، أجد ان كوني مصرياً ليس أمرا معيباً بعد اليوم، وكان هذا الشاب قد اختفى انتماءه لها عندما كان يدرس في اوربا.
وواصل الشاب حديثه كما يتذكر المراسل المصري لصحيفة لوس انجلز تايمز: "منذ عقود من الزمن، كان حكامنا يقولون اننا لن تستحق حياة افضل مما نعيشها، وقد صدقناهم، وهنا، في هذا الميدان، اجد ان كل شيء هو عكس ما كانوا يقولون".
ثم قال بصوت منفعل بالمشاعر، "أنا فخور لأنني مصري".
وفي تلك الليلة الأولى، فرق رجال الشرطة المتظاهرين بالقوة، بواسطة سياراتهم واستخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال العشرات منهم.
وفي خلال ثلاثة أيام، نظم كلا الطرفين أوضاعهما، وقررت السلطة منع اي فرد من الوصول الى ساحة التحرير، وفعلاً استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ولكن عدد ضئيل من الشباب وصلوا الساحة.
وكان رجال الشرطة والأمن مطمئنين واثقين من قوتهم، في حين المئات من المحتجين يحاول الصراع من أجل المرور من عدة أماكن، وبعد ذلك بوقت قصير، تدفق المئات والألوف من المتظاهرين ثم عشرات الألوف، ان لم يكن مئات الألوف.
وأنهار أجهزة الشرطة والأمن في خلال ساعة هاربين خوفاً من الانتقام منهم، وفي تلك الأيام، التي دامت 18 يوماً، تحول الميدان الى مدينة مثالية، حتى اعلن حسني مبارك تخليه عن السلطة.
كانت الواجبات في تلك الايام مقسمة بين المحتجين من الليبراليين الى الإخوان المسلمين البعض منهم كانوا يحمون الميدان، او يهيئون الطعام والعون الطبي، وأقام آخرون أمسيات ثقافية وفنية، وساحة التحرير غدت ميداناً لكل ما تفتقده مصر، وهناك لم تعد هناك فوارق بين المصريين: دينياً، طبقياً وانتماء سياسي.
ولكن المشهد في ساحة التحرير كان اكثر مثالي ليبق، وفي الجمعة التالية، بدأ البعض يقول: "نحن هنا من اجل تلبية مطاليبنا الثورية –الحرية، الخبز والعدالة الاجتماعية".
وسرعان ما سيطر الإسلاميون عبر تنظيمهم القوي، على فراغ السلطة، وأحس الليبراليون الذين افتقدوا التماسك والتوحد، انهم قد خدعوا، واصبح ميدان التحرير الذي كان رمز الثورة، قد تحول الى منصة للانقسام، وذلك بعد شهر من تخلي مبارك من السلطة.
كان ذلك في شهر تشرين الأول، عندما توقف الإخوان المسلمون عن استخدام ميدان التحرير للاحتجاج، في حين كان عدة الوف من غيرهم، يدخلون في معارك مع رجال الشرطة، لعدم حدوث اي خطوات للإصلاح، وقد قتل في تلك الأيام الستة 70 شخصاً.
وقال احد الناشطين: "يحس المرء ان روحا شريرة تقذف لعنتها على الميدان، وكان اطلاق الغازات المسيلة للدموع متواصلاً على المحتجين، وتقوم الدراجات البخارية بنقل المصابين الى المستشفى".
واصبح ميدان التحرير مرادفاً لعدم الاستقرار والعنف –دون الاهتمام بمن يتحمل أسباب ذلك، وقال احد أصحاب المحال هناك: "هناك وقت للثورة وآخر للعمل والسياسة، اذ لا يقدر الواحد ان يعيش حياته، في تظاهرات الشوارع والميادين، كما يفعل المتظاهرون في هذه الأيام".
وقال احد المواطنين (62 سنة) لمراسل الصحيفة: "لقد كنت مؤيداً لمبارك طوال الوقت، ولم أفق مع أحداث 2011، ولكنني هنا الآن لأنني لا أؤيد مرسي أو إخوانه: "وكان ذلك في أواخر عام 2012.
وكانت تلك الظاهرة اكثر وضوحاً عندما خرج الملايين للاحتجاج على حكم مرسي في الثلاثين من حزيران 2003، في ساحة التحرير، التي جمعت الألوف من المحتجين، وسرعان ما اسقط الجيش محمد مرسي.
لقد كان الثوريون الذين تظاهروا في عام 2011، في ميدان التحرير مجدداً في شهر حزيران، وأولئك الذين كانوا في الميدان لم يكن يوحدهم أي شيء حول المستقبل، والثوريون الذين ملئوا الميدان بالأنوار والآمال، كانوا أخيراً عالقون ما بين غضب الإسلاميين من فقدان حلمهم بتحقيق دولة إسلامية وايضاً من توقفهم الى الاستقرار، حتى تحت ظلال الاتوقراطية المستبدة.
 عن: لوس أنجلس تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Ali Alsaffar

    من الواضح ان الاكثرية من الشعب الثائر تملك الحق في تقرير شكل النظام, الحرية , الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهذا هو ما استمالت اليه المؤسسة العسكرية المهنية الوطنية المستقلة فأزالت كابوس السلفية المنقرض كانقراض المتخلف من الماضي فخلقت اجمل صورة ثورية ب

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram