عبدالله السكوتييحكى ان ضابطاً عثمانيا كان يستعد للذهاب الى احد الاحتفالات الرسمية ، فلبس بدلة عسكرية جديدة مع (جزمة طويلة) وغطاء رأس جديد وركب فرسه ، والتفت الى جنوده وقال: (شوفو اخاف اكو فد نقصان بملابسي ، كل واحد يلكَى نقص ياخذ مجيدي)
فقال أحد الجنود : (مولانا اول نقص موجود بالجزمة) فقال الضابط: (شنو هوه؟) ، فقال الجندي: (عكَدة القيطان لازم تصير لي برّه، وهيّه هنا لي جوّه) ، فقال الضابط هذا صحيح، فقال الجندي: والبنطلون...فقاطعه الضابط (ابني قبل ما تجي للعسكرية شجان شغلك؟) فقال الجندي: (جنت قندرجي) فأجاب الضابط : (بس ، بعد لا تصعد فوك الجزمة). هذا الكلام يعكس في طيّاته التخصص وما له من اهمية في معرفة الخطأ وبالتالي معالجته بشكل صحيح خال من التسويف ، وهذا ما وقع فيه العراق خصوصا بعد التغيير حين جاءت المحاصصة والقت بظلالها لكي تهمل مسألة التخصص وتلقي بها وراء ظهرها. ولذا لم نشهد تطوراً ملموساً في ميادين كثيرة سوى التطور الأمني وهذا يأتي من تضافر الجهود ما للجانب الأمني من أهمية في استقرار المجتمع وتثبيت لبنية الحكومة ومن ثم اثبات لشخصية الحكومة ومدى حزمها وقدرتها على مسك زمام الأمور. الجوانب الأخرى لم نقل ولا نستطيع ان نقول انها مهملة ولكن الحكومة غلّبت الجانب الأمني واعطته القدح المعلى من وقتها وجهدها مع هامش اهتمام بسيط بالنسبة للجوانب الأخرى التي بضمنها التعليم والتربية والخدمات الأخرى ، سير بطيء جداً لا يوازي امكانات الدولة المادية والوقت المتاح في بناء وزارات واجهزة الدولة الأخرى ، لا ننسى ما للارهاب والعنف من اثر سيىء وقد تجاوزت الحكومة الكثير من المشاكل التي ربما كانت عصية على من تسلموا زمام الأمور قبلها ، لكن الحكومة كان لديها الوقت والجهد المبرمج كي تقوم بأكثر مما قامت به ، وكان بامكانها ايجاد الكثير من الحلول لكثير من المشاكل. على هذا الاساس يجب ان نضع نصب اعيننا في الانتخابات المقبلة ان نظام المحاصصة المقيت لم يعط سوى الخيبة والخذلان وان نحاول ان نفكر بنظام بديل نستطيع من خلاله ان نستدرج اصحاب الكفاءات حتى ان كانوا خارج البلاد للاستفادة من خبراتهم وامكاناتهم ، وليكن الفيصل بيننا العلم والامكانية والاخلاص للوطن ولنستبدل المحاصصة بالمواطنة والوطنية فربما نستطيع خلالها ان نتوافق في حل الكثير من المشاكل. حتى ما اثير بشأن نقض قانون الانتخابات مع وجود الحجة الدامغة في ان هذا القانون يحتوي على ثغرات وخصوصاً في مسألة المهجرين ، لكنه يشير الى وجود نفس المحاصصة وظلالها التي القت بها على كل شيء. مع ان التصويت اخذ مداه في الاغلبية. عسى ان نخرج من عقدة المحاصصة كي نستطيع ان نضع الحلول الناجحة للمشاكل التي ربما اذا لا سامح الله تكررت وفرزت محاصصة جديدة نصل عندها الى طريق مسدود وعصي على الحل. مثل عراقي
هواء في شبك: (لا تصعد فوك الجزمة )
نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 06:57 م