TOP

جريدة المدى > عام > عن البوكر كتّاباً وروايات..تاريخ جديد للفن الروائي العراقي

عن البوكر كتّاباً وروايات..تاريخ جديد للفن الروائي العراقي

نشر في: 17 فبراير, 2014: 09:01 م

الفن الروائي العراقي ، اجتاز الأسماء الجامدة و اهتم مرغما" أو مستحبا" ، بالجودة و الإبداع والمضمون الحي و المعايش ، فهذا الفن ، كسر قوالب الاحتكار الأسمية و اجتاز حواجزها ، بانفتاحه و خلقه و مرونته ، بتعامله مع الواقع الموظف للمبتغى و المشهد السائد ،

الفن الروائي العراقي ، اجتاز الأسماء الجامدة و اهتم مرغما" أو مستحبا" ، بالجودة و الإبداع والمضمون الحي و المعايش ، فهذا الفن ، كسر قوالب الاحتكار الأسمية و اجتاز حواجزها ، بانفتاحه و خلقه و مرونته ، بتعامله مع الواقع الموظف للمبتغى و المشهد السائد ، حيث أنه لم يخضع لأرث المنجز المنصرم ، بل تفاعل حاضرا" ، مع السائد أو المتحقق في ظل هذه الظروف ، سلبا" أم إيجابا"  ، بيد أن المهم أن هناك تيارا" روائيا" ناضجا" ، انطلق من منصة الإبداع الروائي ، إلى فضاء المنجز الأكثر إبداعا" و تواصلا" و اتساقا" مع الواقع .
و على طريق المنجز الذي نحن بصدده ، ترشح عملان روائيان عراقيان إلى اللائحة القصيرة لجائزة ( بوكر ) للرواية العربية في هذا العام ، التي تضم أساسا" ، ستة روايات على هذا النحو : رواية ( طشاري ) للكاتبة إنعام كجه جي ، و قد سبق لكاتب السطور أن قدم عرضا" لها في ملحق ( أوراق ) لصحيفة المدى .  
و رواية ( فرانكشتاين في بغداد) للكاتب أحمد السعداوي ، الذي أكد على الهوية العراقية ، عندما يقول : هوية الأديب العراقي الأساسي هي أن يكون شاعرا" ، لدينا تقاليد شعرية عريقة تمتد إلى أيام الدولة العباسية ، و لم تنقطع في يوم ما .  
و المزاج الثقافي العام مزاج شعري ، أما في مجال الفنون السردية فازدهرت لدينا القصة القصيرة ، و لدينا أسماء كبيرة فيها عربيا" و عالميا" ، مثل محمد خضير و محمود عبد الوهاب و محمود جنداري و مهدي عيسى الصقر و غيرهم .
و رواية ( طائر أزرق نادر يُحلق معي ) للمغربي يوسف فاضل ، و كذلك رواية ( تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية ) للمغربي أيضا" عبدالرحيم لحبيبي ، و رواية ( الفيل الأزرق ) للمصري أحمد مراد ، بالإضافة إلى رواية ( لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة ) للسوري خالد خليفة.  
و للتعريف بكتاب الروايات التي ضمتها اللائحة القصيرة ، من المفيد أن نبدأ بالعراقية إنعام كجه جي : ولدت في بغداد عام 1952 درست الصحافة و عملت في الصحافة و الراديو العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراه في جامعة السوربون ، من أعمالها الروائية ( سواقي القلوب) (2005) و ( الحفيدة الأمريكية) (2008) التي وصلت إلى اللائحة القصيرة للبوكر عام 2009  .
و العراقي أحمد السعداوي : روائي و شاعر و كاتب سيناريو  من مواليد بغداد 1973 ، يعمل في إعداد البرامج و الأفلام الوثائقية ، و قد صدر له ( عيد الأغنيات السيئة ) ( شعر ٬  2000) و ثلاث روايات : ( البلد الجميل ) ( 2004 ) ٬  ( إنه يحلم أو يلعب أو يموت ) (   2008 ) و( فرانكشتاين في بغداد ) ( 2013 ) ، كما حاز   عدة جوائز و اختير ضمن أفضل 39 كاتبا" عربيا" تحت سن الأربعين في مشروع ( بيروت 39(  في 2010 .
المغربي يوسف فاضل : روائي و مسرحي و سيناريست من مواليد الدار البيضاء ٬  المغرب ٬ 1949 ، قضى فترة في أحد معتقلات سنوات الرصاص - معتقل مولاي الشريف ( 1974 /1975 ) ، نشر العديد من المسرحيات و الروايات و ( طائر أزرق نادر يحلق معي ) ( 2013 ) هي روايته التاسعة .
المغربي عبدالرحيم لحبيبي : روائي مغربي من مواليد مدينة أسفي عام 1950 ، حصل على الإجازة في اللغة العربية من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بفاس سنة 1970 ، عمل أستاذا" للغة العربية و آدابها بالتعليم الثانوي من العام1970 إلى 1982 و مفتشا" تربويا" و منسقا" للبرامج ، أصدر ثلاث روايات : ( خبز و حشيش و سمك ) ( 2008 ) ٬ ( سعد السعود ) ( 2010 ) و ( تغريبة العبدي المشهور بابن الحمرية ) 2010  .
المصري أحمد مراد :  من مواليد القاهرة عام 1978 ، نشرت روايته الأولى ( فيرتيجو ) في عام 2007 , و ترجمت إلى الإنجليزية و الإيطالية و الفرنسية ٬ ثم تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عام 2012 ، أصدر روايته الثانية ( تراب الماس ) 2010، درس أيضا" التصوير السينمائي في المعهد العالي للسينما بالقاهرة ٬ و تخرج عام 2001 .السوري خالد خليفة : ولد عام 1964 في مدينة حلب ، روائي و  كاتب سيناريو و شاعر ، جذبت روايته ( في مديح الكراهية ) اهتمام وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم ، و ترجمت إلى اللغات ( الفرنسية , الإيطالية , الألمانية , النروجية , الإنكليزية , الإسبانية ) ، كما وصلت إلى اللائحة الطويلة لجائزة الإندبندنت للأدب الأجنبي عام 2013 ، فازت روايته مؤخرا" ( لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة ) بجائزة نجيب محفوظ .
و كان الإعلان عن القائمة القصيرة قد جرى خلال مؤتمر صحفي عُقد في مؤسسة عبد الحميد شومان بالعاصمة الأردنية عمّان ، في حضور لجنة التحكيم الخماسية  التي يرأسها الناقد والأكاديمي السعودي سعد البازعي .
وضمت لجنة التحكيم كلا من الناقد و الأكاديمي السعودي سعد البازعي رئيسا" ، مع عضوية كل من : عبدالله إبراهيم الناقد و الأكاديمي العراقي ، و محمد حقي صوتشين الأكاديمي التركي المتخصص في تدريس العربية و ترجمة أدبها إلى التركية، وأحمد الفيتوري الصحافي و الروائي و المسرحي الليبي ، و زهور كرّام الأكاديمية و الناقدة والروائية المغربية .
و قال رئيس لجنة التحكيم سعد البازعي ، زخرت القائمة الطويلة هذا العام بالأعمال الجديرة بالاختيار ، وكان من التحديات التي واجهتها هذه اللجنة اختيار أعمال قليلة من بين ذلك العدد الكبير من الأعمال الجيدة ، الأمر الذي يعكس ما حققته الرواية العربية في عام واحد ، حيث تنوعت في الروايات أساليب السرد و لغته على النحو الذي يكشف ما حققته الرواية العربية من ثراء فني .
و قبل اختيار اللائحة القصيرة في العاشر من الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان كانت اللائحة الطويلة  قد ضمت الأعمال الروائية التالية : ( في حضرة العنقاء و الخل الوفي ) للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ، و ( رماد الشرق : الذئب الذي نبت في البراري ) للجزائري واسيني الأعرج ، و ( غراميات شارع الأعشى ) للسعودية بدرية البشر ، و ( لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة ) للسوري خالد خليفة ، و ( منافي الرب ) للمصري أشرف الخمايسي ، و ( حامل الوردة الأرجوانية) للبناني أنطون الدويهي .
و كذلك ضمت اللائحة ( ليل على باب الحزين ) للعراقي عبدالخالق الركابي ، و ( 366 ) للسوداني أمير تاج السر ، و ( فرانكشتاين في بغداد ) للعراقي أحمد السعداوي ، و ( موسم صيد الزنجور ) للمغربي إسماعيل غزالي ، و ( طائر أزرق نادر يحلق معي ) للمغربي يوسف فاضل ، و ( طشاري ) للعراقية إنعام كجه جي ، و ( تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية ) للمغربي عبدالرحيم لحبيبي ، و ( الإسكندرية في غيمة ) للمصري إبراهيم عبدالمجيد ، و ( الفيل الأزرق ) للمصري أحمد مراد ، و ( شرفة الهاوية ) للفلسطيني إبراهيم نصر الله.
يُذكر أن جائزة البوكر العالمية للرواية العربية ترعاها أدبيا" مؤسسة البوكر في لندن ، وتدعمها ماليا هيئة أبو ظبي للسياحة و الثقافة ، و يحصل الفائز بها على 60 ألف دولار و ترجمة عمله للغة الإنكليزية ، كما تحصل الأعمال الستة في اللائحة القصيرة على جائزة مقدارها عشرة آلاف دولار ، و تُعتبر واحدة من أهم الجوائز العربية .
و سيعلن عن الفائز لجائزة هذا العام في نيسان /أبريل المقبل ، عشية افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram