يثير فيلم جديد عن "نوح" نقاشاً ما بين المسيحيين واليهود وآخرون قدموا فيلماً سابقاً عن هذه الشخصية، قائلين ان الفيلم الجديد قد تجاهل الإنجيل. ومخرج الفيلم وهو دارين آرونوفسكي، الذي يقول انه أراد تقديم فيلم عن نوح وسفينته، منذ ان كان طفلاً، والفيلم ال
يثير فيلم جديد عن "نوح" نقاشاً ما بين المسيحيين واليهود وآخرون قدموا فيلماً سابقاً عن هذه الشخصية، قائلين ان الفيلم الجديد قد تجاهل الإنجيل.
ومخرج الفيلم وهو دارين آرونوفسكي، الذي يقول انه أراد تقديم فيلم عن نوح وسفينته، منذ ان كان طفلاً، والفيلم الجديد كلف ميزانية كلفت 155 مليون دولار، وهو اقرب الى ملحمة من أفلام المغامرات، عن رجل يقاتل أعدائه وهو يتهيأ لمواجهة خطر دمار شامل، وهو بذلك يبتعد عن قصة الإنجيل: واعظ للحق ويدعو العالم الى التوبة عن المعاصي. ويؤدي دور "نوح" في الفيلم راسل كرو الشهير بدوره في "المصارع" و"عقل جميل" و"روبن هود"، اما أنطوني هوبيكنز الذي أدى بطولة فيلم "صمت الحملان"، "هانيبال" و"اسطورة الخريف" فيؤدي دور الجد ميثو صالح، الذي يقم النصائح لنوح.
ويقول ميثو صالح، "ان الإنسان قد افسد هذا العالم وملأه عنفاً وهو بذلك يستحق الفناء"، ويستمع اليه نوح متذكراً انه قد رأى حلماً "بالموت غرقاً".
وما ان يبدأ نوح ببناء سفينته حتى يتحول الى عدو لزوج شقيقته طوبال كين ويطلب من كين بناء سفينة خاصة به والا فانه سيموت.
ويؤكد طوبال-كين، "انت لا تعرف ملكك هناك من خلفي وانت تقف وحيداً وتتحداني". ويجيبه نوح: "لست وحيداً".
وطوبال- كين، الذي كان جمع جيشاً ضد نوح، يهجم على السفينة، في الوقت الذي بدأ المطر بالتساقط، ويأمر اتباعه "سيطروا على السفينة".
وهناك عدد من مشاهد القتال في الفيلم، وفي الفيلم نشاهد ايضاً ما يسموّن بالحراس اليقظون، "الذين جاؤوا من الجنة لمساعدة الإنسانية الساقطة، وذلك بتقديمهم له انواعاً من المعرفة من السحر الى العلوم الى النجوم والمعادن والنار.
وكانت تقارير سابقة عن الفيلم قد أعربت عن عدم موافقتها على تقديم "نوح" متهماً بموضوعات حول البيئة، كما وصف نوع كانسان يعاني من تعذيب نفسه، لأنه بقى على الحياة اثر الفيضان بينما مات الآخرون، وقد يتم التخلص من تلك المشاهد، وقال الذين شاهدوا الفيلم، انه يبهر من الناحية الإنتاجية، بينما اعرب آخرون عن خيبتهم لعدم اعتماده على النص الإنجيلي.
وتتضارب الآراء بصدد الفيلم، ويهاجمه البعض حتى قبل ان يتم عرضه، لأنه لم يعتمد على الإنجيل أساسا، وهذا الأمر قد يثير فيما بعد نقاشاً حامياً في الأوساط الدينية.
كيف تطورت فكرة الفيلم
ناقش دارين آرونوفسكي للمرة الأولى "قصة نوح" في حواره مع صحيفة "الغارديان" قائلاً: ان شخصية نوح قد سحرته منذ ان كان في الثالثة عشرة من عمره، وقال ايضاً انه تخيل نوح "شخص بلون داكن وشخصية صعبة معقدة، والذي عبر عن "ذنب البقاء حياً" اثر الفيضان وكان آرونوفسكي يعمل آنذاك في قراءة المسودات الأولى من السيناريو لفيلم "نوح"، وفي الوقت الذي كان يبدأ محاولاته الاولى في فيلم "البحيرة" والتي تركها بعد انسحاب براد بيت من المشروع.
اما آري هاندل- مساعد آرونوف سكي في "البحيرة"، "المصارع" و"البجعة السوداء"، فقد ساعد آرونوفسكي في كتابة السيناريو، وقبل ان يجد مموّل لـ"نوح"، تعاونا مع فنان كندي، "نيكو هينركون"، استخدم السيناريو لإعداد رواية "غرافيك" عنه –"أي بالصور"، وقد صدر الجزء الأول من الرواية باللغة الفرنسية في اواخر عام 2011، تحت عنوان "نوح": لقسوة الرجال"، وبعد الرواية، وقع آرونوفسكي عقداً مع "بارامونت" و"ثيوريجينسي" لتحويل القصة الى فيلم سينمائي، بميزانية 130 مليون دولار، ويتولى السيناريو جون لوغان.
وكان المخرج قد اقترح اولاً لدور نوح، الممثل كريستيان بيل ومايكل فاسبيندر، ولكنه ترك الاثنين، اذ ان كريستيان ذهب لتأدية دور "موسى" في فيلم، رايدلي سكوت بعنوان "الخروج"، وتم ترشيح "جوليان مور" لدور نعمة، زوجة نوح كما تم اختيار راي وينستون لدور "طوبال كير" الذي يعادي نوح.
التصوير: بدأ تصوير الفيلم في تموز عام 2012 في أماكن بجنوب آيسلندا، وفي نيويورك، وفي تشرين الاول عام 2012 بدأت عاصفة ساندي.
وعن كثرة المؤثرات البصرية، قال آرونفسكي انه وفريقه كان عليهما خلق مملكة كاملة للحيوانات ولم يتم استخدام حيوانات حقيقية، بل نسخاً عنها، ومع استخدام الضوء الصناعي وقد تم استخدام اعقد الأجهزة في تاريخ الشركة المنتجة.
وتحدث ايضاً عن الفيلم المنتج سكوب فرانكلين قائلاً: "ان "نوح" يحتل جزءً صغيراً جداً من الإنجيل، ومع إضافتنا بعض الأمور البسيطة التي لابد منها، فإننا بقينا أمناء مع القصة الحقيقية، ولم ننحرف عن الإنجيل.
وسيتم توزيع الفيلم من قبل الشركة المنتجة، "بارامونت" في 28 آذار 2014.
عن: الغارديان