اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الشرطة ومبادئ حقوق الإنسان

الشرطة ومبادئ حقوق الإنسان

نشر في: 16 فبراير, 2014: 09:01 م

لاشك في أن من الضروري ان يتولى القانون حفظ أموال الناس وأعراضهم وحماية حقوقهم وحرياتهم الأساسية لكي لا يضطر الناس إلى الاستبداد والظلم وإشاعة الفوضى. ولاشك في أن دور الشرطي يمتد إلى أبعد من ضبط الجريمة ليشمل كيان الدولة وما تلحقه من تبعات ذات أبعاد س

لاشك في أن من الضروري ان يتولى القانون حفظ أموال الناس وأعراضهم وحماية حقوقهم وحرياتهم الأساسية لكي لا يضطر الناس إلى الاستبداد والظلم وإشاعة الفوضى. ولاشك في أن دور الشرطي يمتد إلى أبعد من ضبط الجريمة ليشمل كيان الدولة وما تلحقه من تبعات ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، فبقدر ما يكون لهذا دور مؤثر إيجابي في المجال السياسي فانه في المجال الاجتماعي معني بتحقيق الانضباط في السلوك الفردي والجماعي وخصوصاً أثناء التجمعات والمسيرات كما لا يخفى علينا أننا نعاني من مشكلات مزمنة في ذلك، كالزيادة المستمرة في عدد السكان وهذا يتطلب زيادة في أعداد الشرطة كما انه في المجال الاقتصادي معني بإيجاد مناخ أمني مستقر لتحقيق التنمية، وذلك بحماية المنشآت والمرافق العامة ومكافحة الجرائم الاقتصادية التي تؤثر على الاقتصاد الوطني لذلك، نحن أمام مهمات تتجدد كل يوم وهذه المهمات بتشعبها تدفع بالشرطة إلى تحقيق الغايات في استخدام سلطاتها الممنوحة لها للتغلب على صور الإخلال بالأمن التي تصطدم أحيانا بالحقوق الفردية والجماعية وتعوق الحريات. وهنا نتساءل عن مدى حدود مهمات الشرطة وما تقوم به من إجراءات يترتب عليها انتقاص في حرية الأفراد. القاعدة تقول ان كل ما لم يجزه المشرع من الإجراءات يعتبر غير مشروع لذلك فإن مخالفة الأوامر والحدود تستوجب بطلان الإجراء. إلا أن هناك مبادئ وقواعد متفقاً عليها ويجب احترامها دوماً سواء نُص عليها أو لم ينص وهي تقضي بتجريم الإجراءات التي تتنافى مع الحقوق الإنسانية والاحترام الواجب لكرامة الأفراد على أساس انها تعلو في شأنها كل دستور وقانون ولا يجوز للدولة حتى في الطوارئ العامة ان تمسها. من هنا ترسم حدود لفهم الشرطة لمهماتهم والابتعاد عن المحرمات كالتعذيب مادياً مثل الضرب والإيذاء أو معنوياً كإذلال النفس وإيذاء الأقارب، وذلك يعتبر جريمة في حق الكرامة الإنسانية وانتهاكاً خطيراً لحقوق الأفراد وحرياتهم الأساسية. ونحن نقترح في هذا المجال ولكي تستطيع الشرطة والجهاز الأمني تحقيق الآمال وتحقيق السلام الاجتماعي وتعزيز احترام الحقوق والحريات الآتي: -

- 1¬ نختار بعناية ودقة رجال الشرطة ونضمن تدريبهم وما يعمق إيمانهم بحقوق الإنسان وحرياتهم الأساسية واعتبار ذلك قيمة عليا من قيم المجتمع. 
¬ 2- أن ننتقي أفضل العناصر الصالحة لتحمّل هذه المسؤولية في العمل الأمني وهي مهمة صعبة تعتمد الفحص الجيد والتدقيق لكل من يرغب في الالتحاق بسلك الشرطة. 
3- ان يؤهلوا ضمن ورش تدريبية تتضمن حقوق الإنسان وحرياتهم الأساسية وقدراً من الجوانب الأخلاقية واحترام آداب المهنة كما نؤكد ما ذكر
سالفاً عن وضع لوائح أخلاقية للشرطة للالتزام بها.
4¬ توجيه الشرطة إلى الالتزام بالحدود المرسومة لهم في القانون ويكون فهمهم للقانون أنهم خدم للحرية وليسوا سيفاً مسلطا عليها. 
5¬التركيز على التوازن بين أداء الواجب وتحقيق الأمن وهيبة الدولة وبين الحرية وحقوق الناس.
6¬ - تمتين أواصر العلاقة بين رجال الشرطة والمجتمع لان قيام الشرطة بمهماتهم يعتمد على رضا أفراد المجتمع وتعاونهم فمن دون دور مجتمعي فعال ومتعاون فان هذا الجهاز يظل قاصراً.
كيف نستطيع تحقيق هذا التعاون؟
1¬ التعاون أولا مع الإعلام في بث الأفكار البناءة والوقاية من الجريمة والرذيلة وهذا يتأتى عبر جهاز أو قسم خاص بذلك ويشمل كل المحافظات. 2¬ التشجيع على تأسيس جمعيات تعنى بالجريمة والوقاية منها وجمعيات تعنى بالمسجونين وطرق تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وجمعيات لمكافحة المخدرات وجمعيات تربية النشء وغرس القيم وهذه والحمد الله موجودة والمطلوب التفاعل معها وجمعيات خيرية قادرة على سد الذرائع والأسباب التي تدفع بالجاني إلى ارتكاب جريمته وخصوصاً إذا كانت ذات دوافع مادية ومساندة الجناة في سد العوز والمساندة لبدء حياة جديدة. 3¬ تحسين صورة الشرطي، وذلك من خلال اللقاءات مع مؤسسات المجتمع وتعميم الصورة الحديثة للشرطي ومهماته وواجباته وخلق قاعدة للتعاون وتبادل الأفكار مع الأهالي. 4¬ تعميق الفهم القانوني الجنائي وتنمية اهتمام المواطن بضرورة اتخاذ تدابير تعوق المجرم عن ارتكاب الجريمة. 5¬ الحرص على الاهتمام برجل الشرطة الذي أوكلنا له حفظ الأمن وحماية الحقوق وهذا يتطلب ضمان استقراره وأن يكون موضع اهتمام وتقدير من الحكومة والمجتمع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram