أتتذكرون المثل العمارتلي الذي أتيت عليه في مرة سابقة: "يخطي جمل ويصيد بكه"؟ بعين هذا المثل أنظر للتظاهرات التي خرجت في بعض المحافظات احتجاجا على الفقرتين 37 و 38 من قانون التقاعد الذي أقره البرلمان مؤخرا. ما سيجنيه النواب ظلما وفق هذا القانون لا يساوي جناح بعوضة أمام قوافل بعران السرقات المنظمة من المال العام. واعجبي لشعب يرى بعينه جيوشا جرارة من المتسولين والمعوزين في الطرقات وساحات "المساطر" النسوية والرجالية وفي "الخضراء" يهدر ما يكفي لإنقاذ هؤلاء البائسين. المليارات التي غنمها "حميّد" مع الأراضي وكواتم الصوت، باعتراف المختار، تكفي وحدها لتخليص أهل محافظة بأكملها من العوز. هل أبالغ لو قلت بان ما طار به فلاح السوداني يعادل ما سيجنيه النواب أو أكثر من تقاعدهم! لا تنسوا ان الذي يسرق يعرف كيف يستثمر ما سرقه بأسواق لندن للعمولة والعقار! لِمَ لمْ يتظاهر المتظاهرون ضد ذلك البعير وتظاهروا ضد بكه؟
نعم ان التظاهرات السلمية مطلوبة ومهمة حتى لو قام بها فرد واحد. لكن الأهم هو القضية التي من أجلها يتظاهر المتظاهرون. الشعب الذي يتساهل مع الحاكم الذي يقصر في حماية أرواح أبنائه ولا يتظاهر أولا ضد من يستسهل دمه، يصعب علي فهم احتجاجه على مال يبذر. المال أم الإنسان أولا؟ أقل الإحصاءات تشير إلى ان عدد قتلانا وصل حتى نهاية العام 2013 إلى 179,240 قتيلا. وفي هذا الشهر الذي نحن فيه، والذي لم يمض منه سوى نصفه، قتل منا أكثر من 350 مدنيا. عدا الجنود الذي قتلوا في الأنبار ولا يعلم عددهم سوى الله.
مشكلة العراق الأولى والأكبر تكمن في فقدان الأمن وضعف أداء الماسك بملف حماية أرواح الناس. من لا يتظاهر بوجه من يجعله هدفا للقتل اليومي، لا يتصور انه سيخيف ذبابة لو تظاهر العمر كله ضد سرقة حفنة دنانير مهما كبرت.
عــمّ يتظـاهــرون؟
[post-views]
نشر في: 14 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
احمد
اوجزت واصبت واحسنت وكأنك والله العظيم في قلبي!!
وحشي
يعني اشلون استاذ هاشم العقابي امثالك هاي ماتخلص لان تدوس على الجرح واتخلينا نندب حظنا على هالجوكة الحاكمة بالمناسبة كلمة عقابي الذي هو لقبك حسب تحليلي البسيط جاية من اولا عقاب الذي هو نوع من انواع الطيور الجارحة الليمتاز بحدة البصر في رؤية الطريدة والانقض