يقول الشالجي في كناياته ،إن الهبش في الفصحى يعني الضرب الموجع. وفي اصطلاح البغداديين وأهل الفرات الأوسط يعني قَشْر الحَب عن طريق دقه بالجاون. ومن هنا قالوا: "مثل هبش العمية وحدة بالجاون وعشرة بالكاع". يعني بالضبط مثل اللي الله بلانه بيهم وصاروا إما حكاما أو نوابا. وان كانت "العمية" معذورة لأنها ابتلت في عينيها دون ذنب منها، فإن الذين صارت مصائرنا بأيديهم يبدو لي انهم ابتلوا بلوثة عقلية. وعن تلك "العقلية" حدثتكم مرة عن صاحبنا الذي يريد حفر أنهار من أعمق نقطة، في ارض هي أصلا منخفضة، ليجري فيها ماء الفيضانات إلى أعلى حسب قانون لا نعلم من أوحى له به. ربما هي أواني دولة القانون المستطرقة! تشتغل بالمقلوب.
يوم الإثنين الفائت خرج علينا النائب القيادي في ائتلاف دولة القانون محمد سعدون الصيهود بهبشة مفادها أن الذين يطالبون بتحويل ملف النائب المعتقل أحمد العلواني من بغداد إلى الأنبار، يحملون ثقافة صدام حسين! لأول مرة أسمع بأن صدام له حس إنساني بحيث كان يأمر بنقل المعتقلين إلى محافظاتهم. إذاً، على المحكمة التي حاكمت صدام ان تراجع اتهامها له بأنه امر بسجن أهل الدجيل في نقرة سلمان. بربكم هاي الهبشة بالجاون لو وين؟ ولو غيره هابشها مو جان هبشوا أبو الخلفوه. أما الأهبش منها فقوله في سياق تصريحه أعلاه: ان "هؤلاء يعتقدون بأن رئيس الوزراء يجمع قيادة كل السلطات بيده". ويضيف الصيهود بأن "المطالبين بتحويل ملف العلواني إلى الأنبار نسوا أو يتناسون بأن العراق له دستور واضح يفصل بين عمل السلطات الثلاث". هاي الهبشة ما طاحت بالكاع بل بروسنه يا حضرة النائب. شنو الأخ نسه سالفة "حميّد" يوم الصاح بيهم "انطوني قوات وانا اجيبه". وراح البطل وعاد وفي جيبه المليارات والأراضي والإيجارات والمسدسات.  
للأمانة، لا ينحصر الأمر بمختارنا وأعضاء ائتلافه ،فهناك "هبّاشة" في كل الكتل. خذوا اختنا النائبة النشيطة التي يصل صوت جاونها دائما إلى سابع جار: عالية نصيف. صرحت، قبل يومين، باعتذار "شديد اللهجة" لأنها صوتت على قانون امتيازات النواب التقاعدي. من يعتذر عن تصويته بنعم على وثيقة ما، فذلك يعني امرين: إما انه لم يفهم ما صوت عليه أو انه رفع يده على حس الطبل. وهذه دواؤها الناجع الاستقالة، وإلا فان كل ما يقال هبش في هبش. وهذه بالمناسبة ليست "الهبشة" الأصلية، بل في قولها إنها ستسعى لإلغاء القانون! أقمش من العمية إذ كلهن بالكاع ولا وحدة بالجاون.