طاشت سهام كل من كتب موجها خطابه لمن يعنيهم الأمر لتدارك السوء قبل ان يستفحل ، فلم تصب شفاعاتهم هدفا ، ولا أيقظت صرخاتهم ضميرا استعذب غفوة، ولا أسمعت استغاثاتهم من به صمم . صار يطلق عليه ( صمم السلطة ).
لا غرابة من توجيه خطاب اليوم لمن لا يهمهم ولا يعنيهم الأمر ، ودعوتهم للنهوض والتصدي لممارسة الخراب الذي قضى على الأخضر ، وهو في سبيله للقضاء على اليابس ، ومناشدة من ظل به رمق من حمية او نخوة ان يبادر ويرفع عريضة تظلم تتضمن احتجاجا وتنديدا ورفضا للقرار الغريب الذي ورد في أكثر من موقع إعلامي حول عزم السلطة استقدام عشرة آلاف عامل فلبيني للعمل في العراق .
المصيبة ، بل الفضيحة أننا لا نستقدم ذوي الاختصاصات العالية ، ولا أهل الخبرات المتراكمة للاستئناس بآرائهم والتعلم واكتساب الخبرات أثناء العمل معهم ، نحن لا نستقدم أساتذة لترقيع الشق الفاضح في عدد المعلمين المؤهلين ، ولا نستعين بخبرات الجهابذة في إصلاح الجسور والأرصفة المتصدعة ، ولا نفكر باستقدام فنيين مهرة لتسليك شبكات مجاري المياه الثقيلة التي غدت ضيفا ثقيلا يدخل البيوت من غير استئذان،
لماذا نستورد عمالة غير مؤهلة وفي العراق الملايين من العاطلين ٫ حد الحاجة لدينار ورغيف لسد الرمق.
هل القرار باستقدام هذا العدد من العمال لتوطيد العلاقات الأخوية بين العراق والفلبين ؟ هل العراق بحاجة لسد النقص في الأيدي العاملة وفي عموم البلد الملايين من خيرة أبنائه عاطلين ؟
أ يدري أرباب السلطة - أم لا يدرون إن طرق العيش الكريم موصدة أبوابها أمام المواطن المستقل الذي لا عاصم له من الغرق غير عراقيته التي لم تعد تحميه من خوف ولا تقيه من جوع ؟
بلى : للعراق خصوصياته وتفرده ٬لسنا كدول الخليج - مثلا - كثافة سكانية ضئيلة — ليس انتقاصا من كينونتهم — وثروات هائلة تتيح لهم حرية استقدام عمالة كثيفة لإدارة دفة الأعمال التشغيلية والخدمية .بلى للعراق تفرده : بكثافة سكانه ٫ بخصوبة تربته ٫ بالثروات الكامنة في أرضه ، في عقله و جبلة الإنسان فوق أديمه ، صمود العراقي بوجه الويلات التي مرت به تحسب له لا عليه . والتي خلفت فيه ما خلفت من يتم وترمل وعوق ،،و،،،و..
ما الحل ؟ البحث عن حكماء نزيهين يمحضون النصيحة لأهل السلطة، لتدارك أهوال الأمور قبل وقوعها ، ومن بينها السبل الكفيلة لتشغيل العراقيين العاطلين عن العمل قبل التفكير باستقدام عمالة من ….من .. من الفلبين.
إلى من لا يهمهم الأمر.
[post-views]
نشر في: 19 فبراير, 2014: 09:01 م