ربما هي من المرات القليلة التي تتطابق فيها حسابات الحقل مع حسابات البيدر في الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار .. فالأفلام التي أجمع عليها النقاد في كل مكان ، والتي عرضت في عدد من المهرجانات السينمائية المهمة وآخرها مهرجان دبي ، هي التي تصدرت مشهد الترشيح للتظاهرة السينمائية الأمريكية الأهم، وخاصة مع أفلام مثل : "كابتن فيليبس» و«الجاذبية» أو "غرافيتي" و«12 عاماً من العبودية» و«فيلومينا» و«نيبراسكا» و«ذئب وول ستريت".
وبهذا ستكون دورة هذا العام من الأوسكار هي الأصعب في المنافسة ، والتكهن بالنتيجة النهائية التي تقرر من سيصعد إلى منصة مسرح كوداك ليقطف ثمار إبداعه ، والسبب أن الأفلام المتنافسة تتوفر على صنعة سينمائية متقدمة وأفكار مبتكرة خضعت لمعالجة سينمائية حاذقة.
وأيّاً كان الهامش الذي سيتحرك في أجوائه محكمي الأكاديمية ، وتجد فيه النوايا المبيتة فرصتها ، وأن تفرض السياسة حضورها المعتاد في الاختيارات النهائية ، فإن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى ان جميع الأفلام المتنافسة تتمتع بأهمية استثنائية وكبيرة لاتدع مجالا للشك في أفضليتها حتى لو لم يتم اختيارها للاعتبارات الآنفة الذكر.
فإذا كان فيلم «12 عاماً من العبودية» قد استأثر بنصيب وافر من الأقاويل من كونه يغمز من جانب لون بشرة الرئيس أوباما أو انه سيثأر لفيلم لنكولن الذي لم ينل ما يستحقه العام الماضي ، فإن هذا لاشك لا يلغي القيمة الفنية والفكرية لهذا الفيلم ،وبالتالي أحقيته بالظفر بالجائزة الأهم. ومع فيلمي "ذئب وول ستريت" و"الاحتيال الأمريكي" اضافة الى رائعة وودي ألن "الياسمين الأزرق" وهي الأفلام التي شكلت بموضوعاتها ومستوى معالجاتها هذا الموسم حدثا سينمائيا لافتا جعلها تدخل المنافسة بعدّة قوية من المهارة والصنعة التي تقترب من الكمال. على الرغم من ان موضوع المال وعالمه الملغم بالاحتيال والصفقات المشبوهة وأيضا بالخيانة والخداع كانت على مدى عمر السينما موضوعا مفضلا للعديد من الأفلام.. لكنها مع هذه الأفلام مستفيدة من التطور المضطرد في الصناعة الفيلمية قدمت بمعالجة جيدة.
ينفرد فيلم ذئب وول ستريت من بين هذه الأفلام الثلاث في كونه ثمرة لمهارة مخرج تحسب له السينما ألف حساب، مارتن سكورسيزي الذي يعد كل جديد له حدثا سينمائيا بحد ذاته، وثانيا من كونه ينطوي على حدث واقعي يتعلق بالسيرة الذاتية لأحد أباطرة المال في وول ستريت "جوردان بيلفورت" ، الأهم أيضا أن الفيلم هذا سيقدم بمهارة غول الأداء والماكنة التي لا تهدأ في مهاراته ،أعني دانيال دي كابيريو الذي قدم حتى هذه اللحظة أدوارا جعلته بين الصفوة من عمالقة الأداء السينمائي على مدى تاريخ السينما الأمريكية .. وربما ستكون دورة هذا العام للأوسكار فاصلة في مسيرة هذا الممثل وهو الذي يحفظ للجائزة محاولاته المضنية السابقة في كسب ودها.. وفي حال كانت أوسكار الممثل الأفضل من نصيبه أو لم تكن فإن ذلك بلاشك سيكون الحدث الأبرز في أوسكار هذا العام. خاصة مع الأداء المذهل الذي قدمه في هذا الفيلم.
ويبقى الملمح الأهم بدورة هذا العام، هو بالتواجد العربي في هذا المحفل السينمائي السنوي، وشكّل هذا الحضور بثقله هذا سابقة بتاريخ هذه الجائزة حيث سيحضر الفيلم الفلسطيني (عمر) للمخرج هاني أبو سعد في مسابقة الفيلم الأجنبي التي تضم 5 أفلام ترشحت عن 76 فيلما، فيما سيخوض الفيلم الوثائقي الطويل (الميدان) وهو من إخراج المصرية الأصل الإمريكية الإقامة جيهان نجيم المنافسة في خانة الأفلام الوثائقية ، التمثيل الثالث سيكون في فئة الأفلام التسجيلية القصيرة من خلال فيلم (ليس للكرامة جدران) للمخرجة اليمنية سارة إسحاق، وعلى الرغم من أن هذه الجائزة تمنح للبلد وليس للأفراد، فإن جنسية جيهان الأميركية وجنسية سارة الإسكتلندية، لا تمنع من الحديث عن مشاركة تنطوي على همّ عربي عالجته هذه الأفلام.
الأوسكار ..المنافسة الأقوى
[post-views]
نشر في: 19 فبراير, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...