أدلت جيل كيلي في شهادة، نشرتها في صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الواسعة الانتشار، تكشف فيها معاناتها الشخصية جراء عملية التجسس التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات الأمريكية على رسائلها ورسائل زوجها الإلكترونية، في وقت واحد مع تجسسها على دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا.
التجسس على السيدة كيلي انتهى باستقالة الجنرال ديفيد باتريوس مدير الوكالة سيئة الصيت والجنرال جون ألن قائد قوات التحالف في أفغانستان، على خلفية اكتشاف علاقة غرامية بين باتريوس وسيدة تدعى بولا برودويل.
في أدناه أهم ما جاء في شهادة السيدة كيلي:
إنها مناسبة لتذكير كئيب بالعواقب غير المقصودة والحقائق القاسية التي يمكن أن تنجم عن تحقيقات الحكومة، غير المقيدة، في الاتصالات الشخصية للأميركيين.
كشفت الأحداث الأخيرة أن الغزو الحكومي لخصوصية المواطنين سلوك شائع على نحو متزايد، وعلى الأمريكيين الأبرياء أن يقلقوا جداً جرّاء مراقبة واسعة النطاق ولا تعرف حدوداً.
بدأت محنة عائلتي عندما وقعنا، زوجي وأنا، ضحية مطاردات وتهديدات متعددة، من قبل جهة مجهولة، وخوفاً على أمننا الشخصي، وأمن شخصيات رسمية وردت أسماؤهم في تلك الرسائل، استشرنا قادة عسكريين في الأمر وسلمنا الرسائل إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
خولنا مكتب التحقيقات الفيدرالي لينظر في واحدة من الرسائل الإلكترونية التي وردتنا، أي إيميل واحد فقط، ما مكن مكتب التحقيقات من التعرف على مرسل الرسالة، لكن هذا المكتب تجاهل طلبنا وخان ثقتنا، من دون أي مسوّغ قانوني، عندما بدأ بالتجسس على جميع مراسلاتنا وحولنا أهدافاً شخصية لتحقيقاته بلا أي سبب، ومن دون أن يعلمنا بأنهم تمكنوا من اكتشاف مرسل التهديدات الذي هو بولا برودويل عشيقة السيد باترويوس!
لم أفهم، أبداً، لماذا استهدفتنا برودويل، أنا وعائلتي، علماً أنها لم تنل أي عقاب على جريمتها.
ومما زاد الطين بلة، إن مكتب التحقيقات سرب هوياتنا إلى وسائل الإعلام وشوه محتويات رسائلنا البريدية الإلكترونية غير مشروع ورمى بعائلتي في دوامة وسائل الإعلام المدمرة.
نتيجة لانتهاك خصوصيتنا وخيانة ثقتنا نصبوا كاميرا عند بابنا وأقاموا خيمة بمواجهة البيت لمراقبتنا واستجوابنا بشأن معلومات مضللة وكاذبة سربت إلى وسائل الإعلام من جهات حكومية لم تسمَّ باسمها وغير معروفة المصادر.
انتشرت، في الوقت نفسه، تكهنات طائشة و حركات الغمز واللمز حول علاقة غير لائقة بين امرأة ثانية والجنرال ألين في جميع وسائل الإعلام ، ما يمثل لا تمريغ سمعة بلدي وشرفه بالوحل، حسب، بل تسبب بمحنة كبيرة لعائلتي. وما يثير الاستغراب إن الحكومة لم تعتذر، حتى يومنا هذا جراء سلوكها الذي لا يمكن قبوله أو الدفاع عنه.
آمل أن تكون قصة عائلتي مثار بحث الأضرار ودراستها بعد ما سببه التجاوز غير القانوني لخصوصيتنا على يد الحكومة. ويبدو من تسريبات وكالة الأمن القومي أن الحكومة قد تكون شرعت بجمع كل شيء عن الجميع وفي كل مكان، بما في ذلك أقرب أصدقاء أميركا وحلفائها من الدول الأوروبية، مع، أو من دون، علم البيت الأبيض .
إن ما حدث يمكن وصفه بأنه كارثة انتهاك الخصوصية.
مع ما يواجه البلاد من أزمات راهنة، اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً واجتماعياً، فمن المفهوم أن العديد من الأميركيين يبدو غير مبالين باختراقات الحكومة غير اللائقة للخصوصية الفردية.
إذا حدث هذا لنا، فإنه يمكن أن يحدث لك.