اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > (منصور البكري) فيوضات الرسم..غابات وجوه ... وسعادات حنين

(منصور البكري) فيوضات الرسم..غابات وجوه ... وسعادات حنين

نشر في: 14 فبراير, 2014: 09:01 م

تناور- باحتدام يقظ ... مشفوعة بتوريات مدركة- تلويحات الفنان التشكيلي(منصور البكري تولد بغداد/1956-بكالوريوس فنون جميلة/بغداد-1978ماجستر من الجامعة العليا في برلين للفنون الجميلة/1988)عبر تمنيات قربه العملي من ضفاف وأتون عدة اهتمامات(مسرح/سينما/موسيقى

تناور- باحتدام يقظ ... مشفوعة بتوريات مدركة- تلويحات الفنان التشكيلي(منصور البكري تولد بغداد/1956-بكالوريوس فنون جميلة/بغداد-1978ماجستر من الجامعة العليا في برلين للفنون الجميلة/1988)عبر تمنيات قربه العملي من ضفاف وأتون عدة اهتمامات(مسرح/سينما/موسيقى)،جاءت كلها لتصطف وتتوحد إلى جانب نبوغ موهبته المبكرة في الرسم الذي دخل محرابه-هاويا ومتوجسا-وهو لم يزل يافعا في عمر(14)عاما
حيث تتدرع بها متسللا-بحنين طارغ-إلى حيث رسوم الأطفال في مجلة(مجلتي والمزمار)أيام عز ومجد(دار ثقافة الأطفال)-سبعينات القرن الماضي-ليجد(منصور البكري)نفسه متسلقا- بزهو حظ عظيم ومتعة حذر مبرر-أعمدة حضوره في زهاء تلك الرحلة اليومية المغامرة، التي خاض غمارها منذ سعادة ذلك التأريخ إلى حيث هو الآن مغتربا في برلين قرابة ثلاثين عاما متواصلة مع مقدرات وعيه المدرك لتطورات ما يحصل في فهم وتحليل نواتج ما توصلت إليه تداخلات وتواشجات الفنون ببعضها،وفيوضات مجاوراتها الأخرى من أعمال تركيب ومشاريع تطبيقية و(سينوغرافيا) أضحت تعم وتغمر عموم مجريات ما يجاور اجتراحات الفنون البصرية،تلك التي تعمد بنورها وإغراءاتها هذا الفنان في تثمين تجربته على نحو ما وصلت إليه،فقد شاء لي أن أقدم(منصور البكري)- لمرتين- عبر جلسات نقدية/استذكاريه تناولت قطوفا من ثمار تجربته، الجلسة الأولى نهاية عام/2011على قاعة مدارات للفنون ببغداد والثانية(يوم الخميس23/كانون ثاني-2014)على قاعة فؤاد التكرلي في جمعية(الثقافة للجميع) في بغداد،أيضا.
لعلي-هنا- أتواصل مع ما كنت قد مهدته في توضيح،أو إضاءة رؤى في تلك الجلسات التي عادة ما تعتمد- في الغالب-على الاستعانة بالحنين للماضي وجر مجريات شريط الذكريات إلى حيث المشاعر الذاتية والوطنية تحت ذرائع-مؤكدة- لمعنى قيمة تأثيرات الغربة بحجة المنفى الاضطراري أو الاختيار، فالنتيجة- بالتالي- هي تغلب العاطفي على حساب الموضوعي،وتلك هي دريئة لابد من الاحتماء بها لكل إنسان كلما غمرته وغامرته موجات ونوبات حنين ممهورة بسحر وسر ذلك الماضي الحزين الحنين.
فكيف إذا ما تعلق الأمر بفنان مرهف ومتدفق وحساس مثل(منصور)؟! هذا الفنان المغسول بنبع طفولة ملونة والمتمرغ بتراب عوالم سحرية تضاهي عوالم (ألف ليلة وليلة)،فهو المكتوي بلهيب نيران ماض خاص ومتوثب شاء أن يتدفأ بجمرات مواقد تلك الأيام الحلوة التي عاشها طولا وعرضا في أزقة بغداد ودرابينها وتنويعات ثقافاتها وفنونها التي تركت فيه فيوضات وتجذرات يصعب نسيانها أو مجرد تجاوزها،أراني أعود- ثانية- متلبسا بذواكر حنين الماضي الذي ظل حاضرا واثبا في ترسيم حدود العلاقة التي جمعت بيننا منذ أكثر من ثلاثين عاما ثريا بالعمق والتواصل والتآصر،أم أنها بداية لاستهلال تقييمي يفضي بنا إلى معاينة وفحص موضوعي لمنجزات(منصور البكري) ؟
لا يمكن فصل هذه التجربة عن مكونات وعيها الأول حيث الانبثاق من أضواء (مجلتي والمزمار) وحشد كبير ومؤثر من رسامين كبار(طالب مكي/صلاح جياد/فيصل لعيبي )ثم الجيل الذي تلاهم(رحيم ياسر/ضياء الحجار/علي المندلاوي/وهناء مال الله)وآخرين،كما لا يمكن إغفال تجربة (الرسوم الأرضية-الرياضة الجماهيرية) فضلا عن عمل الدمى والاقتراب من مهابة فنون المسرح(قبل وبعد سفره واستقراره في ألمانيا) تجربته في عدة أعمال مع الفنان الراحل (د.عوني كرومي) مثال على ذلك،ثم امتدادات العمل في السينما وإقامة الورش والمحاضرات والدورات والندوات وإدارة المهرجانات والتدريس وكل ما يديم حيوية روح (منصور البكري)النابضة بأفراح مباهجها وتشذيبات أحزانها بالرسم بجميع جوانبه وجهاته المتعددة ،فهو الملاذ الأول والنبع الرقراق،الدائم التدفق لوجوده الأمثل في الحياة التي اختارها، هائما متمتعا بها مضيفا إليها أخيلته وسعة تصوراته ومهابة رؤاه كما فعل حين تجرأ على تجسيد (ملحمة جلجامش) بتصوراته المدهشة واليقظة في تطويع مهاراته الإدائية وقدرات التعبيرية ومراسه اليومي على ممارسة الرسم دون أدنى ملل أو ضجر أو تمرد مزاجي،لذا من يتفحص فصول وسيناريو وطريقة (الكومكس)الرسم المتسلسل-المستمر،سيدرك حجم الطاقة الهائلة التي تسكن (منصور) والقدرة التعبيرية الخاصة به،جراء فرط ولعه المزمن بالسينما ومكملات فنونها،ومهارات استرجاعات تصوراته ودقة تطلعاته الأدبية والفكرية،حيال هذا الجهد الذي تعمد بنبض وروح حضارات وادي الرافدين،هاضما لمكوناتها وتصوراتها الوجودية والسماوية إلى جانب فهم موصلات ما تريد إيصاله الأساطير من معان وفلسفات ودروس وعبر وخبرات إنسانية ،لم تبخس حق حتى الحيوانات والأشجار وعناوين وجودها في مهابات تلك الملحمة الخالدة،التي كان يتباهى بها(منصور) رسما وتنظيرا وسعيا لتحويلها إلى شريط سينمائي ضخم يليق و يوازي حجم عراقة ما كانت تحمل من تلخيصات لمعنى فكرة الخلود.
تحتكم منجزات (منصور البكري) إلى نسق آخر كان قد تميز به في ما يخص رسم الوجوه التي رافقت وسارات إلى جنب ما قدم من جوانب ومواضيع وأفكار عبر إقامته لأكثر من معرض شخصي وما يربو على المئة من المشاركات في المعارض الجماعية في عدد من مدن ألمانيا ومدن أوروبية آخرى فضلا عن معرضين في بغداد(قاعة حوار/وقاعة مدارات) بعد التغيير الذي حصل في العراق عبر عدة زيارات قام بها.
ولعل أبرز ما يميز غابات هذه الوجوه التي تجترحها ذائقة(منصور) خصوصية جانبها التعبيري الخاص مخلوطا-بذكاء حاذق- وبنوع من نزعة(كاريكاتورية) تلهفت لأن تتسم بحضور درامي مهيب يتقي فخاخ الوقوع بغواية الرسم الواقعي الذي كان قد أتقن نواحيه وتمرساته بعد تتلمذه على يد الراحل الكبير (فائق حسن) إبان دراسته الأكاديمية في كلية الفنون ببغداد ،وتشهيات رغباته لفن (الكاريكتير) ومهاراته العالية وعطاءاته الكبيرة في مجال رسوم الأطفال، كل هذا وغيره من ملكات جانبت وتعمقت في وجدان وبراعة فهم ثقافي-معرفي-فني مهر وجوه (منصور البكري) بفيوضات من وعي ومشاكسات عالية الدقة وبارعة التمثيل لشخصيات معروفة على الصعيد العالمي والعربي والعراقي جاءت لتحجز لنفسها مكانا في متحف الوجوه التي اختارها (منصور البكري) بغواية ودراية وإخلاص نادر( للسياب/البياتي/سعدي يوسف) وجوه لمطربين عرب(أم كلثوم،أسمهان) وفنانين وكتاب أجانب(غونتر غراس/ صاموئل بيكت/لوي آم سترونغ) ،وغيرهم ممن نبتوا وترعرعوا في تراب أرض وغابات ذاكرة(منصور البكري)المضمخة بكل هواجس الحنين إلى الماضي الذي يعيد صياغاته وفق محصلات وعي يقظ ،مشفوع بتوريات مدركة لقيمة الخطاب الفني والإنساني الذي يبغي إيصاله(منصور) ،كما أشرنا في مستهل هذا الاحتفاء به مجددا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ادهم العلايلى

    مدونة رائعة اننى قد انشات مدونة جديدة ارجوا منكم زيارتها تعلم مجاناً الرسم فى أسرع وقت بالتقليد ............................. Learn for free drawing at an early tradition ............................. http://drawing77.blogspot.com/

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram