TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراقي .. ما به؟

العراقي .. ما به؟

نشر في: 12 فبراير, 2014: 09:01 م

بكل صدق وصراحة ووضوح، حكومتنا مكروهة ونظامنا ممجوج ودولتنا، بأنظمتها وقوانينها، غير محترمة.. وبكل صدق وصراحة ووضوح، آن أوان التعديل والتغيير والإتيان بالبديل الذي يعيد الاحترام والتقدير والهيبة لدولتنا وحكومتنا ونظامنا السياسي.
بعيداً عن السياسة وبلاويها ومناوراتها ومداوراتها وأصحاب هذه المناورات والمداورات، وبعيداً عن الاقتصاد وهمومه وألاعيب رجال المال والأعمال ومن له صلة بهم من مسؤولي حكومتنا ونظامنا ودولتنا، فأن في حياة الناس اليومية ألف باعث وباعث على كراهية الحكومة والقرف من نظامنا وعدم احترام دولتنا.
العراقي يخرج من بيته صباحاً متوجها الى محل عمله الحكومي أو الخاص أو إلى مدرسته وجامعته، فتكلّفه الرحلة في يوم نصف ساعة وفي آخر ساعة وفي ثالث ساعتين... انه يتعرض الى عملية إعدام نفسي في الطرق والشوارع، وعند نقاط التفتيش القاتلة على وجه التحديد.
العراقي يعود الى بيته بعد انتهاء دوامه فيمر بالدوامة الصباحية نفسها، وزيادة عليها يجد ان الازبال أو المياه الآسنة المتراكمة في دربونة بيته على حالها، وأسوأ.. وقبل أن "يجر نفسه" تنهال عليه الشكايات: غاز ماكو.. الحصة لم تصل للشهر الثاني على التوالي.. الكهرباء "تخربطت" من جديد .. الجهاز الكهربائي (الصيني) المُشترى منذ ثلاثة اشهر فقط احترق.. حنفية المطبخ تحتاج الى تبديل.. الأبن الذي "تخربط" قبل يوم لم يفده دواء المستوصف ولا مناص من مراجعة طبيب خاص.
العراقي لا يعقل ان تبقى مشاكله ومكابداته تتناسل كالجراد.. لا يعقل الا يجد حلاً لبعض من مشاكله وخلاصاً من بعض مكابداته.. لا يعقل ان يكون قد كُتب عليه الذل والقهر والحرمان منذ الأزل والى الأبد.
العراقي يريد حلاً.. يريد خلاصاً .. يريد أن يرى ضوءاً في نهاية النفق.
العراقي يتساءل بكل وجع وحرقة ومرارة: أين تذهب مئات مليارات النفط، وكيف تُنفق مئات مليارات الموازنات السنوية، ما دام الأمن منهاراً والفقر عميماً والبطالة متفشية والخدمات العامة مفتقدة؟
 بكل صدق وصراحة ووضوح،  العراقي لا يحب الحكومة لأنها فاشلة وعاجزة،  ولا يستسيغ النظام السياسي لأنه قائم على المحاصصة الطائفية والتوافق المصلحي بين أمراء الحرب الأهلية غير المعلنة، ولا يحترم الدولة لأنها لا تحترم نفسها بتجاوزها السافر على أحكام دستورها، ولأنها لا تحترم مواطنها ولا توفر له الأمن والكرامة.
العراقي موجوع ومقهور وكافر بكل شيء وفاقد الأمل بأي شيء.
لابدّ من عمل يعصف بوجع العراقي وقهره وكفره .. لابدّ من تعديل أو تغيير في الحكومة والنظام السياسي والدولة .. لابدّ من بديل لكل هذا الخراب المتواصل والمتفاقم.
هذا ما يريده العراقي، يا أصحاب الحكومة والنظام السياسي والدولة جميعاً.. ولا أستثني منكم أحدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. فاروق ابراهيم

    باختصار تريد ان تقول سيد عدنان عفنا السياسه و بلاويهه من برلمان وحرية تعبير واقتصاد مخطط ومنظم و حقوق فرد بلايهن نريد مرور منساب ماكو تلال من الزباله كهرباء معقوله ولييس 24ساعه لان هذا حلم الاحلام ماء صالح للشرب و صرف صحي كل هاي الى يسموه حدمات و الى م

  2. كاطع جواد

    فعلا يا استاذ شيء محير لنا جميعا هل هو جهل في الحكم ام هو عمل مبرمج لجعل المواطن ( لاعبه روحه) كل يوم ، ثم السؤال الاكثر إلحاحا هل نبقى نولول على حالنا ام ننتظر بوش ثاني لينقذنا ام ان السبب كله يتحمله بوش نفسه ؟؟ فالكثير من الأقلام الحرة تؤكد ان السياسة

  3. أبو أثير

    اأستاذنا الفاضل...رجال وشخوص السلطة بجميع طوائفها ومكوناتها..هل وجدت وشخصت أي واحد منهم بدون أستثناء له تأريخ حافل ماضي أو له دراسات أو بحوث أفادت المجتمع أوكان رمزا من رموز المجتمع أو سياسيا يرف جفنه وحدقة عينيه على شعبه ..الجميع بدون أستثناء لا يستحقو

  4. ابو سجاد

    لا حلا ولا خلاصا و الضوء في اخر النفق اصبحت قديمة وتعلم جيدااخي اين ةتذهب المليارات ولاعملا يعصف بوجع العراقي وقهرهة وكفره ولاتبديل ستذهب هذه الوجوه الكالحة الحقيرة وسياتي اقذر منها مادام رؤساء الاحزاب هم انفسهم فلا تغيير الا ابعاد الرؤوس الكبيرة سنبقى وا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram