صدرت مؤخراً المذكرات السياسية لـ دانييل سعيد، ترجمها ديفيد فيرنباخ وكتب مقدمتها طارق علي.ولد بن سعيد في آذار 1964، وتوفي في كانون الثاني 2010، كان فيلسوفاً وقائداً بارزاً في الحركة التروتسكية الفرنسية، اصبح قائداً بارزاً في الثورة الطلابية لعام 196
صدرت مؤخراً المذكرات السياسية لـ دانييل سعيد، ترجمها ديفيد فيرنباخ وكتب مقدمتها طارق علي.
ولد بن سعيد في آذار 1964، وتوفي في كانون الثاني 2010، كان فيلسوفاً وقائداً بارزاً في الحركة التروتسكية الفرنسية، اصبح قائداً بارزاً في الثورة الطلابية لعام 1968، عندما كان يدرس في جامعة باريس.
ولد بن سعيد في تولوز، وكان والده من اليهود الجزائريين، وفي شباط 1962، وإثر المذبحة التي ارتكبها شارون ضد الجزائريين في فرنسا، انضم بن سعيد الى الطلاب الشيوعيين، وبناء على تشدد الحزب، اصبح جزءً من اليسار المعارض، وجزءً من المثقفين الذين تم طردهم من الحزب عام 1966.
وفي عام 1966 بدأ بن سعيد يدرس في الايكول، وهناك اشترك في تأسيس الرابطة الشيوعية الثورية، مع دانيال كوهنو بينديت وساهم في تأسيس "حركة 22 آذار" وانضم الى تظاهرات ايار 1966، في فرنسا.
واصبح بن سعيد، المنظر للحركة والسكرتير للأممية الرابعة، وأستاذا للفلسفة في جامعة باريس، وكان ايضاً زميلاً للمعهد العالمي للبحوث والتعليم.. وعقب وفاته وصفه طارق علي، بـ"القائد الفرنسي الماركسي المثقف، وكان يظهر غالباً في ندوات النقاش. ويكتب المقالات في اللوموند وليبراسيون، وكان معروفاً بدراسته عن وولتر بنجامين وكارل ماركس.
وكان بن سعيد واحداً من أولئك الذين لا يرتكبون إزاء الحديث عن ماضيهم اليساري، على العكس من أعداد لا تحصى من ثوار (ايار 1968) الذين انضموا بعدئذ الى الرأسماليين.
ومذكرات بن سعيد "الجزائري-اليهودي" خصصت جزءاً منها لسرد حياته الخاصة وجزء اخر من نشاطه في الأبحاث والسياسة.
انها قصة صبي من الطبقة العاملة، شارك حزبه مرتين في انتخابات الرئاسة الفرنسية، واصبح قائداً للأممية الرابعة-المنظمة العالمية لانصار ثروتسكي.
كان بن سعيد واحداً من قلة المتمردين في عام 1968، الذين ينتمون حقاً الى الطبقة العاملة، ووالده "اليهودي-الجزائري" ن ترك الدراسة وهو من سن السابعة مارس الملاكمة، وانتهى أخيراً ليصبح صاحب بار.
اما والدته فكانت صانعة قبعات نسائية، وحصلت على عمل في الجزائر، وتزوجت الرجل الذي نصحها الجميع بعدم الزواج منه وسنوات النشوء الأولى مضت بالعيش مع والديه، خارج تولوز، وكانت تلك المنطقة تعج بالإسبان والبرتغاليين والعمال الإيطاليين، وهناك حضر دانييل الصغير اجتماعات الخلية المحلية للشيوعيين، وبعد ذلك بدأ بتشكيل حركة شيوعية بدوره.
وعن أعوام شبابه الأولى، يتحدث قليلاً، وكذلك عن حركة 68 الثورية الطلابية مسيرة الى مصنع للسيارات، اجتماعات في السوربون وإصدار نشرة أخبار يومية، ويتذكر بن سعيد، ان الروائية مارغريت دورا، وضعته تحت حمايتها، وعندما كان يجمع التبرعات المالية لصحيفة حزبه-كان يستلم مبالغ جيدة من الممثل المعروف إيف مونتان وكذل شيكاً من جان بول سارتر.
عن: الاوبزرفر