شاءت الصدفة ألاّ تشتغل عندي محطة فضائية سوى "العربية الحدث" أثناء نقل خطاب السيد مقتدى الصدر الأخير. لا بأس، فهي من القنوات التي استمع لأخبارها بسبب كثرة مراسليها وانتشارهم في كل مكان تقريبا. خصصت القناة أكثر من ساعة لتحليل الخطاب بعد نقله بالكامل. حيرتني القناة بالطريقة التي انتقت بها ضيوفها ليحللوا معطيات الخطاب. لم يكن بينهم واحد من التيار الصدري، طبيعي ربما فضل منتسبو التيار ألاّ ينبسون ببنت شفة.
ثاني ضيف كان النائب محمود عثمان. تفرغت للاستماع له تماما لأنه من النوع الذي يتكلم بصراحة ومفردات اللف والدوران غائبة عن قاموسه. فاجأنا بأنه كان منشغلا ولم يتسن له سماع الخطاب عدا الفقرة الأخيرة منه. أظنها من بديهيات اختيار الضيوف ان تسأله ان كان مطلعا على الحدث الذي ستسأله عنه. مع ان الرجل اعتذر لكن المذيعة "لزكت".
المهم، جاؤوا بالنائب على الشلاه وتعالوا واسمعوا بأذنكم "عزة الشامتة"، الجبد يبط اللي والكلام يقولون كما. ..حينما سئل عن الذي يقصده السيد مقتدى ويحمله سبب التدهور الأمني والاقتصادي بالعراق، أجاب، انه يقصد وزراءه. وعن الدكتاتور الحاكم؟ قال ان السيد انتفض على نفسه. يعني يقصد نفسه. لا هاي ينرادلها موبايل أبو 14 مليون حتى تنفهم.
لم تكتف القناة باستضافته مرة بل مرتين. في الثانية تناطح راس براس مع عزة الشابندر. الشلاه أتهم السيد بانه لم ينتقد الإرهاب واكتفى بنقد الحكومة. طبعا لا المذيعة ولا الشابندر قال له لكن السيد خمطهم اثنينهم إذ قال بالنص "فتبا لقانون ينتهك الأعراض والدماء .. وليسقط ذلك الدين الذي يعطي الحق بحز الرقاب وتفخيخ الآخرين".  الشابندر، وللأمانة، لم تفته "فيكة" أبي الحسن ذي الأربعة ملايين، واستنكر اتهام الصدر بمساندة "داعش". رد الشلاه بذكاء مفرط: لكن السيد ذكر مسألة قصف المدن. ثم تساءل ما معنى ان يتطرق لقصف المدن؟
أيها القوم ديروا بالكم ان تعترضوا على قصف المدن، والا فأنتم في الشرع "الشلاهي" إرهابيون، وانا لله وانا اليه راجعون.
الزبدة التي خرجت بها من حديث أخونا اني الآن فقط، ومن خلال حديثه، عرفت لماذا وكيف يضم المالكي بعضا من البعثيين الى بطانته. شلون؟ هاي خلّوها لباجر.