TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > من هي جماعة أنصار بيت المقدس التي تريد ان تعصف بمصر؟

من هي جماعة أنصار بيت المقدس التي تريد ان تعصف بمصر؟

نشر في: 19 فبراير, 2014: 09:01 م

من شبه جزيرة سيناء بمصر.. يلوح خطر نابع من جماعة إسلامية متشددة لا يعرف عنها الكثير دون أي علامة على أن الحكومة المدعومة من الجيش وضعت خطة فعالة لاحتوائه.نفذت جماعة أنصار بيت المقدس اغتيالات وتفجيرات انتحارية وهجمات بالأسلحة النارية مما وضعها على خري

من شبه جزيرة سيناء بمصر.. يلوح خطر نابع من جماعة إسلامية متشددة لا يعرف عنها الكثير دون أي علامة على أن الحكومة المدعومة من الجيش وضعت خطة فعالة لاحتوائه.
نفذت جماعة أنصار بيت المقدس اغتيالات وتفجيرات انتحارية وهجمات بالأسلحة النارية مما وضعها على خريطة الجماعات الجهادية في العالم. وامتدت حملتها الدامية إلى أماكن متفرقة من مصر مما أثار انزعاجا في الغرب الذي يعتبر مصر شريكا استراتيجيا.
صعدت الجماعة هجماتها على رجال الشرطة والجيش منذ أعلن قائد القوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو تموز الماضي. وسقط مئات القتلى.
ولا تملك أنصار بيت المقدس القوة التي تؤهلها لإنزال الهزيمة بالجيش المصري.. أكبر جيوش العالم العربي لكنها بالقطع تدرك أهمية الحرب الإعلامية إذ كشفت عن استراتيجية جديدة تستهدف الأجانب مما يوجه ضربة موجعة للسياحة التي تعد شريان حياة للاقتصاد المتعثر.
وجاء في تقرير أعده معهد ستراتفور العالمي للاستخبارات "سرعان ما أصبحت أنصار بيت المقدس واحدة من أنشط الجماعات الجهادية في العالم وهناك مؤشرات قوية على أنها جماعة تابعة للقاعدة."
أعلنت أنصار بيت المقدس أنها وراء هجوم انتحاري أسفر عن مقتل اثنين من رعايا كوريا الجنوبية ومصري قرب مدينة طابا يوم الأحد الماضي.
ومن المرجح أن يثني الهجوم السياح الأجانب عن زيارة المنتجعات والمواقع الأثرية التي كانت تدر على مصر يوما دخلا بالعملة الصعبة لا سيما وأن قدومهم تراجع بالفعل من بعد الاضطرابات السياسية التي أعقبت عزل مرسي.
وفي تسجيل مصور أذيع على موقع يوتيوب في ديسمبر كانون الأول قالت الجماعة إنها تحولت من شن هجمات صاروخية على إسرائيل وتفجير خطوط أنابيب الغاز إلى حملة دامية تستهدف قوات الأمن ومسؤولي المخابرات في مصر.
وحذرت الجماعة السائحين يوم الاثنين من البقاء في مصر في تحول تكتيكي فيما يبدو من شأنه أن يضرب الحكومة في قطاع موجع.. ألا وهو الاقتصاد.
والمخاطر عالية
- معركة طويلة بين الدولة والمتشددين
مصر قلب العالم العربي.. وتربطها معاهدة سلام مع إسرائيل وتخترق قناة السويس -ذلك الممر المائي الاستراتيجي- أرضها وأي تصعيد للأمور قد يؤثر على بقية المنطقة التي تهتز بالفعل جراء الصراع الدائر في سوريا.
واكتسبت قوات الأمن المصرية خبرة ترجع لمواجهة المتشددين على مدى عقود بعد أن اغتال جنود لهم توجه إسلامي الرئيس أنور السادات عام 1981 لأسباب أبرزها معاهدة السلام التي وقعها مع إسرائيل. واستغرق القضاء على تمرد المتشددين الإسلاميين سنوات من الرئيس السابق حسني مبارك في التسعينات وهو ما اثر بقوة على قطاع السياحة.
والصورة أكثر تعقيدا هذه المرة لأن الاضطرابات السياسية تفتح فرصا يمكن أن يستغلها المتشددون.
واستغلت أنصار بيت المقدس الفراغ الأمني الذي حدث بعد الإطاحة بمبارك عام 2011.
ورسخت الجماعة وضعها في شبه جزيرة سيناء وأقامت علاقات مع المهربين ومع البدو الذين يشكون منذ فترة طويلة من تهميش الحكومة لهم. كما استغلت الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي والحكومة التي نصبها الجيش.
فقوات الأمن منشغلة بحملة على الإخوان قتل فيها مئات بالشوارع واعتقل آلاف وسجن فيها قياديون بارزون.
وصرف هذا تركيز وزارة الداخلية عن الخطر المحدق في سيناء التي تقع على مساحة 61 ألف كيلومتر مربع بين إسرائيل وقطاع غزة وقناة السويس.
وقال كمران بخاري مؤلف كتاب "الإسلام السياسي في عصر الديمقراطية" ونائب رئيس مؤسسة ستراتفور للشرق الأوسط "لديهم المساحة والوقت اللذان يتيحان لهم تطوير أنفسهم في فترة ما بعد الربيع العربي المضطربة."
وبينما دفع الإخوان المسلمون للعمل السري انصب تركيز الحكومة عليها وعلى القضاء على الاحتجاجات ومقاضاة مرسي وقياديي الجماعة الآخرين.
وقال الجيش إن النصر على جماعة أنصار بيت المقدس وشيك .. لكن الجماعة تزيد من قائمة النقاط المستهدفة.
فإلى جانب كل أفراد الأمن الذين قتلتهم.. أعلنت أيضا المسؤولية عن اغتيال عدد من المسؤولين الأمنيين الكبار وقالت إنها وراء هجوم انتحاري نجا منه وزير الداخلية بالقاهرة.
وشددت إجراءات الأمن وبدأ الجيش حملة منذ شهور في سيناء ومع هذا لم تتوقف الهجمات.
ورغم أن الحكومة تؤكد أن الحملة العسكرية ستقضي على المشكلة يبدي المسؤولون الأمنيون قدرا أكبر من الحرص في أحاديثهم الخاصة.
وقال أحدهم "المسألة ستستغرق وقتا. لا يمكن أن نعرف أبدا إن كان شخص سيفجر نفسه. من الصعب منع الهجمات الانتحارية."
- ضغوط من أجل التحرك
ولا يوجد متسع من الوقت أمام الحكومة التي تحرص على نجاح خارطة المستقبل السياسية التي أعلنها السيسي بعد عزل مرسي.
فكثيرون يتوقعون أن يعلن السيسي ترشحه للرئاسة قريبا وأن يفوز فيها فوزا ساحقا. ومن المقرر إجراء الانتخابات في بضعة شهور.
وتريد الحكومة أن تسير العملية الانتخابية بسلاسة دون هجمات أخرى يمكن أن تهز الثقة في الأجهزة الأمنية.
ويرى مؤيدو السيسي فيه شخصا أقوى من الهزيمة .. لكن هذه الرؤية قد تتبدد إذا استمرت أنصار بيت المقدس في تحدي الجيش.
وبدأ بعض الليبراليين الذين أيدوا عزل مرسي في التشكك في الأساليب الصارمة التي تنتهجها قوات الجيش والأمن. وسجن بعضهم.
وقال أنتوني سكينر مدير منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة مابلكروفت لتحليل المخاطر السياسية "الهدف من هجوم طابا وتحذير أنصار بيت المقدس السائحين من البقاء في البلاد هو إشاعة الإحباط من انتعاش الاقتصاد ومن ثم إثارة قدر أكبر من المعارضة الشعبية للمؤسسة العسكرية."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القضاء يأمر بالقبض على نور زهير ويمهل الكفلاء 13 يوماً لجلبه

بسبب تعطيل مجلس نينوى.. نائب رئيسه يعلن استعداده للاستقالة!

الأنواء الجوية: انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

عالمياً.. النفط يعود للانخفاض بعد 3 جلسات من الارتفاع

السوداني يبدأ زيارة رسمية إلى مصر وتونس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

مقالات ذات صلة

تقرير أممي: الجوع يفتك بـ17 مليون يمني

تقرير أممي: الجوع يفتك بـ17 مليون يمني

متابعة / المدى رسم تقرير أممي حديث صورة قاتمة لحالة الأمن الغذائي في اليمن، بعد أن أحصى 17 مليونا ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي، في ظل التدهور الاقتصادي، وانعدام فرص الدخل ونقص التمويل. وأفاد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram