اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من هو الراعي الرسمي لنكتة علي الشلاه؟

من هو الراعي الرسمي لنكتة علي الشلاه؟

نشر في: 12 فبراير, 2014: 09:01 م

سألت السؤال قبل أيام، مجرد سؤال حول "من هم الموقعون على الفقرة 38 من قانون التقاعد"؟ وبعيدا عن هستيريا خطابات لا فرق فيها بين خائف من  الفضيحة، وبين اخر يتصور انه خُدع ولم يكن يعرف ان هذه الفقرة تتعلق بالامتيازات والمخصصات، المهم منذ ايام ولا أحد لديه إجابة، لكننا وجدنا الجميع يشتمون كل من يتوهم ان مجلس النواب يبحث عن امتيازات وعطايا وتقاعد، ورغم ان البرلمان العراقي حتى هذه اللحظة لم يعلن عن اسماء الموقعين على القانون، مما دفع بعض النواب ومنهم علي الشلاه الى اتهام الإعلام بانه يحتال على المواطن، وينشر أخبار واسماء وهمية على حد قول السيد النائب الذي اكد  امس ان: "بعض وسائل الاعلام اصبحت محل "نكتة" لعدم نقلها الحقيقة للرأي العام" ولم يكتف الشلاه بذلك بل اعتبر الامر محاولة للتسقيط السياسي، فيما بدت بعض الكتل السياسية  الاسبوع الماضي اقرب الى اعلان الجهاد ضد كل من  يحاول  الاقتراب من هذا الموضوع.
اعتقد ويعتقد معي جميع النواب ومنهم السيد علي الشلاه ان من حق الناس أن يخرج عليهم مسؤول ليقول وبكلام واضح وصريح : من يقف وراء المادة 38  الفاسدة، ومن هي الرؤوس التي كان من المفروض ان توزع عليها الغنيمة؟
قبل أيام صفق البعض وهتف وهو يسمع رئيس الوزراء يقول إن رؤوسا كبيرة ستتدحرج في قضايا الفساد ،  وكلنا يتذكر علامة النصر التي رفعتها احدى النائبات وهي  تكشف عن المئة وخمسين ألفا من الدنانير التي اهدرتها مفوضية الانتخابات.. وقرأنا كيف قارن البعض بين  ابتسامة تشرشل الشهيرة وهو يعلن اندحار قوات هتلر، وابتسامة هيثم الجبوري وهو يعلن مذكرة اعتقال  سنان الشبيبي المطارد حتى هذه اللحظة.
اليوم يريد لنا البعض ان نصمت ونشارك في سيرك  الفساد السياسي والمالي  الذي يراد له  أن يبقى منصوبا إلى الأبد، والاهم ان  يظل "الحرامي"  منتشيا بغنيمته  متفاخرا بها.
يخطئ من يتصور أن فضيحة قانون التقاعد ستكون الاخيرة  في سجل فضائح الساسة العراقيين، أو ان الذين قاموا بها هم نفر ضال لايمثلون مجلس النواب، ذلك أنه من الواضح أننا أمام عملية  سطو منظم على ثروات البلاد، ولهذا كنت اضحك وانا ارى رئيس هيئة النزاهة البرلمانية بهاء الأعرجي يخرج على الناس شاهرا وثيقة تنازله عن راتبه التقاعدي، ومن السذاجة ان  ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن مجلس النواب بكامل اركان قياداته أمر بإجراء تحقيق في حادثة التصويت، كما اخبرنا الناطق الرسمي للبرلمان ، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والألغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب الضمير، وتغيّب القانون والعدالة، ومن المضحك جدا ان يصدق العراقيون اكذوبة ان اشخاصا خدموا في بلاط  الفساد والمحسوبية والانتهازية منذ عام 2003، يستطيعون ان يشكلوا لجان نزاهة ، يكون شعارها الثروة للجميع، فهذا يعني انكم تتلذذون بان تعيشوا دور المخدوع، الذي أدمن على خطب وشعارات منتهية الصلاحية وفاسدة.   
عشر سنوات  لم نسمع  خلالها سوى بيانات  ومؤتمرات  تندد بسرقة المال العام وتشتم السراق والمفسدين ، وكلما امعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة وعن الشفافية  التي سيعيش الناس في ظلها ، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين ، لنصحو جميعا على دولة  يعيث فيها فسادا أمراء الطوائف.
من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من توغل الفساد واستفحاله ، ولعل كلمات المالكي لايزال صداها يتردد في الفضاء حين طالبنا جميعا ان لا نصغي الى  الساسة الذين  نهبوا البلاد ،  اليوم تثبت الوقائع ان  رئيس مجلس النواب  كان يضحك علينا ، وان المالكي كان يشحذ الهمم للدفاع عن ائتلاف دولة القانون ، لاعن دولة شعارها وهدفها القانون .
السيد الشلاه ان خفافيش الديمقراطية هم من ينكت على العراقيين، و هم جميعا من افسد وسرق ونهب، لا فرق بين سياسي "حرامي" سواء أكان شيعيا أم سنيا فالاثنان شركاء في سرقة  امال وأحلام الناس ومستقبل ابنائهم.
ان حزمة الأكاذيب المستخدمة منذ أبام عدة لم تستطع صناعة صورة وردية لمجلس النواب، ولن تنجح في دفع الناس الى تصديق نكتة علي الشلاه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أبو أثير

    أستاذنا الفاضل,, هذا هم زمان أغبر أنشوف فيه أمثال الشلاه وعباس البياتي والفتلاوي والقاضي البليغ اللسان المحمود والسنيد والعسكري والشمري وعفتان والكربولي وبهاء والمطلك والنجيفي والبطاط والخزعلي,,, وعلى كولة المثل اابغدادي ,, شكول شكول ..ورد الباكلة,, والله

  2. حامد اسماعيل حسين

    بسم الله--الاستاذ علي حسين الحترم.انا مقيم في مملكة الدنمارك قبل سنة ظهرت علينا صبيحة احد الايام جريدة اليولاند بوست المشهورة بالدنمارك ان ستة اشخاص عراقيين يتقاضون في بلدهم رواتب تعادل راتب وزير وهم نواب في البرلمان العراقي وهؤلاء منذ سقوط نظام صدام لحد

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram