ما يتميز به الزمن الحالي هو الكم الهائل من المعلومات المتوافرة لدى الناس، والتي تتضمن المعلومات الحكومية، والسياسية، والاقتصادية وغيرها، إذ أنها لم تكن متوافرة للاستخدام في الماضي حسب ما ورد بالسي آن آن.
إلا أن ما يشغل بال المضطلعين في مجال الإنترنت والمعلوماتية هو شكل هذه المعلومات، وطريقة تقديمها، إذ أنها تبدو باهتة للغاية، ومملة للمستخدمين. يقول مانويل ليما، خبير التصميم التفاعلي: "أتاحت الحكومات، والمؤسسات، والجهات المختلفة مؤخرا الكثير من المعلومات أمام الناس، غير أن المشكلة في أننا نجمع الكثير من المعلومات دون أن نفهمها"، وبينما تم إطلاق الكثير من المواقع الإلكترونية التي تزخر بالمعلومات، مثل موقع data.gov، لا تزال بعض المؤسسات غير الربحية، كمؤسسة Sunlight، تطالب بتوفير المزيد من المعلومات للناس. وحالياً، تطلق بعض المدن الأمريكية، مثل سان فرانسيسكو، وواشنطن، ونيويورك، عدة مسابقات ومنافسات من أجل استخدام أفضل للمعلومات المتوافرة، كشركة "ستايمان" مثلا، التي عرفت بعمليات إخراج متميزة للمعلومات. ويتنوع عملاء "ستايمان" بين المؤسسات المصرفية، وشركات الهندسة المعمارية، وصانعي السيارات، ووكالات التصميم، والمتاحف، والجامعات.أحد مشروعات هذه الشركة تتمثل في خارطة لمدينة سان فرانسيسكو، تظهر فيها بؤر السرقة، والخطف، والقتل، وغيرها ملونة بألوان مختلفة، ليسهل على متصفحها قراءتها، وتقوم أقسام الشرطة في المدينة بتغذية الخارطة بالمعلومـــــات. وطريقة أخرى لتقديم المعلومات بصورة جذابة كانت تلك التي استخدمها نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور في فيلمه البيئي Inconvenient Truth، حيث صور نسبة ارتفاع مادة الكربون في الجو عن طريق رسوم بيانية تخطيطية. يذكر أن هذا النوع من المواقع يتضمن أيضا رابطا يمكن للمستخدم من خلاله العودة إلى الصفحة الأصلية للمعلومات في حال إذا لم ترق له فكرة "التقديم الفريدة".
وفرة المعلومات تضعف القدرة على فهمها
نشر في: 17 نوفمبر, 2009: 04:10 م