TOP

جريدة المدى > عام > "فتاة المصنع" لمحمد خان.. أنشودة سينمائية تنتصر للحبّ والحياة

"فتاة المصنع" لمحمد خان.. أنشودة سينمائية تنتصر للحبّ والحياة

نشر في: 19 فبراير, 2014: 09:01 م

يعيد فيلم "فتاة المصنع" المخرج  السينمائي العربي الكبير محمد خان إلى الشاشة الفضية بعد غياب يقارب سبع سنوات، منذ آخر أفلامه "في شقة مصر الجديدة" لغادة عادل وخالد أبو النجا. والفيلم يتطرق إلى قصة حب تغتاله الفوارق الاجتماعية، ومثلما في تجاربه الس

يعيد فيلم "فتاة المصنع" المخرج  السينمائي العربي الكبير محمد خان إلى الشاشة الفضية بعد غياب يقارب سبع سنوات، منذ آخر أفلامه "في شقة مصر الجديدة" لغادة عادل وخالد أبو النجا. والفيلم يتطرق إلى قصة حب تغتاله الفوارق الاجتماعية، ومثلما في تجاربه السينمائية السابقة، يتسلل أبو الواقعية السينمائية الجديدة إلى عالم النساء في مجتمع أبوي، دون أن يرفع لافتات النضال النسوي، العقيم، متخشب المفردات، ولا يبتعد محمد خان كثيرا عن عمله السينمائي السابق "في شقة مصر الجديدة".
يتناول الفيلم قصة "هيام"،  التي جسدت دورها الممثلة الشابة ياسمين رئيس، الفتاة الفقيرة، التي تعيش في حي تطارده  لعنة جنية، رفض حبها رجل صعيدي، فدعت عليه بأن يكون كل نسله بنات، وفاض الحي بالإناث. تعمل "هيام" بأحد مصانع الملابس، وتغرم بالمهندس صلاح، المشرف الجديد على المصنع (هاني عادل)، غير مبالية بتحذيرات زميلاتها في المصنع.
وتقدم لنا كاميرا محمد خان الحب في براءة، كنوع من الحنين إلى الزمن الجميل، في واقع اجتماعي متفسخ ممسوخ، مشوه العلاقات، فيستعيد أغاني سعاد حسني - التي أهدى خان إليها الفيلم- كنوع من التصعيد، هروبا من قسوة اليومي إلى الزمن الجميل.. زمن السندريللا، مستعينا بحوار مسجل معها، غنت فيه بلا موسيقى، وكأنما يعلق بحديثها على ما يحدث.
تدفع "هيام" ثمن هذا الحب اجتماعيا، وتعامل كآثمة.. حيث هددها أخوالها بالقتل. عذبت من طرف عماتها وجدتها، التي ادعت المرض فذهبت لزيارتها مع عماتها، وحلقت الجدة شعرها الطويل، بعد أن ضغطت بقدمها على وجهها. وتتحمل "هيام" كل هذه الآلام في سبيل الحب،  ظلت صامتة، صابرة، تنتظر صلاح أن ينقذها.. لكنه خذلها، ووبخها واتهمها بأن هناك من غرّر بها، وتريد  تلفيق التهمة له.
يتدخل زوج الأم وإخوته، فيعتدون على صلاح بالضرب، ويجبرونه على إصلاح خطئه. تسقط من الشرفة، وينقذها من الهلاك، حبل غسيل الجيران، وتصاب بكسور، وتلازم الفراش في المستشفى، حيث سيخبر الطبيب الجميع بأنها عذراء..
وفي المشهد الأخير، مشهد حفل الزواج، نفاجأ بــ"هيام" ترقص في حفل زواج حبيبها وفاءً بنذرها القديم، ترقص مثلما رقصت سعاد حسني في فيلم "خلي بالك من زوزو". تعلن تحررها،  وتعبر عن انتصارها على مجتمع ذكوري، بالي الأعراف، وتنتزع براءتها المغتالة.
"فتاة المصنع" أنشودة سينمائية تنتصر للحق في الحب وفي الحياة، وتبرهن على أن الشباب لا يقاس بالأعمار، فمحمد خان الذي تجاوز السبعين من عمره، يتحفنا، كما عودنا، برائعة أخرى من روائعه الإبداعية،  التي لا تخلو من ذلك السحر الخفي، الذي يستحوذ علينا، كلما شاهدنا أفلامه أو أفلام صديقه الراحل عاطف الطيب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram