إياد الصالحي (اسود الرافدين يعودون الى الاضواء من جديد في بطولة الامارات الدولية).. تعليق بسيط ردده معلق قناة ابو ظبي الرياضية الاماراتية الزميل احمد الحوسني في قمة تعاطفه العقلاني وانحيازه الوجداني مع العراق عندما دخل صدى صرخته ( كووول....)
اعماق عراقي انتشى بالهدف (الصاروخ) لباسم عباس في شباك اذربيجان مدمراً آمال مدربه الداهية العجوز الالماني بيتر فوغتس الذي تابع المباراة بعين القلق وهو يقلب افكاره في روزنامة صمته! نعم عاد اسودنا الى الاضواء الدولية بعد ان عشنا معهم سبات الحزن واليأس طوال الاشهر الماضية لضمورهيبة المنتخب بين النتائج المذلة التي سجلها في تصفيات كاس العالم ودورة الخليج التاسعة عشرة ، لكن التفاؤل دبّ في اوصالنا مذ رأينا عهود اللاعبين في عيونهم بانهم عازمون على التصحيح واستعادة اطراف المجد ومداواة الجروح في اللقاءات الدولية المقبلة لاسيما ان ثقة الجماهير ما زالت قوية بامكانية معظم صنّاع انجاز كأس آسيا 2007 استخراج شهادة الصلاح لرفقة المنتخب في الدفاع عن لقبه عندما تأذن الدوحة بعد عامين لاطلاق شرارة المنافسة في المعترك القاري الساخن. يوقن المدرب ناظم شاكر ان هناك (الحبل السري) الموصول بين افراد جيل اولمبياد اثينا 2004 يغذي المنتخب معنوياً وفنياً ويقوّي بنيته تكتيكياً بالرغم من ظروف التوتر والقطيعة التي سادت معسكراتهم في غير مرّة ، الا ان المحترفين يزدادون تماسكاً في المواجهات الصعبة ولم تفتر عزيمتهم باستثناء المرحلة التي يشعرون فيها بعدم قدرة المدرب على معالجة الطوارىء الفنية خلال المباراة كما حصل مع فييرا في خليجي مسقط ومع حمد ايضا في تصفيات المونديال وتلك مسائل مشاعة في ساحة المدربين ولا تشكل مثلبة على اي منهم طالما ان المباريات تسفر عن فائز وخاسر يعني ان هناك مدرباً منتصراً وآخر مندحراً لا بدّ من التأكيد على ان لكل جيل نهاية وفصل اخير يجب تحديده من اللاعبين انفسهم قبل المدرب او الاتحاد ، فهناك عناصر نأمل ان تحاسب نفسها مثل يونس محمود ومهدي كريم ونشأت اكرم وهوار ملا محمد وعماد محمد وتقارن بين صور الاداء السابقة والحالية ليعرفوا كم هم بحاجة الى المصارحة باخلاء مراكزهم الى بدلاء جدد اكثر حيوية واسرع انسجاما مع التحولات الجديدة التي يشهدها المنتخب الوطني ؟ ومع بالغ اعتزازنا بنجوم خدموا الكرة العراقية وزفوا لها البطولات والكؤوس الثمينة فان دقائق مباراة اذربيجان كشفت حاجتهم الماسة للمراجعة الذاتية ، فالمنتخب ليس ملكا لأحد واحتكار المراكز امر مرفوض ، لقد شعرنا بان لاعبا مثل نشأت لم يكن يبالي لعتب زميله علاء عبد الزهرة على تمريرة عشوائية ، بل نظر له بعين غاضبة وكأنه نال من كفاءته ! لن نعد بطولة الامارات الدولية التي تختتم اليوم بلقاء نهائي بين منتخبنا والمضيف فرصة مثالية للحكم على اهلية اللاعبين ، فالمنتخب بحاجة الى مباريات تجريبية كثيرة تكسبه اللياقة البدنية العالية وتشذب اخطاء لاعبيه ، لكن المهم ان يكون اللاعب المحترف منتجاً للمنتخب كما شاهدنا في موقعة القاهرة كيف كان اداء الفراعنة المحترفين باهراً ، لا ان نبقى نتدلى باعذارنا تحت حبال صعوبة تجميع اللاعبين وطول فترة الابتعاد بينهم فالقادم اصعب وهناك خيارات متعددة قدمها منتخب الشباب وما يضمه الاولمبي ايضا من عناصر تقف باستعداد لتلبية نداء ناظم شاكر ، فمن غير المعقول ان تُرهن الكرة العراقية مصيرها باربعة عشر لاعبا محترفا لن يجتمعوا الا عشرة ايام كل عام ، بينما ملاعبها تجود بنماذج من المتميزين الصابرين على بلوى النظرية المجحفة ( الاحتراف اقصر الطرق الى جنة البطولات)!.
منتخب برسم الاحتكار
نشر في: 17 نوفمبر, 2009: 04:41 م