TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا في قلب السيد مقتدى؟

ماذا في قلب السيد مقتدى؟

نشر في: 17 فبراير, 2014: 09:01 م

أقل ما يمكن قوله في وصف القرار الأخير للسيد مقتدى الصدر بأنه خطير في مرحلة خطرة جدا. خطير لأنه جاء والانتخابات البرلمانية قاب قوسين. وخطير أيضا لأن توابيت الموت العائدة بجنودنا من الانبار لا نعرف عددها ولا نعرف أصلا لماذا راحت ولماذا أتت. أما برأي صاحب لي ،رفض الكشف عن اسمه": فالخطر هو ان حظ المالكي دفع السيد ليتخذ هذا القرار لأن كرسي الولاية الثالثة قد يعاد تنصيبه اذا ما ابتعد الصدريون عن الساحة .أما برأيي أنا ،فأراه اول حديث للصدر فيه تلميحات (تصچيمات) وليس "طك بطك" كما عوّدنا. عندما يقول السيد انه فعل ذلك من "باب انهاء معاناة الشعب كافة" صرت بصراحة اضرب أخماسا بأسداس كما يردد أبو عباس الچايچي دائما.
لست من اتباع التيار الصدري فكريا ،ومثلي يفترض ان يسعده ابتعاد أي رجل دين عن السياسة، لكني هذه المرة، ولو كان الامر بيدي ،  لتوسلته ان لا يفعل. ليت السيد يدلنا كيف ان اعتزاله وتياره العمل السياسي يرفع "معاناة الشعب كافة"؟ الواقع يقول ان العكس قد يحدث. وهنا يجب ان يكون الكلام على المكشوف حتى لا أكون انا أيضا قد وقعت في فخ "التصچيم. "
سواها البخت واستوت ان يكون رئيس الوزراء شيعيا، رغم ان ذلك لم يرد في دستور او قانون. لكن أي شيعي؟ إسلامي حتما. وبالمناسبة لو كان البخت أراده سنيا، مثلا، فسيكون إسلاميا أيضا. هذا يعني أن يساريي الشيعة والسنة وعلمانييهم لا مكان لهم. كم هي نسبتهم؟ لا أدري. فقط ادري أن "موت يا المالك اظافر" حسب قول الشاعر كاظم الركابي.
الحاكم الشيعي اليوم مستبد: حقيقة. ثم كبر برأسه حب الحرب: البلوة الصدامية نفسها عادت لكن بتسريحة مصبوغة ذات فرق على يسار الرأس وممشطة بإتقان هندسي. مَن يخلص الناس منه؟ بصراحة مرة أخرى، شيعي واسلامي أيضا. بالقلم الفصيح والعريض جدا: أما التيار الصدري أو المجلس الأعلى. وهذه الـ "أو" لا تحل "معاناة الشعب كافة" الا إذا صارت "و". ليس واو العطف بل واو المعية. غير ذلك أشك بان "چِدمة" الولاية الثالثة ستزاح عن صدر العراق.
أتمنى ألاّ اكشف سرا لو قلت بأن أحد رموز التيار الصدري اخبرني ذات يوم أن السيد مقتدى يتابع ما نكتب في هذه الجريدة ويثمنه. وأبلغني شخصيا تحيات السيد. هذا قد يمنحني الحق بأن أتمنى عليه أن يؤجل قراره حتى تنكشف غُمة الولاية الغَمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابن البصرة

    بعد سقوط الصنم الصدامي كنت من المؤيدين بشكل غير مباشر للتيار الصدري و بعد ما قام به ابناء التيار من حماية الشيعة في وقت الاقتتال الطائفي اعجبت بهم اكثر و لكن مواقف السيد مقتدى الاخيرة من ابناء الشيعة و تهاونه الواضح في الدفاع عنهم و الادهى و الامر ان ارى

  2. المدقق

    ههههههههههههاي موتوا بغيضكم فالمالكي قادم لولاية ثالثة ....

  3. ابو سجاد البصرى

    ا ن بقاء المالكي لولاية ثالثة سوف يوسع ويعمق الحفرة التي يقف عليهاهو ومناصروه وكلما كبرة الحفرة طمت اكثر عدد من الغبرين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram