TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رخصة للقتل..؟

رخصة للقتل..؟

نشر في: 22 فبراير, 2014: 09:01 م

كنا نعتقد ان عصر افلام الـ"ويستيرن" والمغامرات الجيمسبوندية سجل نهايته مع الفيلم البريطاني - الأميركي "رخصة للقتل" (Licence to Kill) المنتج العام 1989 باخراج جون غلين وبطولة تيموثي دالتون، لكننا نفاجأ الآن بان حكومتنا قد أعلنت عن فيلم جديد، واقعي هذه المرة.
وزارة الدفاع كشفت منذ ثلاثة أيام عن تخصيصها 20 مليون دينار مكافأة لكل من يقتل إرهابياً أجنبياً من تنظيمي داعش والقاعدة، و30 مليون دينار لكل من يلقي القبض على أحد هؤلاء الارهابيين.
أمر جيد ومشروع في إطار الحرب ضد الارهاب ان تُخصص مكافآت جوائز للتشجيع على ملاحقة الارهابيين وتسليمهم الى السلطات ليواجهوا القضاء وينالوا جزاءهم العادل، ولكننا لم نعرف كيف ستميّز الوزارة بين عربي أو أجنبي داعشي أو قاعدي وآخر لا علاقة له من قريب أو بعيد بداعش والقاعدة، وانه موجود في البلاد لأغراض أخرى.
الإعلان بهذه الطريقة من دون آليات وقواعد محددة يعد بمثابة منح لكل فرد رخصة بقتل العرب والأجانب المقيمين في بلادنا والادعاء بانه من عناصر داعش او القاعدة، فليس من المفترض أن يحمل الإرهابيون هويات منظماتهم يمكن من خلالها التثبت على نحو قطعي من انهم فعلاً من عناصر هذين التنظيمين الإرهابيين.
الحال سليمة مع من يُلقى القبض عليه، فالتحقيق سيثبت ما اذا كان المقبوض عليه داعشياً أو قاعديا أم لا، ولكن ماذا عن الذين سيُقتلون بموجب رخصة القتل هذه؟ كيف ستتوثق وزارة الدفاع من تبعية المقتول لداعش أو القاعدة؟
لقد ثبت حتى الآن ان المنظمات الإرهابية نجحت في تجنيد بعض الشباب العاطل عن العمل والمحبط في عملياتها لقاء المال .. هذا النمط من الناس يمكن له الآن أن ينطلق في عمليات لقتل الاجانب بدعوى انهم من داعش او القاعدة طمعاً بالمال الحكومي هذه المرة.
حتى لا يتحول اعلان الوزارة الى طريقة لكي يأخذ البعض القانون بيديه لابدّ من اعلان شروط واضحة ومحددة وحازمة لمنح المكافآت بما يضمن الا يُقتل بريء بالشبهة أو من أجل المال، وان تقترن هذه الشروط بعقوبات صارمة على من يمكن أن يرتكب خطأ في هذا الشأن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د. صباح المرعي- لندن

    إلتفاته ذكيه و مسؤولة و تستحق الاهتمام

  2. ياسين عبدالحافظ

    كما ويجب ان توضع صورة للمطلوب وتحتها مطلوب حيا اوميتا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram