ناشطون مدنيون في محافظة ذي قار، رصدوا قيام مرشحين من قوى واحزاب دينية،باعتماد المعادلة القديمة في ضمان التصويت لصالحهم بالتحرك على سكان القرى والأرياف في المحافظة الجنوبية والطلب من  الأهالي اداء القسم بالقرآن الكريم لضمان توفيراكثر من خمسة اصوات للمرشح الفلاني ومقابل ذلك ستتوفر لمن ادى القسم بحضور شهود  فرص التعيين في دوائر الدولة او المؤسسة الامنية .
 الناشطون المدنيون لديهم الكثير من الوثائق والشواهد والوقائع ، فضلا عن أسماء المرشحين اصحاب فكرة "القسم"وسجلوا مشاهداتهم بالصوت والصورة لغرض ارسالها الى مفوضية الانتخابات، وسط رغبة في ان تتخذ المفوضية ماتراه مناسبا بحق المرشحين المختصين بشراء الاصوات ،  وفي حال تجاهلت المفوضية الامر، فان الناشطين سينشرون وثائقهم ، في صفحات التواصل الاجتماعي ، لفضح  سلوك من يدعي امتلاكه قاعدة شعبية واسعة ، حصل عليها من خلال منح الناخبين وعود تحسين واقعهم  المعيشي ، وانقاذهم من الفقر بتعيين الابناء في دوائر الدولة ، بصفقة تتم في وضح النهار وبغطاء شرعي  غير خاضع للتنصل والمراوغة واللعب على الذقون .
 في زمن النظام الملكي كان شيوخ العشائر من الاقطاعيين يشغلون مقاعدهم في مجلس الاعيان عن طريق التعيين ، وغيرهم بواسطة الانتخاب ، ومنذ ذلك الوقت عرف العراق عمليات كثيرة تندرج ضمن  شراء الاصوات ، وتكفي خمسة دنانير لتحقيق اغلبية كاسحة  لمرشح  صوت له من حقق لقاءً تاريخياً مع الدينار يوم كان يتمتع بقدرة شرائية  تلبي نفقات حامله لمدة اسبوع او اقل، ونقل الراحل "خنجرهليل" ، وهو من سكنة  صرائف  الميزرة ، خلف السدة في بغداد ، لابنائه واحفاده قصة تسلمه خمسة دنانير من احد الافندية المرشحين ، والتي تضاعفت وأصبحت عشرة في يوم الاقتراع ، تقديرا لجهود هليل في حث رجال ونساء "الميزرة "على انتخاب "المرشح ابو الخمسة " .
 الراحل "خنجر هليل" ينحدر من اسرة سكنت في ريف ذي قار ، بقاياها مازال في القرية ، وقد يكون هذا الدافع الرئيس للمرشحين الحاليين للبحث عن احفاد ابن هليل ، فعسى ببركة جدهم  يجدد النائب عضويته في مجلس النواب المقبل ، ويشغل مقعده في البرلمان ليتفرغ للدفاع عن مصالح شعبه ، وتصحيح الاداء البرلماني بتمرير مشاريع قوانين ظلت معطلة لاربع سنوات ، نتيجة الخلاف السياسي ، وتباين مواقف ووجهات  نظر رؤساء الكتل النيابية.
 بحسب رصد الناشطين في ذي قار تبين ان المرشحين اصحاب فكرة اداء القسم  جندوا ابناء عشائرهم للتحرك على الناخبين ، وبعضهم سخَّر اعضاء حزبه لاداء المهمة ، وفضل المرشح الفلاني استقبال الجماهير في مكتبه الكائن وسط المحافظة ، فتحول المكان الى مضيف يقدم بانتظام وجبات الغداء ، و القهوة ، وبين لحظة واخرى يتقدم احدهم ويطلب من الحاضرين اداء القسم الجماعي وتجديد العهد لانتخاب  المرشح ، "أبو الخمسة" على حد تعبير الراحل خنجر هليل.